همتك نعدل الكفة
1٬091   مشاهدة  

المستعصم بالله العباسي .. ضحية التتار الذي لا يستحق الرثاء

المستعصم بالله
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



مرثيات كثيرة نشطت في فترة ما بعد سقوط بغداد على يد التتار، تصف مآسي المستعصم بالله العباسي، والذي انتهى نهاية مأساوية، وقد استغل المؤرخين المسلمين وصف شخصيته حين تم قتله حيث يذكر السيوطي أن التتار كانوا يهابون قتله لولا خيانة بن العلقمي وزير بلاطه.

تعددت أسباب سقوط الدولة العباسية، وكان على رأس هذه الأسباب المستعصم العباسي نفسه، بشخصيته التي قادته إلى الضياع، ويصفه الهمذاني في كتابه “تاريخ هولاكو” بقوله “كان متديناً متمسكاً بالسنة كأبيه وجده ولكنه لم يكن مثلهما في التيقظ والحزم وعلو الهمة”.

التمعن في حقبة المستعصم بالله العباسي التي دامت 15 سنة، يضفي مزيداً من شخصيته كحاكم، فالمؤرخ الصلابي في كتابه “قصة التتار” يذكر أن شخصية المستعصم لم تمثل القيادة الرشيدة، إنما كان ضعيف الشخصية غير مهتم بأمور الدولة العباسي.

رسمة - قوات هولاكو تهاجم بغداد
رسمة – قوات هولاكو تهاجم بغداد

تدلل كتب التاريخ على سوء قيادة المستعصم بعدم اهتمامه الكافي لمواجهة التتار، فهو لم يأخذ تدابير أمنية نظراً لحبه للمال وإتكاله على غيره، فضلاً عن سوء اختيار حاشيته، فشل المستعصم بالله العباسي في تشكيل حاشية صالحة على قدر المسؤلية السياسية الموكولة لهم، وبالتالي لم يكن له قدرة على المتابعة والمحاسبة بل كان يُقَاد ولا يقود.

قبل اجتياح التتار لبغداد كان المجتمع الإسلامي نتيجة لسياسة المستنصر بالله العباسي، يعاني من الفتن والانقسامات، وازداد تدهور الحياة الاقتصادية وانتشار الغلاء وسيطر اللصوص على كافة المقدرات الاقتصادية لدرجة جعلتهم ينهبون ويسلبون أمام الشرطة وصاحبها أو بالتواطؤ معه والخليفة لا يحاسب صاحب الشرطة.

الكارثة الأكبر التي وقع فيها المستعصم بالله العباسي، هو أنه انتهج طريقة هدم روح المبادرة، والمحاسبة والمتابعة والوقوف ضد أخطاء الوزراء وضد أخطاء نفسه، وأصبح المستعصم محمياً بقداسة وهمية مصدرها كرسي الخلافة.

سقوط قصر الخليفة المستنصر في بغداد
سقوط قصر الخليفة المستنصر في بغداد

وللمؤرخ عبدالجبار ناصر صاحب كتاب “أيام المستنصر الأخيرة” رأياً في هذا حيث قال ” لم يستطع المستعصم أن ينجو ببغداد من يد المغول بعد خيانة وزيره إبن العلقمي له، الذى ساعد هولاكو وجيشه فى خطتهم الموضوعة للاستيلاء على بغداد، حيث استطاع بحكم منصبه كوزير دولة أن يأمر بصرف جيش المعتصم بحجة أمن البلاد والعباد.

إقرأ أيضا
رأس الحسين في دار خزائن السلاح

وتسبب جهل المستعصم وعدم حنكته فى وقوعه فى الفخ، وسقوط بغداد فى يد المغول، بعد أن وافق على طلب وزيره ابن العلقمى، مما كان سبباً رئيسياً في دخول جيش هولاكو وقتل مليون وثمانمئة مسلماُ، ثم إعدام المستعصم وإنهاء الدولة العباسية”.

الكاتب

  • المستعصم بالله وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
1
أعجبني
0
أغضبني
1
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان