همتك نعدل الكفة
297   مشاهدة  

الغباء البشري صفة معدية.. مواقف مختلفة انتهت بمجاعات وكوارث إنسانية

الغباء البشري


هناك فرق كبير بين التعامل في المواقف المختلفة بحسن نية، وبين التصرف بغباء وسذاجة، فهناك العديد من المواقف التي لن تصدق مدى سهولة خداع الآخرين، وكيف يكون الغباء مُعديًا بهذا الشكل.

  • الغباء البشري تسبب في مجاعة دمرت القبيلة

الغباء البشري

في خمسينات القرن التاسع عشر، كانت قبيلة” كوسا” واحدة من أكبر وأهم القبائل في جنوب أفريقيا، وُلدت بها فتاة تُدعى “نونجكواوس” عام 1841م، وقد توفي والديها وهي صغيرة في حادث، وتولى عمها رعايتها وتربيتها، ولكنه كان رجل جشع ذو طباع سيئة، كان يهدف للوصول للحكم والإطاحة برئيس القبيلة، وقد استغل نونجكواوس في خطته الدنيئة، حيث أقنعها وأقنع الجميع، أن الفتاة تملك قدرات روحية خفية، تمكنها من رؤية المستقبل، وفي عام 1856م، تمكن من خداعها بأنها وسيطة روحية للأسلاف، وأخبرها أنه لابد من قتل المواشي وتخريب المحاصيل ومصادرة ثروات الشعب وحتى الطعام، وكل ذلك لتساعدهم الأسلاف على التخلص من المستوطنين البريطانيين، وبالطبع كانت خطة عم نونجكواوس هي التحكم في الشعب، والتخلص من حاكم القبيلة عن طريق نشر الفوضى، وبعد سماعهم النبوءة تملك الناس الجنون وبدأوا في قتل المواشي وحرق المحاصيل بشكل جائر، ولما لم يحدث أي جديد، بدأ الناس يتساءلون متى سوفي الأسلاف دينهم، وأخبرتهم نونجكواوس أنه سيتم الوفاء بالوعد في 1857م، ولكن حتى ذلك التاريخ كان الخراب قد حل على المكان بأكمله، وانخفض عدد السكان من حوالي 150 ألف نسمة، ل27 ألف نسمة فقط، بسبب المجاعة التي حلت عليهم، وبالطبع تمكن المستوطنون البريطانيون من فرض سيطرتهم أكثر، وقاموا بحبس نونجكواوس وعمها في سجن شديد الحراسة.

  • حملة للتخلص من العصافير قتلت 20 مليون شخص

الغباء البشري

عام 1958م، أطلق الرئيس الصيني “ماو تسي تونغ”، حملة اقتصادية واجتماعية تُدعى” القفزة العظيمة للأمام”،  وكان من ضمن برنامج الحملة، التخلص من الآفات، مثل البعوض المسؤول عن انتشار مرض الملاريا، والقوارض التي تسبب مرض الطاعون، والذباب المنتشر، وأخيرًا العصافير التي تأكل بذور الحبوب والفاكهة، وبدء الناس في القتل الجائر للعصافير، ودانوا يقومون بقرع القدور لإخافة العصافير، فتجعلها في حركة بشكل دائم، ونتيجة لذلك ماتت آلاف العصافير، وتم تدمير أعشاشهم وبيضهم، وقد تجاوز عدد العصافير المقتولة، الثلاثة مليون عصفور في مدينة بكين وحدها، وكانت النتيجة حدوث خلل في التوازن البيئي، حيث نقص محصول الأرز بشدة، فمع عدم وجود عصافير تتغذى على الحشرات، زاد عدد الجراد والعديد من الآفات الأخرى، مما تسبب في مجاعة كبرى راح ضحيتها أكثر من 20 مليون مواطن.

  • زراعة المكرونة السباجيتي

الغباء البشري

إقرأ أيضا
الكبير أوي 8

في خمسينيات القرن الماضي، كانت المكرونة من الأطباق الجديدة القليلة في بريطانية، معظم الناس يعرفونها فقط من خلال تناولها معلبة مع صلصة الطماطم، في شهر أبريل عام 1957م، وقت الاحتفال بخدعة كذبة أبريل، بثت قناة بي بي سي البريطانية تقريرًا إخباريًا خادعًا حول كيفية زراعة المكرونة السباجيتي، ومنها مشاهد لعائلة تجمع محصول السباجيتي من الشجر، خلال مهرجان الحصاد التقليدي، وشمل التقرير نقاش حول كيفية زراعة السلالة الأفضل، التي يمكنها إنتاج سباجيتي بطول مثالي، وقد لقت الحلقة نسبة مشاهدة عالية للغاية، وفي اليوم التالي، انهالت المكالمات على القناة، بعضهم يشكك في صحة القصة، والمئات يطلبون المزيد من المعلومات حول زراعة المكرونة، وكيف يمكنهم الحصول على محصول جيد بأنفسهم، ولكن القناة أخبرتهم أنه تقرير مخادع للاحتفال بكذبة أبريل، وقد كانت الفكرة من دماغ المصور العالمي “تشارلز دي جايجر”، الذي استلهمها مما كان يفعله مدرسوه في المدرسة، حيث كانوا يخدعون الطلاب الأغبياء ويقولون لهم أن المكرونة السباجيتي تُزرع، ولكنه لم يكن يتخيل أبدًا أن يصدق الأمر كل هؤلاء البالغون.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان