العزوبية كانت سبب لفرض الضرائب على الرجال في الماضي

إن حياة العزوبية كثيرًا ما تصور على أنها حياة مثالية للرجل. ووفقًا للقوالب النمطية فإن الرجال العازبون لا يملكون سوى القليل من المسؤوليات وفي حالة عدم وجود زوجة أو أطفال يحتاجون إلى دعمهم، فإنهم قادرون على الحفاظ على نمط حياة يحلم به العديد من الرجال.

ولكن على مر التاريخ سعت الحكومات والمشرعون إلى فرض قيود على أعداد العازبين داخل المجتمع من خلال استخدام أسلوب قديم العهد: فرض الضرائب.

ولألفين سنة ظهرت ضرائب العزوبية بصورة دورية في المجتمعات في جميع أنحاء العالم مستهدفة الرجال العازبين الذين لا أطفال لهم الذين كان يعتقد أنهم مصدر جيد للدخل.

في روما القديمة كانت فكرة فرض الضرائب على الرجال البالغين العازبين على وجه التحديد تحمل نداءًا ثابتًا للحكومات والولايات التي تتطلع إلى زيادة الإيرادات والسيطرة على السلوك الاجتماعي. في عام 9 بعد الميلاد، فرض الإمبراطور الروماني أغسطس فرض ضريبة على الرجال غير المتزوجين والمتزوجين الذين لم يكن لديهم أطفال.

والغرض من الضريبة كان تشجيع الزواج والإنجاب ومنع السلوك غير الأخلاقي. ومع ذلك فقد ثبت أيضًا أنه وسيلة ممتازة لجمع الأموال للدولة، وتم تقليده في المجتمعات في جميع أنحاء العالم منذ ذلك الحين.

في 1695 عندما كان التاج الإنجليزي يعاني لجمع المال لحرب أخرى مكلفة مع فرنسا تم فرض ضريبة العزوبية لتوليد الدخل. وهذا القانون، المعروف باسم قانون واجب الزوا ، فرض ضريبة ثابتة على جميع الرجال غير المتزوجين الذين تتجاوز أعمارهم 25 سنة.

يمكن أيضًا استخدام ضرائب البكالوريوس لتنظيم النمو السكاني. وفي جنوب أفريقيا  في عام 1919، فرضت ضريبة على العازبين من أجل تشجيع الأسر البيضاء على إنجاب الأطفال. وهي سياسة متجذرة في السياسة العنصرية قبل الفصل العنصري ونشأت عن مخاوف من أن السكان البيض سيغمرهم المجتمع الأسود في القريب العاجل.

يمكن العثور على محاولات مماثلة في إيطاليا في عهد موسوليني. في عام 1927 أعلن فرض ضريبة على الرجال غير المتزوجين كجزء من حملة لجمع رأس المال وتوسيع نطاق السكان الإيطاليين. وكانت أيديولوجيته ذات التوجه العنصري مصممة على التأكد من تفوق العرق الإيطالي المتفوق، في رأيه، على بقية أوروبا من حيث النمو السكاني.

ومع ذلك، في حالات أخرى، كانت ضريبة العزوبية تتعلق أكثر بفرض النظام الأخلاقي على المجتمع في وقت من الذعر الشديد بشأن سلوك الشبان العازبين. ففي القرن التاسع عشر، قامت ولاية ميشيجان بمحاولات متكررة لفرض ضريبة العزوبة، مبنية جزئيًا على فكرة أن الرجال غير المتزوجين كانوا من الناحية الإحصائية أكثر عرضة للانخراط في سلوك منحرف من الرجال المتزوجين.

وقد أدخلت ضريبة مماثلة في ميسوري في عام 1821تتألف من ضريبة سنوية محددة قدرها دولار واحد على جميع الرجال غير المتزوجين. ومع ذلك في ميشيجان قوبلت الأفكار المقترحة بمقاومة أكبر بكثير. واشتكى العديد من الرجال من أن هذه المبادرة هي شكل لا يطاق من أشكال التمييز بين الجنسين. كذلك تساءلوا عن السبب في ضرورة تخصيص الرجال لفرض ضرائب إضافية وليس للنساء.

وعلى الرغم من الخلاف قدمت مقترحات أخرى في 1837 و1848 و1849 و1850. ظهرت مبادرات أكثر نجاحًا في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. وكثيرًا ما تركزت الحجج التي سادت أثناء هذه المناقشات على سلوك الرجال العازبين، والحاجة الملحوظة إلى دفع الرجال نحو الزواج.

لكن المعارضون لمشروع القانون أشاروا إلى أنه إذا كانت ضريبة العزوبية سارية، فإنه يلزم فرض ضريبة مماثلة على جميع النساء في سن الزواج اللاتي رفضن طلبات الزواج.

إقرأ أيضا

استنوا شوية حمزة نمرة ورحلة الفقد المستمرة

وعلى الرغم من المقاومة، استمر أنصار ضريبة العزوبية في المضي قدمًا في تنفيذ جدول أعمالهم. في عام 1921، في مونتانا تم فرض ضريبة 3 دولارات بنجاح على جميع العازبين غير المتزوجين.

بالإضافة إلى ذلك، اقترحت ولاية كاليفورنيا في عام 1934 فرض ضريبة على العزاب بقيمة 25 دولارًا في المقام الأول كاستراتيجية لتعزيز معدل المواليد الهابط في الولاية. غير أن المقترحات لم تستمر ولم يُنفذ مشروع القانون قط في الواقع.

على الرغم من أن ضريبة العزوبية كانت موضع نقاش وجدل كبير إلا أنها فشلت في تحقيق النجاح في الولايات المتحدة. وقد يكون السبب في ذلك هو أنها لم تكن استراتيجية فعالة بشكل خاص إما للسيطرة على سلوك الشباب أو لتشجيعهم على الزواج.