الغش في الأولمبياد؟
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
عند أفتتاح دورة الألعاب الأوليمبية في طوكيو يوم الجمعة، فإن المقاعد ستكون خاوية في استاد الأولمبياد التي تكفي 68.000 مشاهد ولكن في التقارير الإخبارية التي قد تسمعها ستخبرك بقصة تبعث على الشعور بالرضا عن كيف أن المهندس المعماري الياباني كينجو كوما تصور الستاد كما لو كان “شجرة حية” مع وجود تراسات ذات مناظر طبيعية تحيط بهيكل في مواجهة الغابات والتي حصدت من جميع ال 47 محافظة في اليابان.
ولكنك عندما تتذكر الخلفية الدرامية لهذه الرواية وستجدها أكثر تعقيدًا وأكثر قتامة، حيث إدعى المصمم الأصلي للاستاد وهو مكتب المصممة العراقية الأصل زها حديد (ZHA) أن تصميم الهيكل الرئيسي- الوعاء المهم للغاية والمساحات الوظيفية الاحتياطية – تم رفعها من مخططهم الفائز بالمسابقة -دون إذن- الشركة التي تتخذ من لندن مقرًا لها تم فصله بشكل غير رسمي عام 2015.
فازت زها حديد بالمسابقة عام 2012 -وكانت من ضمن 45 عرض تم تقديمها للمنافسة- بتصميم الاستاد الجديد واقترحت مبنى رياضي رشيق: عارضات خرسانية وعمل هيكل مقوس فوق الملعب لدعم سقف قابل للسحب، استخدم مجلس الرياضة الياباني هذا التصميم في محاولة تأمين أولمبياد 2020.
ولكن بعد أن قضت زها حديد عامين في انجاز الملعب كموقع وكيان حضري خاص بالألعاب الأولمبية مما يمكنها من التعامل مع جيوش من المتفرجين، وبدأ مجموعة دائمة المهندسين اليابانيين في الاعتراض، والتعدي على شرعية المسابقة الدولية، تلك المسابقة التي يترأسها السيد تاداو أندو وهو أحد الفائزين بمسابقة Pritzker للمعمار باليابان. وقد إدعى هؤلاء المعماريون مؤخرًا أن هذا الموقع حساس نظرًا لقربه من ضريح Meiji Sherine وأنه لابد من أن يكون التصميم أقل حجمًا، وكان المعنى الضمني أن المهندس الياباني فقط هو من يعرف كيفية تجسيد روح المكان المطلوبة، ولم يذكروا أن الملاعب الأولمبية تم عزلها داخل نطاق من الطرق الرئيسية، وان الطريق السريع المزدحم وخطوط القطار ومساحة بعرض نصف كيلو متر من النسيج الحضري الكثيف لطوكيو تفصل الحديقة الرياضية عن متنزة آخر يوجد فيه ضريح Meiji، وسيحل الاستاد الجديد محل الاستاد الوطني الحالي الذي يتسع إلى 50 ألف مقعد.
ذكر المتدرب من جامعة هارفرد فومهيكو ماكي أن المنافسة قد حسمت لصالح معمارين أجانب مشهورين، رغم اشتراك أشهر المعماريون اليابانيون واعتراضهم على ذلك.
وقد هاجم المهندسون المعماريون الأمر هجوما شديدا حتى أصبح قضية قومية، وقد ذكر رئيس الوزراء Shinzo Abo أن بناء استاد لهو أمر يتطلب البدء من الصفر وأعلنت الجريدة القومية الكبرى في البلاد أن مبلغ البناء قد يصل إلى 2.1 بليون $، وهذا تقريبا أكبر من المبلغ المقدر مرتين، بينما ذكرت جريدة أخرى أن تكلفة البناء لا يمكن وضعها في العطاءات التنافسية.
أعلن مجلس الرياضة الياباني عن مسابقة جديدة في عام 2015 ، وابتكر مناورة تكتيكية تمنع الأجانب بشكل فعال، وذلك من خلال مطالبة المهندسين المعماريين بالشراكة مع مقاولين محليين مؤهلين للدخول – وكان هؤلاء المقاولون الذين لديهم المؤهلات اللازمة ملتزمون بالفعل واشتكى المهندسون أن المنافسة لن تكون عادلة ومفتوحة ، حيث تأهل فريقان فقط .
كان لدى اثنين من شركاء “حديد” في التصميم، وهي شركات إنشائية، وقد أخذت ملفات BIM التي عليها رسومات شركة “حديد” وهاجرت إلى فريق شركة “كوما”، التي دخلت المنافسة الجديدة بتصميم متقن وما كان عليه إلا أن يجري تعديلات بسيطة على تصميم حديد، ولكنه ينفي ذلك تمامًا.
إقرأ أيضاً
الألعاب الأولمبية القديمة اختلفت كثيرًا عن ما نعرفه في وقتنا الحالي
الكاتب
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال