1٬661 مشاهدة
“مش بتسمع الأم تقول لابنها يكفيك شر ساعة الغفلة” عن الصلاة التي يمكن أن نقاوم بها ونوس ؟
كلنا نتذكر مشهد أنا الفخ في مسلسل ونوس بالحلقة الأخيرة بين القصبي والشيطان عندما قال الأخير “مش بتسمع الأم تقول لابنها يكفيك شر ساعة الغفلة .. أنا ساعة الغفلة”، لكن الأغلبية يمكن أن يكونوا غير مدركين أن لساعة الغفلة صلاة اسمها صلاة الغفلة واكتسبت اسمًا آخر وهو اسم صلاة الأوابين.
صلاة الأوابين ما هي ولماذا سميت بصلاة الغفلة ؟
للنوافل قيمة عظيمة في الثواب ومن ضمنها صلاة الأوابين التي يهجرها الكثيرين رغم قيمة فضلها وجلال وجودها بين أقوال العلماء، وأولى الفقهاء اهتمامًا كبيرًا بها لأنها صفة الأواب المطيع الراجع للطاعة والمكثر بالرجوع إلى الله.
يرى الشافعية أن صلاة الأوابين هي صلاة الضحى والركعات التي يؤديها المسلم بعد المغرب وحتى العشاء كما حدد ذلك كتاب أسنى المطالب، أما كتاب حاشية الجميل على شرح المنهج فيقول سمي النفل الذي بعد المغرب بصلاة الأوابين; لأن فاعله رجع إلى الله تعالى وتاب مما فعله في نهاره، فإذا تكرر ذلك منه دلّ على رجوعه إلى الله تعالى، ولو لم يلاحظ ذلك المعنى.
أما كتاب الإقناع للشربيني مع حاشية البجيرمي فسماها بصلاة الغفلة وحدد السبب أنه لغفلة الناس عنها واشتغالهم بغيرها من عشاء ونوم ودليل ذلك ما جاء في كتاب الزهبد لابن المبارك حيث ورد أن السلف كانوا يجتهدون في إحياء الوقت بين العشائين بالعبادة والصلاة ويحرصون على ذلك؛ فعن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه قال: ما أتيت عبد الله بن مسعود في تلك الساعة – يعني بين المغرب والعشاء- إلا وجدته يصلي، فقلت له في ذلك، فقال: «نعم ساعة الغفلة يعني ما بين المغرب والعشاء».
اقرأ أيضًا
4 ركعات تمحو ذنوبك وتفك كربك وتفتح لك أبواب الرزق
وحدد العلماء أن صلاة الغفلة أكثرها عشرون ركعة بين المغرب والعشاء، وأقلها ركعتان، وسنة المغرب يمكن أن تندرج فيها، أما دليل أنها وقت الضحى فهو الحديث الذي جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أرقد”، وفي رواية عند مسند أحمد أنه صلى الله عليه وسلم قال: “وأن لا أدع ركعتي الضحى فإنها صلاة الأوابين”.
وذكر كتاب نيل الأوطار للشوكاني أسماء الصحابة والسلف الذين كانوا يؤدون تلك الصلاة حيث قال الحافظ زين الدين العراقي: «وممن كان يصلي ما بين المغرب والعشاء من الصحابة: عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمرو، وسلمان الفارسي، وابن عمر، وأنس بن مالك في ناس من الأنصار، ومن التابعين: الأسود بن يزيد، وأبو عثمان النهدي، وابن أبي مليكة، وسعيد بن جبير، ومحمد بن المنكدر، وأبو حاتم، وعبد الله بن سَخْبَرة، وعلي بن الحسين، وأبو عبد الرحمن الحبلي، وشريح القاضي، وعبد الله بن مغفل، وغيرهم. ومن الأئمة: سفيان الثوري».
وعقب الشوكاني على ما فات بقوله «والآيات والأحاديث المذكورة في الباب تدل على مشروعية الاستكثار من الصلاة ما بين المغرب والعشاء, والأحاديث وإن كان أكثرها ضعيفًا فهي منتهضة بمجموعها لا سيما في فضائل الأعمال».
الكاتب
ما هو انطباعك؟
