“العطلات الحلال” سياحة تقدر بـ 220 مليار دولار ومصر في المركز التاسع أفريقيًا
-
إسراء أبوبكر
صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
في ظل الحر الخانق الذي يعاني منه الكوكب من الطبيعي أن تصبح العطلة الصيفية أولوية، لكن بالنسبة للعائلات المسلمة الأولوية الآن للعطلات الحلال. وهو مفهوم سياحي جديد يساعد الأسر التي ترفض قضاء العطلة في أماكن تجعلهم يختطلون بثقافات متحررة تشعرهم بالخطر، خاصة عند اصطحاب الأطفال والمراهقين. الأمر الذي يدفع هؤلاء للبحث المضني عن أماكن أكثر خصوصية وإن كانت تكلفهم مبالغ باهظة؛ مما جعل العاملين في قطاع السياحة يبتكرون حلًا يرضي العملاء الملتزمين ليقضوا عطلاتهم في أماكن تقدم مستوى جديد من الخصوصية.
ما يطلق عليه العطلات أو السياحة الحلال معروف منذ عقود لكن بشكل مختلف، فعلى سبيل المثال الرحلات العائلية المخصصة فقط للأطفال والنساء لقضاء يوم ترفيهي في منتجع أو فيلا أو شاطئ خاص ليست جديدة، المختلف الآن أن الفكرة توسعت وأصبحت نوع جديد من السياحة تستقطب الملايين من العائلات المسلمة المحافظة سنويًا.
من أجل الخصوصية سوق سياحي يقدر بـ 220 مليار دولار
وفقًا لتقرير لـ BBC يفضل المسلمون عربًا كانوا أو أجانب الذهاب للمنتجعات السياحية التي تقدم خدمة العطلات الحلال؛ لرغبتهم في قضاء عطلة طبيعية دون تقديم أي تنازلات يحرمها دينهم. تقدم العطلات الحلال العديد من الميزات على رأسها الخصوصية، حيث يمكن للنساء الاستجمام بحرية على الشاطئ أو حمام السباحة دون الانكشاف على رجال أجانب. كما تنهي مخاوف الأسر التي ترغب في اصطحاب أطفالها إلى العطلة، حيث لن يضطروا لرؤية أماكن مثل شواطئ العراة، ناهيك عن سهولة الحصول على أطعمة حلال وحظر الكحول.
أمام كل هذه الميزات التي يبحث عنها السياح المسلمون يحقق سوق العطلات الحلال نموًا ملحوظًا، حيث بلغ حجمه خلال 2022 وفقًا لتقرير مؤشر السفر الإسلامي 220 مليار دولار، مع توقعات بوصوله إلى 225 مليار دولار بحلول عام 2028. وقد أوضح التقرير تفضيل السياح المسلمين لزيارة البلاد ذات الأغلبية المسلمة، حيث يتوفر مناخ سياحي مرحب دون التعرض لعنصرية الدينية، كما سيتوفر لهم جو مشجع على إقامة شعائرهم بداية من المساجد وحتى تدريب الموظفين على تفهم المعتقدات الدينية للشرق الأوسط.
مصر في المركز التاسع أفريقيًا.. ودول أوروبية تسعى للمنافسة
بلا شك تقدم الدول ذات الأغلبية المسلمة والطابع الثقافي الشرقي كل متطلبات العطلات الحلال بطبيعتها؛ لذلك تأتي تلك الدول على رأس قائمة الوجهات المفضلة للسياح المسلمين. حيث تجذب بلاد جنوب غرب آسيا والشرق الأوسط مثل ماليزيا وسنغافورة وإندونسيا والإمارات نسبة 31% من السياح المسلمين، ثم تأتي دول شمال أفريقيا المعروفة ببيئتها الشرقية والتنوع الثقافي والتاريخي الجاذب للسياح بنسبة 21%. وبما أن مصر أحد أهم البلاد السياحية في القارة السمراء، كان من الطبيعي أن تحتل المركز التاسع في قائمة البلدان المفضلة للسياح المسلمين على مستوى القارة.
نمو قطاع العطلات الحلال السريع دفع بعض الفنادق العادية في دول مثل إنجلترا إلى تغيير سياساتها لتلبية رغبات الزائرين، فقد أعلن فندق “لاند مارك” في لندن عن تقديم لحوم حلال وتوفير مشروبات غير كحولية، إضافةً إلى تخصيص مدخل من مداخل البناية للنساء فقط مع وجود مصاعد خاصة للغرف توفر الخصوصية. وبالطبع أمام كل تلك الميزات الخاصة تتكلف تلك العطلات مبالغ أعلى بكثير من العادية، كما أنها تظل حتى الآن خدمة ليس من السهل الحصول عليها.
الكاتب
-
إسراء أبوبكر
صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال