همتك نعدل الكفة
476   مشاهدة  

الطاعون الأنطوني والجدري الأسود.. أمراض وأوبئة هددت البشرية

الطاعون الأنطوني


على مر العصور، كان البشر دائمًا مهددون بالانتهاء والتدمير، ما بين حروب وكوارث طبيعية واستعمارات وغير الكثير من الكوارث، ولكن ستظل الأوبئة والأمراض هي البطل الأول في قصص القضاء على البشر، فهناك مئات من الأوبئة التي ضربت البشرية في مقتل، وقضت على ملايين من البشر، ومهما تطور العلم وكثر العلماء، تظهر أوبئة تجعل الجميع واقف حائر، ولعل وباء كورونا الذي نعيشه في الفترة الحالية أكبر دليل على ذلك، فرغم التطور العلمي المذهل الذي وصلنا له، إلا أن حالات الوفيات به تخطت الملايين، وهذه بعض الأمثلة على أوبئة أخرى كانت كارثة مدمرة:

  • وباء الجدري الأسود

الطاعون الأنطوني

كانت بدايات ظهور الجدري في القرن السادس عشر، يشهر المريض بآلام مبرحة في جيده، مصحوبة بالحمى الشديدة، والتهاب بالحلق، وصداع، وصعوبة في التنفس، والأسوء هو ظهور بثور متقيحة على سائر الجسد، وكان الجدري الأسود مرض فتاك، أودى بحياة ما يقرب من نصف المصابين به من البالغين، وقتل ثمانية من بين كل عشرة أطفال مصابين، ومع بدايات القرن الثامن عشر، كان عدد الموتى في أوروبا وحدها، يتخطى النصف مليون سنويًا، وهو رقم كبير للغاية آنذاك، أما عن الناجين من الموت، فهم يعيشون بآثار المرض طوال عمرهم، حيث تنهار جلودهم وتبقى الندوب والحبوب المتقيحة للأبد، وبعضهم يصاب بالعمى، وقد تعددت وسائل العلاج التي كان يأمل بها الأطباء السيطرة على المرض وأعراضه، ولكن باءت جميعها بالفشل، ومن ضمن. وسائل العلاج التي اتبعت وقتها، محاولة اسمها التجدير، وهي تضمن استخراج الصديد من بثور شخص مصاب بالجدري، وإدخالها في جروح سطحية على جلد شخص آخر سليم، أو طحن قشور البثور من شخص مريض، وإدخالها في أنف شخص سليم، وكانت هذه التجربة تخفف من حدة المرض، ولكنها حملت آثار جانبية خطيرة، فقد أصيب جميع الخاضعين للتجدير بالمرض، وكذلك نقلوه للآخرين، مما زاد من حدة انتشاره، ولكن تلك التجربة أدت في النهاية إلى تطوير واختراع أول لقاح في تاريخ البشرية، وانتهى الجدري الأسود تمامًا في عام 1977م.

  • الطاعون الأنطوني

الطاعون الأنطوني

معروف علميًا باسم طاعون جالينوس، نسبة للعالم الذي اكتشفه، وقد ظهر في عام 165م، ويعد من أقدم الاوبئة التي ضربت البشر على الإطلاق، ظهر في منطقة حوض البحر المتوسط، وكانت الإمبراطورية الرومانية هي الأسوء حظًا، والأكثر معاناة، ظهر الوباء على موجتين، الأولى استمرت حتى عان 180م، والثانية بدأت في الفترة بين عامي 251م، و266م، وكانت الموجة الثانية هي الأسوء، كانت أعراض الوباء شديدة، تبدء بحمى وإسهال، قيء، تورم في الحلق، سعال شديد، ويتطور الأمر سريعًا إلى نزيف في الجهاز الهضمي، وتستمر تلك الأعراض مدة أسبوعين تقريبًا، وقد توفي معظم من أصيب به.

  • وباء الكوليرا

الطاعون الأنطوني

إقرأ أيضا
وباء الكوليرا

مرض خطير ضرب العالم بأكمله وقتل الملايين، عدد الناجون منه قليل، والسبب الرئيسي للوفاة بعد الإصابة بوباء الكوليرا، هو فقدان سوائل الجسم بسبب الإفرازات من الأمعاء، وبسبب التقيؤ الشديد، ويصاب المريض بأعراض كثيرة وشديدة، مثل ضعف في دقات القلب، ويفقد الجلد مرونته، انخفاض ضغط الدم، تشنج بالعضلات، تشنج الأطراف، سرعة في التنفس، تقيؤ حاد، العطش الشديد بسبب فقد السوائل، وقد شهد العالم سبعة مراحل من انتشار ذلك الوباء اللعين، استمروا على مدى أكثر من قرن ونصف، كانت المرة الأولى في روسيا عام 1817م، وتوفى وقتها أكثر من مليون شخص، وانتقل إلى الهند والصين واليابان وألمانيا وأمريكا، وبدء الوباء الثاني عام 1829م، في المجر وألمانيا، ووصل إلى مصر أيضًا عام 1831م، وقتل أكثر من 150 ألف شخص، ووصل للندن وباريس، ووصل إلى ساحل المحيط الهادئ لأمريكا الشمالية بحلول عام 1834م، أما الوباء الثالث كان في عام 1852م، وقتها توفي أكثر من مليون شخص في روسيا، ومنها انتقل شرقًا لإندونيسيا، ثم انتقلت إلى الصين واليابان في عام 1854م، وقد أصابت الفلبين وكوريا في عام 1859م، وانتقلت بعدها إلى إيران والعراق وشبه الجزيرة العربية، وتوالت الانتشارات المرعبة لذلك الوباء حتى التفشي السابع الذي وقع بين عامي 1961م، و1975م، والذي بدأ في إندونيسيا، وسُمى بوباء كوليرا الطور على اسم سلالة الفيروس، ووصل إلى باكستان الشرقية وبنغلاديش، ثم وصل إلى الهند، والاتحاد السوفيتي، ثم انتقل الوباء من شمال أفريقيا، إلى إيطاليا بحلول عام 1973م، وكان هذا هو آخر تفشي وظهور لذلك الوباء، باستثناء بعض الحالات في اليابان وجنوب المحيط الهادئ عام 1975م.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (1)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان