الغول والعنقاء ورأفت الخواجة .. كلوفيس فيرنانديز الشرق يكتب السطر الأخير
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
وجه معروف لكثير من المصريين ، وبالأخص منهم عشاق كرة القدم ، “الأهلي غيره مافيش روح أم الدراويش” هي الجملة التي شهرته عند جمهور السينما في فيلم “أبو علي” حين لعب دور مشجعًا للنادي الأهلي الذي يصنع شجارًا ضاريًا مع جماهير النادي الإسماعيلي على أثره توقف الطريق المروري وبالتالي توقفت سيارة الشرطة التي كانت تحمل بداخلها البطلين كريم عبد العزيز ومنى زكي ، وعلى أثر هذا التوقف المفاجئ استطاعا الهرب . ثم الظهور المميز في برنامج صاحبة السعادة ، فعرفه كثيرين من الجمهور الغير كروي .. هذه هي المحطات الظاهرة في حياة خواجة الزمالك الشهير .. “رأفت”.
في مشهد يعرفه جيدًا محبي كرة القدم من جيل ما قبل السوشيال ميديا ، بطله المشجع التاريخي لمنتخب البرازيل كلوفيس فيرنانديز ، وهو رجل أعمال شهير من جنوب البرازيل دائم الظهور في مدرجات منتخبه ممسكًا لنموذج صناعي من كأس العالم وتترقرق الدموع في عينيه إذا كان منتخبه في حالة هزيمة .. وتقول التقارير الصحفية أن هذا المشجع الوفي بدأ التجول خلف فريقه المفضل منذ كأس العالم 1990 بإيطاليا .
لدينا في مصر نموذج ربما يتفوق عن كلوفيس فيرنانديز لكنه يقف على أرضية واحده معه ، رأفت الخواجة ، الرجل صاحب الرقصة الشهيرة التي تلهب المدرجات منذ منتصف الستينات ، هذا الزملكاوي العتيق الذي لَف ودار خلف الزمالك من إسكندرية إلى أسوان .. رأيت الخواجة في مباراة كانت تجمع الزمالك بغزل المحلة على ملعب غزل المحلة المعروف بعصبيته الشديدة ، وشاهدت كيف كان الخواجة صاحب عقلية أرقى من العقليات الأوروبية في التشجيع ، تعرفه جميع المقاهي المجاورة لاستادات مصر جميعًا ، حيث أن الخواجة كان مشجع التسعين دقيقة فقط ، دائم التشجيع طالما المنافسة داخل المستطيل الأخضر ، أما خارج المستطيل فإن الخواجة صاحب شعبية عالية وسمعة عميقة في الروح الرياضية ، حيث أن الخواجة تربطه علاقات طيبة بروابط مشجعي الفرق الرياضية الأخرى ، والتي كانت من أقواها علاقاته بأفراد روابط مشجعي النادي الأهلي ، وهو المنافس الأبرز لمعشوقه ، الزمالك .
عند العرب ، يعبرون “الخل الوفي” واحد من المستحيلات التي تُقدّر في منزلة الغول، والعنقاء .. لكن “الخل الوفي” كان موجودًا في مدرجات نادي الزمالك بالفعل ، منذ أن هتف لفاروق جعفر إلى أن هتف لطارق حامد .. مسيرة من الحب لم يلوثها غلوّ وعدوانية السوشيال ميديا .. نموذج صادق من المشجعين لم يزايد على ناديه يومًا من الأيام كما رأينا نماذج تزايد في سفرها خلف النادي خارج البلاد ، وشاهدنا بأعيننا سنين الرُتَب التي كان توضع على أكتاف المشجعين المنتمين لشكل معين من التشجيع .. سنين من الهتاف والرقص والحماس صنعها رأفت الخواجة . وفي آخر دورة لكأس العالم حضرها المشجع البرازيلي كلوفيس فيرنانديز ، وقبل وفاته بشهور ، ظهر باكيًا بعد هزيمة منتخبه على يد الألمان بسباعية ، أهدى نموذج كأس العالم لأحد المشجعين الألمان كنموذج للروح الرياضية ، ولو أنه كان يعرف رأفت الخواجة لما تردد لحظة واحدة في أن يهديه الكأس مدى الحياة .
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال