الصيت ولا الغنى .. هل تعلم أن الأفندية كانوا اكثر ثراءً من الباشوات في مصر
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
عاشت مصر في عصر الباشوات عشرات السنين، رغم انها ظاهرة قصيرة العمر في تاريخ مصر، إن عمرها لم يزد على 150 سنة، ففي 1800 لم يكن في مصر إلا باشا واحد وهو طاهر باشا الوالي التركي، وفي سنة 1805 اختار المصريون باشا جديدًا وهو محمد علي باشا وأعطوه الجنسية المصرية وطالبوا السلطان العثماني أن يعينه واليًا على مصر ووافق السلطان، وسافر طاهر باشا إلى إسطمبول وبقى فى مصر باشا واحد نصف تركي ونصف مصري وهو محمد علي، وتلك هي بداية قصة الباشوات في مصر
قبل ثورة يوليو 1952 كان في مصر عالم قائم بذاته، محاط بحواجز وجدران عالية لا يدخل إلى ما ورائها سوى لخدمة هذا العالم أو العمل تحت إمرته، وهو عالم البشوات، ببذلاتهم السوداء الرسمية الأنيقة طويلة الذيول، وطرابيشهم الحمراء ومشيتهم الأنيقة المترفعة التي لا تخلو من موكب حافل من الخدم والحشم والسفرجية. وبالطبع كان معظهم وزراء لأن الباشوية لا تأتي في العادة إلا للوزراء، ولم تأت بمفردها سوى لعدد قليل جدًا مثل مصطفى كامل وطلعب حرب وأحمد عبود
كان بشوات مصر يُصنعون في اسطنبول، أما الباشوية المصرية فبدأت على يد الخديوي إسماعيل، الذي دفع 10ملايين جنية للسلطان وحصل على الإتاحة بإعطاء الباشوية في مصر، .وحقق من وراء ذلك التصريح الملايين، فقد كان للباشوية ثمن معروف ولها وسطائها وسماسرتها .
والعجيب ان بعض اسماء الباشوات كان لا يخرج من وزارة إلا دخل وزارة أخرى، ويُعد حسين فخري باشا الذي تولى الوزارة 26مرة، ويليه حسين سري باشا الذي تولاها 25 مرة ، ثم على ماهر 23مرة، وإسماعيل صدقي باشا 19مرة، ومحمود فهمي النقراشي 18مرة، وعثمان محرم باشا 14مرة، ومصطفى النحاس باشا 17مرة
والغريب أيضًا، ان الباشوات كان واقع حالهم حسب دفاتر البنوك، أفقر من الأفنديات، وبعضهم كان كل ما عندهم مرهونًا حتى السيارة، وفي أكثر من مرة أدخلوا بعض الشخصيات الوزارة حتى يستطيع أن يسدد ديونه ويصلح احواله ويجهز بناته .
وقد حكى الصحفي الراحل محمد التابعي، أن كان هناك رجل داخ بين القصر والمندوب السامي حتى حصل على الوزارة والباشوية، وكان فقيرًا معدمًا فأعطوه الوزارة وكأنها صدقة، فلما علمت زوجته بالخبر أنفقت باسمه فوق العشرة آلاف جنيه في أسبوع واحد، واستأجرت قصرًا وفرشته وتصيغت هي وبناتها وزودت الخدم والحشتم واشترت أغلى ما في المحلات من الثياب، وكل ذلك عن طريق الدين. وعندما علم رئيس الوزراء بالخبر قرر إقالة ذلك الوزير الذي جلبت له زوجته تلك الفضيحة، لكن دار المندوب السامي تدخلت وبقى الرجل، واضطروا إلى ادخاله الوزارات بعد ذلك خمس مرات متتالية حتى سدد ديونه
الكاتب
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال