همتك نعدل الكفة
60   مشاهدة  

المراجعة النهائية للمراجعة النهائية

المراجعة النهائية


بنسبة كبيرة أنت تعرف برنامج المراجعة النهائية الذي يقدمه هادي بسيوني عبر اليوتيوب سواء عبر قناته أو عبر قناة الساحة قبل ان يعود لقناته مرة أخرى، بالتأكيد تعرف هذا البرنامج التحليلي والذي تشوبه شبهة النقد الجيد والجذاب، لكل شيء وأي شيء، يمت لمصر بصلة، المراجعة النهائية هو اسم على مسمى ولكنه ببساطة مراجعة لكل شيء.

تحليل لا نقد

في البداية لم يكن هادي بسيوني يظهر على الشاشة كان يكتفي بالأداء الصوتي قبل أن يطور البرنامج ويظهر في أغلب دقائق الحلقة، التغير البسيط في الفورمات هذا، كان بمثابة زيادة انتشار ونجومية للبرنامج ولهادي نفسه، وربما يثبت هادي في برنامج المراجعة النهائية أن التواصل المباشر بين مقدم المحتوى والجمهور حيوي ورئيسي خاصة للبرامج المعتمدة بالأساس على وجهة النظر

YouTube player

رغم أن هادي هو ناقد فني وتحديدًا سينمائي من طراز جيد للغاية، ولديه العين الفاحصة لهذا لكنه لم يتجه للنقد ولكنه اتجه لأمر ربما أكثر اختلافًا عن النقد اتجه للتحليل، اتجه لإجابة الأسئلة التي تبدأ بأدوات الاستفهام كيف ولماذا، ربما قد يختلط عليك الأمر هو لماذا النقدية ولماذا التحليلية، وما الفارق بين النقد والتحليل.

التحليل هو دارسة مختلف العوامل التي تؤدي للنتيجة، يحتاج من يقوم بها لدراسة كيفية بناء الشيء وتركيبه، كما يحتاج لفهم جوهر النقد وهو كيفية تفكيك الشيء وإرجاعه لصوره الأولى، في حلقته عن فيلم الناظر يفكك هادي أسباب نجاح فيلم الناظر، ويناقشها بتفصيل شديد، وهنا سنرى أنه بالتأكيد قال رأيه النقدي في الفيلم ولكنه هنا يحلل ويفند أسباب هذا الرأي وكيف أدت للنجاح

 

التحليل في المراجعة النهائية لم يتوقف أبدًا عند السينما والأفلام، بل إن هادي تحول ببرنامجه لتحليل كافة الظواهر، المهرجانات الفنية، مباريات كرة القدم، التريندات أحيانًا، ولكنه في الحقيقة يدور في فلك المجال الذي يهواه ويبرع فيه، وهو الفن، ولكي يقدم حلقات برنامجه متنوعة المجالات يلجئ لحيلة مشروعة وشديدة الذكاء.

من داخل الكواليس

خارج السينما والفن لا يتحدث هادي عن الفنيات أبدا، بل يتعامل بشكل أكبر كأحد أفراد الجمهور ليس إلا، فيكون أكثر انطباعية، وأحيانًا يعيد صياغة أراء منتشرة مسبقًا بطريقته، وهو أمر لا يعيبه ولا يقلل ما يقدم، بالعكس يمكن اعتباراها حرص على التنوع ومحاولة لتطوير المحتوى نفسه وتقديم مجالات مختلفة لجذب فئة أكثر من الشباب.

ولكن هل المحتوى نفسه هو سبب النجاح؟ هل يعتمد المراجعة النهائية على ما يقدمه من موضوعات؟ الإجابة بالتأكيد لا، المحتوى يتأثر بشكل أو الفورمات المقدم من خلاله، وهنا يجب التوقف أمام الانترو قليلُا، وفي رأيي ربما هو حجر الزاوية الرئيسي في أهم أسباب تميز المراجعة النهائية، فانت يا عزيزي خلف الكواليس

YouTube player

في البداية ترى لقطات من تصميم وكتابة اللوجو على الفوتو شوب، والاستعداد لبدأ تسجيل الحلقة بفتح التسجيل، لقطات بسيطة سريعة تم تسجيلها من على الشاشة، ولكن مدلولها ليس ببسيط على الإطلاق، ليجعلك هادي بسيوي تقبل فكرة التحليل التي يقوم بها في حلقاته فهو يحملك للبيئة التي تساعدك على تقبل هذا، وهي الكواليس ومراحل الإعداد.

فبتلك الطريقة يكسر هادي الحاجز الأول والأهم، أنت لا تشاهد برنامج بل هي جلسة إعداد ومناقشة، يكسر هادي الحائط الرابع بين المشاهد والمادة المصورة من اللحظة الأولي، لتكتشف أن الأمر ليس مجرد كسر لحالة الإيهام بل البرنامج أقرب لبودكاست أو كلام موجه بشكل مباشر للجمهور، بل وافتراض ردود أفعال الجمهور والرد عليها.

السير على حافة السخرية

إقرأ أيضا
علي جمعة وبرنامج نور الدين

الخروج من الحالة والاقتراب للجمهور بشكل بسيط للغاية، لذلك كان ظهور هادي في الحلقات أمر مهم لاكتمال تلك الحالة، الحالة التي كان ينقصها في البداية ظهوره، ولكنه تدارك الأمر سريعًا، فاكتملت تلك الحالة، وبالتأكيد هادي ليس أول من يقدمها ولا الوحيد الذي يقدمها، ولكنه يستغلها على أكمل ما يكون ويضيف عليها ببعض التفاصيل البسيطة.

إذا كنت شاهدت الحلقات فبالتأكيد شاهدت كلبه البلدي الذي تبناه يسير في الكادر، أو يقطع هادي حواره معك ليتحدث مع الكلب، أو يتحدث مع طاقم البرنامج، أو يتلعثم ويعيد الأمر، خروج عن المألوف أو الإطار التقليدي للبرنامج يتناسب مع ديكور البرنامج وجلسة هادي نفسه على الأرض.

YouTube player

والأهم من ذلك أن هادي يقدم محتواه بشكل خفيف الدم، تلك السخرية الطفيفة، تلك التعليقات الظريفة التي قد تسمعها على فيلم التي تجعلك تبتسم وتتحمس لسماع المزيد، هادي بسيوني وبرنامج المراجعة النهائية ليس برنامج تهكمي ولكنه برنامج خفيف الدم ولهذا صعوبته، فيجب ألا تكون جادًا ولا ساخرًا بشكل مبالغ فيه، عليك أن تكون لطيفًا وخفيف الدم ليس إلا، فهو في تلك النقطة كمن يسير على الحبل بين حفرتين وعليه في كل حلقة أن ينجو، وهو قادر على ذلك بسهولة.

المراجعة النهائية برنامج يهتم بكل ما يخص الشخصية المصرية، هذا التوصيف كافي لجعله يقدم محتوى مميز، ولكن المسكوت عنه في التوصيف أن يهتم بكل ما يخص الشخصية المصرية وبالطريقة المصرية، المصرية الخالصة.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان