احتفلوا صح .. مش ناقصين لخفنة
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
العيد فرحة …. وأجمل فرحة، بس يا حبذا لو عرفنا هو إحنا بنحتفل بإيه، حتى من باب الفرحة تكمل أو ع الأقل لما هنفهم إحنا بنحتفل بإيه هنعرف نحتفل إزاي، فتعالوا سوا كده نفنط الأعياد اللي فيها لبس ونفكها من بعض، اللي محسوب على فاتورة مش بتاعته نرده لفاتورته واللي واخد اسم أخوه نسحبه منه.. وهكذا.
فالنتاين مش ترجمة عيد الحب
العالم كله بيحتفل بعيد الحب مرة واحدة، بس إحنا بنحتفل مرتين، إكّْمّنْ المحبة حدانا بتبُظ من كل حتة.. فعندنا عدد 2 عيد حب، بنحتفل مرة في 14 فبراير.. بعيد الحب اللي كل الكوكب بيحتفل به، ما عدا باكستان وكام دولة تانية من النوع القفوش. أما المرة التانية اللي بنحتفل فيها فهي النهارده (4 نوفمبر).. وده موضوع يخصنا لوحدينا.
عيد الحب العالمي، بتاع 14 فبراير، هو ده اللي اسمه Valentine’s Day واللي إحنا جعلناه “الفالنتاين”، وهو معروف في أوروبا والدول المتقدمة إنه “عيد العشاق”، يعني شكل الحب المستهدف الاحتفال به محدد بدقة.. فهنا مناسب جدا جو الورد والدباديب والضفاديع والنحانيح وكل الحاجات المحشية فايبر ومشاعر جياشة.
اقرأ أيضًا
في عيد الحب أيهما أقوى الدبدوب أم القرنبيطة ؟
(فالنتاين/ Valentine) مش ترجمة لكلمة “حب” أو “عشاق” ولا أي حاجة من دي، ده اسم شخصية تاريخية، فيه أكتر من حدوتة بخصوص العيد ده، القصة الأكتر رومانسية بتقول: أن في بدايات النص التاني من القرن التالت الميلادي، وفي عهد الامبراطور كلاوديوس الثاني، كانت الأمبراطورية الرومانية معاها حكاية مع أعداءها، غالبا القوطيين.. بتوع المعمار الحلو دول.
ماتعرفش بقى مين ابن حرام لعب في دماغ الامبراطور وملا مخه أن الجندي المتجوز بيبقى خايف على مصير مراته وعياله عكس الجندي العازب اللي ماعندهوش أسرة يخاف على فراقها.. فبيبقى مستبيع، قام الامبراطور أصدر قرار منع الجنود العزاب من الجواز، الجنود يا كبدي لبسوا في حيطة ومش قادرين يكسروا كلام الامبراطور، مش بس خوفًا منه إنما كمان لأن الجواز يلزمه مباركة الكنيسة.. وفي هذا العصر المنيل كانت الكنيسة والامبراطور إيد واحدة.
اقرأ أيضًا
دبدوب عيد الحب يحكي قصته كاملة
هنا ظهر القديس فلانتاين كرمز للمعارضة، حيث كان يبارك زيجات المحبين في الخباثة، وفضل يلعب الدور ده لحد ما الأمبراطور عَكَشُه.. وتم إعدامه يوم 14 فبراير، وهكذا بعد فترة كبيرة من وفاته تم تكريمه بأن اليوم ده بقى عيد للعشاق واتسمى باسمه.
فيه بقى قصة تانية خالص بتقول أن ده أساسا عيد وثني يخص الخصوبة والتزاوج، والكنيسة اختلقت الحدوتة دي كلها عشان تنَصَر العيد ده بعد ما فشلت إنها تلغيه. في كلا الحالتين يبقى العيد بنفس الاسم والاحتفاء فيه بالحب بتاع أحمد ومنى.
أما “عيد الحب المصري” فده بقى موضوع محلي تماما، ومالهوش علاقة لا بالحبيبة بتوع الكورنيش ولا بالجواز ولا بالنوع ده من العلاقات أصلا، ده اتعمل بمناسبة جنازة مهجورة لراجل عجوز من السيدة زينب.
حسب رواية الكاتبة الصحفية صفية مصطفى أمين، بنت الصحفي الكبير مصطفى أمين، مؤسس جريدة أخبار اليوم وصاحب فكرة عيد الحب المصري، أن أبوها في يوم من الأيام كان ماشي في منطقة السيدة زينب وصادف إنه شاف جنازة ماشي فيها 3 تنفار بالعدد، فاستغرب جدا من قلة المُشيعين وسأل عن السبب، فعرف أن المرحوم ماحدش كان طايقه.
تأثر الصحفي الكبير بالواقعة وكتب تاني يوم في مقاله عن مبادرة لتحويل اليوم ده، اللي شاف فيه الجنازة، إلى عيد للحب، بس الحب بكافة أشكاله واتجاهاته.. أو زي ما قال نصًا:
(نريد أن نحتفل لأول مرة يوم السبت 4 نوفمبر بعيد الحب، حب الله وحب الوطن وحب الأسرة وحب الجيران وحب الأصدقاء وحب الناس جميعا)
فالنهارده يا جماعة مش بتاع الحبيبة، أه طبعا ينفع الحبيبة يعيدوا على بعض براحتهم.. بس اللي هاسمعه بيقول “فالنتاين” هكهربه.
الكريسماس VS راس السنة
الشهر الجاي بقى بنخش في عبثية تانية من لخفنة الأعياد، مع بداية النص التاني من ديسمبر ويبدء الصحاب والقرايب يتواعدوا وينظموا هيحتفلوا أزاي في الكريسماس، بس اللي يركز هيكتشف أن الغالبية العظمى من الاتفاقات دي هتتم بعد الكريسماس بأسبوع كامل.
الغالبية ملخفنيين الكريسماس على راس السنة، بس اللي قاصدين الكريسماس مابيتلخبطوش، اللخبطة عند جمهور راس السنة، عندهم إصرار عجيب أن هو ده الكريسماس، وطبعا المستفيد من اللبس التاريخي ده همه السادة تجار وبائعي أشجار “عيد الميلاد” وعرايس بابا نويل، اللي بيبيعوا للزباين الصح يوم 24 بالليل ويرجعوا يبيعوا للزباين الغلط يوم 31.
المدهش أن الخطأ ده مش ع الضيق، ده شائع لدرجة أن كتير من برامج المنوعات وخلال السهرة الخاصة براس السنة بيضيفوا للديكور شجرة “عيد الميلاد” وبابا نويل وكل زينة الـعيد الغلط، أما الظريف في الموضوع فهمه الأخوة أعداء الاحتفال وكارهي الانبساط المعروفين إعلاميًا بـ “الإسلامجية”.. بيبقوا مضحكين جدا وهمه بعملوا محاولاتهم مستميتة لإقناع جمهور راس السنة أن الاحتفال يوم راس السنة حرام عشان الكريسماس ده بتاع المسيحيين بس.
بوصفي من محبي الحياة والشهيصة بادعو الناس تسهر اليومين وينبسطوا، ماحدش واخد منها حاجة، مطلوب بس نفرق بين سهرة 24.. اللي هي احتفال بعيد ميلاد المسيح طبقًا للكنيثة الغربية، وبين سهرة 31 اللي احتفال بنهاية سنة وبداية سنة جديدة.. حاجة كده زي عيد العمال وزي راس السنة الهجرية وشم النسيم وكل الأعياد عديمة العلاقة بالأديان الإبراهيمية.
قبل ما أختم أحب أوضح أن الكنيسة الشرقية عندها احتفال تاني بميلاد المسيح، بيبقى يوم 7 يناير.. فينفع جدا نحتفل يوم 6 بالليل بوصفه “الكريسماس المصري” ونعمل قلق.
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال