“الثوابت الوهمية” حد الردة (5) .. حكم المرتد في القرآن
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
قفلنا الحلقة اللي فاتت بعد ما اتعرفنا على قصة عبد الله بن أبي السرح وموقف النبي منه لما ارتد، الحلقة دي هنتعرف على ما ورد في القرآن نفسه بخصوص الردة والمرتدين.
وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ (74 – التوبة).
تقريبا كده دي الآية الوحيدة في كتاب الله اللي بيستند إليها المنادين بوجوب حد الردة، المشرعين دول شايفين أن العذاب الأليم بتاع الدنيا ده من اختصاصهم همه، حاجة كده زي الراحل/ عثمان عبد المنعم في فيلم قلب الليل.
غير كده مافيش آية واحدة في القرآن كله ذكرت أي عقاب/حد يجب تطبيقه على المرتد.. بل على العكس هناك عدد لا بأس به من الآيات التي تتعارض بوضوح مع فكرة قتل المرتد.
لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (تفسير آية 256 – البقرة).
كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (88) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (89) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ (90) (تفسير الآيات من سورة آل عمران)
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (تفسير الآية 99 – يونس).
وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (تفسير الآية 40 – الرعد).
مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (تفسير الآية 106 – النحل).
وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (تفسير الآية 29 – الكهف)
وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (23) نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ (24) (تفسير الآية من لقمان).
فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ (21) لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ (22) (تفسير الآية من سورة الغاشية)
مجموعة من الآيات المختلفة في عديد من السور كلها بتأكد من زاوية أو أخرى على عدم وجود عقاب بشري يقع على المرتد، كله كلام عن العذاب الآليم في الآخرة أو اللعنة في الحياة الدنيا أو تنعيم دنيوي مؤقت قبل العذاب الأخروي الرهيب.. إلخ، المهم أن العقاب أو اللعنة أو غضب -حالي أو مؤجل- تبقى حكر على الله نفسه لا علاقة للبشر بيها أصلًا.
بس كالعادة بيهربوا من القرآن ويتمترسوا خلف السُنة.. مدافعين بالأحاديث والسير والروايات ظنية الثبوت، بس قبل ما ياخدوا هذا الموقف الدفاعي فيه خطوة هجومية عظيمة الحقيقة، وبيتم استخدامها إعلاميًا وشعبويًا بمنتهى الخبث، وهي شطب كل الآيات سابقة الذِكر هي وكل الآيات اللي بتؤدي لنفس المعنى/النتيجة، آه هي موجودة عادي في المصحف وتتقري في الصلاة وتتردد في الإعلام في المناسبات الموسمية زي الأعياد والطارئة زي غزوات داعش والقاعدة.. إلخ، بس فضيلة الشيخ اللي بيطالع يقرا الآيات سابقة الذكر دي بيبقى مقتنع من جواه وبيدرس لتلاميذه ومُريديه “أو على الأقل عارف” أن الآيات دي خلاص ملهاش لزمة. أو بلغة فقهية/كهنوتية “منسوخة”.
يعني إيه منسوخة؟ وإيه اللي نسخها؟ وما هو النسخ؟.
دي ليلة كبيرة سيادتك.. نبدء فيها سوا من الحلقة الجاية.. فانتظرونا.
ختامًا.. اللي داخل معانا من الحلقة دي مهم يرجع يقرا الاتفاق.
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال