همتك نعدل الكفة
579   مشاهدة  

“المجددون”: يحى الفخراني..الرجل الذي قدم رقصة تخصه

يحى الفخراني


نحسبه من البداية، قد دخل في سياق تغيير الصورة النمطية لشكل الفتى السينمائي، فقد نجح في أن ينسفها تمامًا، وأصبح يحى الفخراني صاحب عربة البيانولًا، يخرج منها الشكل الذي يبتغيه بإتقان شديد، وببراعة تجبر الجمهور على أن لا يحرك رمشه إعجابًا، ولا يحول القناة أبدًا، فقد يستمتع بمشاهد سينما ودراما “الفخراني”.

بعد أن قرر خلع بالطو الطبيب، اتجه للسينما، للفن، من خلال نظرية جادة، لا للتلسية أو الإمتاع فقط، متكئًا على الصدق مع نفسه ومع الجمهور.

لكن خيطًا رفيعًا، ظل بين “الطبيب” و “الفنان”، لم ينسى يحى الفخراني أن يتخلص من زوبعة بداخله، وتجنبًا من صداع قد يحدث داخل رأسه، استفاد من الطب في تعامله مع البشر، ودمج بينهما، الأول يتعامل مع الجسد وأوجاعه، والآخر يتعامل مع الروح.

لكن منحنى آخر، عرج عليه “الفخراني” بعد مرحلة الانتشار من خلال الأعمال الدرامية والسينمائية، فقد لجأ للإنتاج بعدم شعوره بعد رضاه عن معظم الأعمال التي قدمها، كان يجهل الحساب والأرقام، لكنه قدم فيلم “عودة مواطن” بغية أن يشاهد الجمهور عملًا سينمائيًا دون مشاد خارجة أو ألفاظًا، ويعتقد أنه نجح في ذلك، حسبما صرح للصحافة في حوارات عديدة.

يحى الفخراني

وسط هذه الأفكار التي تدور في رأس “الفخراني” عُرض عليه تقديم “الفوازير”، لكن كيف يقدمها وهو لا يغني ولا يرقص، ولا يستطيع؟، وفجأة قرر أن يخوص التجربة.

شعر في البداية بالخوف، القلق، لكن بعد قراءته للحلقات الأولى، تسجع، تماسك داخليًا، تفاصيل الفوازير لم تكن كوميدية، بل كان على مقاسه ولو بنسبة معقولة، فالغناء والموسيقى بها لم يكن أكثر من طاقته أو قدرته.

نصحه مجايليه في البداية بالرفض، كيف يا يحى ستقدم هذه الفوازير؟  لكنه انتصر لنفسه، فهؤلاء الذي ينصحونه بعدم قبول الفوازير، نصحوه أيضًا بعدم الدخول في تجربة “إعدام ميت”، و “الغيرة القاتلة”، لكنه نجح فيهما، وكانا من أفضل الأفلام التي قدمها.

عمل على إنقاص وزنه، وأدى الأغنيات المطلوبة منه كما ينبغي لفنان ليس مطربًا، واستحسنه الجميع، وكسب الرهان.

الفنان الذي يعمل وفقًا للسائد، يكون كما يكون السائد، باهتًا، يسير مع القطيع، ربما لن يشاهده الجمهور، وربما ينجح في مشهد ويفق له الجمهور وينساه، أو يترحم عليه وقت وفاته، استذكارًا لهذا المشهد أو الدور الذي نجح فيه.

يحى الفخراني

إقرأ أيضا
نزار قباني

لكن الفخراني، بعد أن كسر حاجز الفتي السينمائي الأول، أيضًا كسر قاعدة مفهوم النجومية، ونسى فكرة الشباك والإيرادات، وركز على أن يقدم شيئًا قيمًا للجمهور، وسار في طريق نجيب الريحاني الذي خلد نفسه بسبعة أفلام فقط، لاغير.

وشارك في بعض الأفلام، ونجح حدسه، فقد اختير ت بعض أفلامه “للحب قصة أخيرة”، “عودة مواطن” ضمن أهم الأفلام في تاريخ السينما.

واستمرت رحلة “الفخراني” وقدم للسينما والدراما ما يحلو للجماهير، والجمهور يحب من يقدره، ونجح في المسرح ولا يزال، ونجح في السينما رغم التجارب القليلة، وما يزال الجمهور ينتظر “الفخراني”، يقطع له تذكرة في المسرح أن لم يطل عليهم في عمل درامي في رمضان أو غيره، سيطير الجمهور خلف يحى الفخراني، أينما حل.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان