القاهرة 43 كوستاريتسا وفيلم الافتتاح وسقف الطموح
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
كيف نقيم مهرجان سينمائي؟ للأسف يجيب البعض أو يحب البعض تقييم المهرجان من خلال مشاهد السجادة الحمراء في الافتتاح وافلام العروض الأولى، ولكن الحقيقة أن قوة أي مهرجان تقاس بأمرين الأول والأساسي محتوى برامج المهرجان، والثاني ضيوف المهرجان والمكرمين فيه وأعضاء لجان التحكيم.
خلقت دورة مهرجان القاهرة السينمائي عام 2014 والتي حملت رقم 36 حالة من التنافسية ورفع لسقف التوقعات لدي جمهور المهرجان حيث كانت ومازالت هي الدورة الأجمل والأكثر تنظيمًا وثراءً فنيًا طول عمر المهرجان، التحدي الذي لم تستطيع إدارة المهرجان المتعاقبة بما في ذلك محاولات إدارة يوسف شريف رزق الله -الجيدة- لتقديم دورة ثرية ولكن ظلت دورة سمير فريد هي الأفضل.
ربما لأن دورة سمير فريد كانت تعمل بميزانية دورتين أي ضعف الميزانية مما سمح لها تقديم برامج واستقدام أعمال فنية أفضل، ولكن في كل عام في مهرجان القاهرة السينمائي تختار الإدارة الفنية عدد من الأعمال الجيدة ولكن يشاء القدر أن يكون أحد أفضل الأعمال الفنية التي عرضت بعد دورة 2014، فيلم On The Milky Road للمخرج الصربي الكبير أمير كوستاريتسا.
كوستاريتسا ليس بغريب على الجمهور المصري من المهتمين بالسينما، فهو أحد أهم وألمع الأسماء العالمية في السينما الرجل الذي حاز على سعفتين من كان وترشيحين لها وجائزة أفضل مخرج، وتعد أفلامه منذ انطلاقه في الثمانينات من الأفلام الهامة والتي يسعى كل مهتم بالحقل السينمائي مشاهدتها، وتنجح في ابهارنا وإثارة دهشتنا اليوم، يجلس في مقعد رئيس لجنة التحكيم للمهرجان.
كوستاريتسا ربما هو الحدث الأبرز والاسم الأبرز هذا العام حتى بعد الإعلان عن عدد الأفلام لهذه الدورة في كافة البرامج والذي بلغ 98 فيلمًا من 63 دولة، وبينهم 34 فيلم بين عرض عالمي ودولي و44 فيلم عرض أول في الشرق الأوسط، ومع إعلان فيلم الافتتاح وهو الفيلم الإسباني “المسابقة الرسمية” لبينيلوبي كروز وأنتونيو بانديراس وإخراج جاستون دوبرا وماريانو كوهن، مازال الحدث الأهم هو وجود كوستاريتسا في المهرجان.
والسؤال هو هل اختارت الإدارة الفنية لمهرجان القاهرة تحت قيادة المدير الفني أندرو محسن أفلامًا تليق باسم مهرجان القاهرة الكبير والمهم في عالم مهرجانات السينما العالمية وأيضا يوازي الحماس الذي اشتعل في قلوب رواد المهرجان بمجرد الإعلان عن وجود أمير كوستاريتسا رئيسًا للجنة التحكيم؟ أم أن الأمر سيشبه الدورة السابقة، من اختيار مجموعة من الأفلام جيدة المستوى ليس فيها ما يميزها وليس من بينهم فيلم واحد يمكن تذكره بعد يومين من عرضه، بما في ذلك فيلم الرجل الأيرلندي فيلم افتتاح الدورة الماضية؟
بشكل شخصي أتمنى أن يكون تراجع عدد الأفلام المعروضة هذه الدورة يصب في صالح ارتفاع قيمتها الفنية، واتمني بشدة أن تنجح هذه الدورة تنظيميًا وفنيًا، خاصة حينما رفعت الإدارة سقف طموح الكثيرون باختيارها كوستاريتسا، وعلى الرغم بإصابتي بالإحباط بسبب البوستر الكلاشيهي للمهرجان، ولكن أتوقع الأفضل فربما لا يفصح الغلاف عن محتوى الكتاب بشكل جيد، ربما.
إقرأ أيضاً
فيلم المغفلة .. بداية واعدة لجيل جديد من السينمائيين
الكاتب
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال