همتك نعدل الكفة
1٬244   مشاهدة  

الفودفيل .. رحلة البحث عن الفن المفقود

الفودفيل
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



كلمتين فيهما الخلاصة ، أحداث مكثفة مشدودة على وتر سريع ومحترف من الكتابة ، هندسة شديدة التخصص في عالم الحروف ، إسلوب شديد السلاسة ، شديد العمق ، شديد الخطورة على كاتبه ، ذلك لأن العمليه برُمتها معرضة للفشل الكامل ، أو النجاح الكامل .. وهذا تقييم مختلف عن جميع الأعمال الفنية ، فعندك مثلًا الرواية ، أو المسرحية ، أو الفيلم .. تتعدد أركانه بسبب المساحة الكتابة فمن الممكن أن يعجب القارئ بمنطقة في الكتابة ومنطقة أخرى لا تعجبه .. هذه هي معضلة الـ “فودفيل” .. المسرحية ذات الفصل الواحد ، المسرحية الذي يصل فيها الضحك حد القهقهة أو الهزلية .

 

أصل الفودفيل

انحدر “الفودفيل” أو المسرحية اللاذعة ذات الفصل الواحد من أصل فرنسي ، ويعني بالفرنسية “vaudeville” ويرجع مصدره إلى الكلمة الفرنسية “val  de  vire” – وتعني “وادي فير” وهو اسم نهر في منطقة “نورماندي” ، وأطلق اسم هذا المكان على مجموعة من الفنون فيما بعد .. ففي القرن السابع عشر انتشرت مجموعة من الأغاني الشعبية عرفت باسم “chanson  de  val  vire”  نُسبت إلى شعراء العامية أمثال : أوليفر باسيلين (1470-1403) و “جان لو يو” (1551- 1616) وأغلب الظن أن هذا النوع من الأغاني البسيطة الهزلية ، ذات الطابع الشعبي والموسيقي الخفيفة ومضمونها ارتبط بموطنها الأصلي بمنطقة وادي فير ويعتقد أن هذا المسمى (val  de  vire) تبدّل إلى (voix  de  ville) – صوت المدينة . وفي نهاية القرن الثامن عشر أنشئ في باريس عام 1792 مسرح متخصص أطلق عليه “theatre  de  vaudeville” وعن أصل هذا الفن يؤكد الكاتب والناقد الروسي “جيرتسن” (1812- 1870) قائلًا ” “الفودفيل فن شعبي ابتدعه الفرنسيين.

مسرحيات الفودفيل
مسرحيات الفودفيل

التطور الروسي لـ “الفودفيل”

في روسيا مر فن الفودفيل بمراحل عدة : ظهر في نهاية القرن السابع عشر على شكل أوبرا هزلية صغيرة ، وعزز وجوده على خشبة المسرح في بداية القرن التاسع عشر . فقد استرعى فن الفودفيل الفرنسي الفياض انتباه واهتمام رجال الفن في هذا الزمان ، فكان في البداية يُعرض على المسارح الروسية دون أية موانع وأية إعاقات، فلم يكن هناك ما يسمى الآن “قانون حقوق الملكية الفكرية” ، وفي مرحلة متقدمة كان المترجمون ، وأغلبهم من الأدباء ، يجيدون الفرنسية كاللغة الأم الروسية، عملوا على ترجمة أو اقتباس أو تعديل العديد منها ، ثم تلى تلك ذلك مرحلة جديدة ، وفيها دأب الكُتّاب الروس على تكييف النص الفرنسي بما يتفق مع الحياة والبيئة في روسيا ، وذلك بمنح الأبطال في المسرحيات أسماء روسية أصلية ، وتجري الأحداث على أراضي روسية ، إلا أنهم حرصوا على الاحتفاظ بالحبكة الدرامية للنص الأصيل ، وترجع خصوصية الفودفيل الروسي ليس في الحديث عن المواقف الكوميدية فقط ، بل كثيرًا ما نجد فيه الحزن الروسي الأصيل ، ويتطرق لأكثر من قضية اجتماعية روسية ، لذلك انقسم النقاد بين مادح وقادح .. وكانت بداية المؤلفات : “سوء الحظ من عربة الخيل” عام (1779) .

مسرحيات تشيخوف
مسرحيات تشيخوف

المصادر :

كتاب الفودفيل في المسرح 

إقرأ أيضا
وائل الدحدوح

مسرحيات أنطون تشيخوف ذات الفصل الواحد

 

الكاتب

  • الفودفيل محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان