همتك نعدل الكفة
1٬141   مشاهدة  

المسلمين وهيستيريا التقديس

المسلمين
  • شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



الموضوع الداير اليومين دول في أوروبا معقد شويتين في شرح ملابساته، وكل تفصيلة فيه لما نستوضحها نفهم قد إيه المسلمين بيقدموا دينهم بأسوأ طريقة ممكنة، بدايةً من إنه دين إرهاب مرورا بأن داعش هي الممثل الرسمي لهذا الدين وصولاً لإنه مرض عقلي خطير، مع التأكيد على التطابق بين المسلمين الإرهابيين والمسلمين أعداء الإرهاب في موقفهم من الرسومات، وأخيرا عدم التزامهم بالقرآن أصلا.
تعالوا ناخدها واحدة واحدة عشان نستوعب كم المصايب دي ماشي ازاي.

في البدء رسومات الكاريكاتير
أكتر رسمتين انتشروا، يمكن عشان نزلوا غلاف، الأولى بتسخر من داعش والتانية بتسخر من بن لادن، ورغم كده المسلمين في وادينا الطيب عملوا كل القلق ده ودشنوا حملة مقاطعة للمنتجات الفرنسية، حتى الكابتن أبو تريكة اللي شغال في واحدة من أضخم المؤسسات اللي ليها استثمارات في فرنسا، خرج على شاشة قناة مالكها هو نفسه مالك أكبر نادي كورة في فرنسا.. وعبرها حث جماهير المسلمين على مقاطعة المنتجات الفرنسية.. بس ماحددش هل من ضمنها الدوري الفرنسي اللي بتنفرد القناة بإذاعته ولا لأ.

المسلمين المسلمين

فلما نحط الموقف الشعبي المنتشر دلوقتي جنب واقعة الحكم بالسجن على 4 أطفال بتهمة إزدراء الدين الإسلامي سنة 2016م، بسبب أنهم صوروا فيديو يسخروا فيه من داعش، فرع ليبيا، يبقى كده عندنا تأكيد شعبي ورسمي وقانوني أن الجماعة دي هي رمز الدين الإسلامي، أو على الأقل أحد رموزه.

المؤامرة الكونية
أه أشهر رسمتين بيسخروا من الإرهابيين، بس كمان في رسومات تانية بتسخر فعلا من النبي ومن الإسلام كدين وبتربطه بالإرهاب، مبدئيا كده أكيد مش أذكى حاجة في الحياة أن لما حد يتهمك بالإرهاب تقتله عشان أتضايقت من كلمته، عشان كده أنت بتأكد كلامه.. ولو أعتقدت حاجة غير أنك كده بتأكد كلامه يبقى بتأكد أنك مجنون رسمي فهمي نظمي.

اقرأ أيضًا 
أنا وسيدنا محمد

بس الأهم هو أن الصحافة في فرنسا والدولة الفرنسية والعلمانية كسيستم، ماحدش فيهم مضطهد الإسلام والمسلمين، بالعكس المسلمين بيهربوا من بلادهم على فرنسا وعموم أوروبا وأي دولة علمانية في العالم عشان يعرفوا يمارسوا إسلامهم من غير المسلمين اللي مش شبهم ما يقتلوهم.

فأي مسلم شيعي عايش في دولة أغلبيتها مسلمين سُنة أكيد ماشي جنب الحيط خوفًا من مصير الشيخ نمر النمر اللي تم إعدامه في السعودية سنة 2016م، وبرضك مرعوب لحد من الجيران يشم خبر إنه شيعي بدل ما تكون نهايته زي الشيخ حسن شحاتة، اللي الجماهير الغفيرة ضربته وسحلته حتى الموت سنة 2013م.

على الناحية أي مسلم سني عايش في دولة أغلبيتها شيعة أكيد محتاج يهرب على أي دولة علمانية يقدر فيها يمارس عقيدته زي ما هو مقتنع بيها وفي نفس الوقت ينفد بعمره من حكم الإعدام اللي هيكون مصيره في دولة زي إيران مثلا، اللي بتكيف اعتناق المذهب السني بوصفه إفساد في الأرض ومحاربة لله ورسوله.

السخرية للجميع
كمان تشارلي آبدو مش مستقصدة الإسلام والمسلمين، ولا مُتآمرة عليهم إنما هي مجلة ساخرة بتحط على أي حد مهما كان هو مين، وتقريبا كده مافيش شخصية عامة في مختلف المجالات ومن شتى الجنسيات عدت من تحت أيد رسامينها، أما عن مسألة المقدسات والأديان فالناس دي دهوست حتى في الدالاي لاما، الراجل الأقرع البشوش بتاع بوذيين التبت. فتقولي بقى أن أوروبا مسيحية وبيستوطوا حيطة المسلمين، أقولك مافيش الكلام ده.. دول بيشلفوا للفاتيكان كمؤسسة والبابا كشخصية واللي خلقهم، بوصف المسيح حداهم هو الإله.

المسلمينالمسلمين
وأمه
المسلمين
أما لو حد أتكلم قدامك عن الشماعة التي لا تصدأ، النفوذ اليهودي، وأن حرية الرأي والتعبير تنتهي عند حدود اليهود واليهودية، فاسمحلي أناولك الرسمتين دول تكسرلُه بيهم الشماعة الخنيقة دي، وتعرفوا أن لا اليهود ولا اليهودية خط أحمر، ونفس المجلة بتقسم عادي على أهم طقس في العقيدة اليهودية وعلى نبي اليهودية الأعظم وعلى حجر الأساس في الشريعة التوراتية كمان.

المسلمين المسلمين
كمان محاولة إظهار أن المجلة مركزة على الإسلام أكتر من باقي الأديان برضه مش هتنفع، فالمجلة زيها زي أي إصدار صحفي بيشتغل على الحدث اللي داير، فماحدش مثلا دلوقتي هيسيب اللي حاصل وينتقد أو يسخر من الطاوية أو الهندوسية. إنما لما يكون الكلام عن الأديان بشكل عام المجلة بتتعرض لهم طبقا لوزن كل منهم في المجتمع.

المسلمين

أخطر أنواع الهبيدة في المجال ده هو الهبيد المثقف، لإنه فعلا قاري ومطلع، بس بعيد عنك الأنتماء مغلوش على خلايا مخه فتلاقي مراكز المنطق عنده متلحوسة، النوع ده مايقولش أن بيتجاوز كل المطبات اللي فاتت ويتكلم عن المصطلحين الأكثر كراهية في المنطقة “الصهيونية”.. “الماسونية”، ويبقوا واحد منهم أو همه الأتنين مشاركين في المجلة فماتقدرش تشتمهم، ولو فلتت قوي يبقوا دول اللي ممشيين النظام العالمي الجديد فالعلمانية الشقية لا قبل لها بهم.

لكن في الحقيقة يعني لو الإنسان متابع تشارلي آبدو هيلاقيها فعلا مش حاطة واطي، ودايسة في إسرائيل وما ومن وراء إسرائيل، بس بجد مش في الحنجوري، فتلاقي كاريكاتير عن مدابح الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزة، وعدد خاص الغلاف بتاعه بيحط على الماسونية.

المسلمين

المسلمين
المجانيين في نعيم
أما لو فيه حاجة بجد عليها حظر وفي نفس الوقت ليها علاقة باليهود، فهي حظر “إنكار الهولوكوست”، وده حدث تاريخي مش موضوع عقائدي خالص، فلو الأمة الإسلامية نفسها فحاجة زي بنت عمها الأمة اليهودية.. ما فيش مانع، ينقوا أي حدث تاريخي يعجبهم ويجرموا إنكاره.. ويتهموا أي حد ينكرُه بمعادة السامية برضك (العرب برضك ساميين) والوقائع التاريخية كتير: موقعة بدر.. عام الرمادة.. سقوط بغداد.. مذبحة الأرمن.. مقتل عثمان.. إلخ، الأمة تقعد وتتفق والواقعة اللي تعجبهم نجرم إنكارها ويا دار ما دخلك حد، المهم نخلص من المناحة الأزلية اللي شغالة دي.

لكن موضوع ‘ن كل ما حد ينشر رسمة ولا يعمل فيلم له علاقة بالإسلام بس مش على مازورة المسلمين فيولعوا في الكوكب ويدبحوا لهم كام شخص مالهمش علاقة بالوضوع، فده مالهوش توصيف غير إنه جنان رسمي، مش بس لأن الرد على الفن بالرصاص جنان إنما كمان عشان النبي ده شخصية تاريخية والصحابة الكبار كمان زيه والمسلمين دول عملوا أمبراطورية ضخمة حكمت نُص الكوكب المعروف وقتها لمئات السنين، فما ينفعش نقُص كل ده من تاريخ الإنسانية ويبقى تناوله حكر على المسلمين، مسألة أنك عايز تشيل حوالي 13 ولا 14 قرن من تاريخ البشرية وتحطه عندك في النيش ده مالهوش تفسير غير إنه جنان رسمي. ياريت كمان ماتنسوش معركة الدفاع عن قدسية تردد الله المختار ومذيعينه اللي كانت شغالة من كام يوم، واللي كلها دلالات قاطعة على قرب زفاف أمة بأسرها.. في حدث تاريخي.

إقرأ أيضا
سباك

المسلمين
الدفاع عن الإسلام بمخالفة القرآن
في الختام وبعيد عن أن الخبلان وصل لقتل ناس لا رسمت ولا نشرت ولا عملت لايك، يادوب بس كانوا رايحين يصلوا بالصدفة في نفس الوقت اللي كان الشاب الشيشاني رايح ينصر الإسلام، تعالوا نشوف هي الناس دي بتقتل وبتحلل قتل الرسامين ومستهلكي الرسومات دي على أي أساس.

المرجع الفقهي الأساسي والجامع لكل الروايات والأحاديث اللي بيعتمد فيها السفاحين دول على قتل الناس بتهمة “شتيمة النبي”، هو كتاب “الصارم المسلول على شاتم الرسول” للشيخ الراحل أحمد بن تيمية، أيون هو ده اللي جابوا سيرته في مسلسل “الاختيار”.. وجابوا شيخ أزهري -حقيقي- يدافع عنه وعن علمه.

المسلمين
ومش هاخوض في مدى صحة الروايات الموجودة في الكتاب من عدمها، ولا ليا دعوة بأن الأسماء الكبيرة في جمع الأحاديث أقدم حد فيهم أتولد بعد وفاة النبي بأكتر من قرن برقم كبير، ولا أن المخطوطات الأصلية للكتب دي مالهاش وجود، إنما هتوقف عند تفصيلة واحدة.. وهي أن فيه نص قرآني بيتكلم عن الأزمات المشابهة، وبيوضح للمؤمنين الطريقى المثلى للتعامل مع من يخوضون في آيات الله، وهي إنهم -المؤمنين- يبعدوا عنهم أو يسيبوهم ويمشوا لحد ما يغيروا الموضوع.. ولو نسيوا وفضلوا قاعدين لحد ما سمعوا كلام سخيف ساعتها هيفتكروا ويقوموا يمشوا.
وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي ‏حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين – (الأنعام 68)

ختام من أبو جد
عمليا ماينفعش إجبار كافة البشر على احترام مقدسات كافة البشر، وده مش بسبب حاجة غير أديان البشر، فالمقدسات متنوعة جدا فوق مستوى خيال مواطن شرق أوسطي مسلم متصور إنه مركز الكون وأن نبيه هو محور الدراما الكوكبية.
عندك مثلا عبدة الإلهة كارني ماتا في الهند الشقيقة، دول بيقدسوا الفيران ومعيشينهم في نعيم جوه معبد إلاهتهم، تفتكر شعورهم إيه تجاه ميكي ماوس.. توم وجيري بيمس مشاعرهم الدينية قد إيه. تصور عزيزي المسلم أنك هتكون مطالب باحترام مقدسات الآخرين.. مش هكلمك عن الفيران لإنه هيكون مخيف جدا بالنسبة لك كشخص مش واخد على أحترام أي حد، إنما خلينا فالقريبين واللي متعود تعتدي على مقدساتهم وتفعص مشاعرهم الدينية بشكل شبه يومي.

المسلمين
حضرتك مثلا بتبدأ قراية القرآن بالاستعاذة بالله من الشيطان، أهو أنت كده بتهين رمز مقدس عند عدد مش بطال من البشر اللي بيعبدوا الشيطان أو بيقدسوه، ده غير عبدة الكواكب والنجوم والأصنام وغيرهم وغيرهم اللي القرآن بيضم آيات بتزدري المقدسات دي.. وأنت مش هتقدر تحذفها أو تبطل تقراها.
فالقاعدة المتعارف عليها في الدول الحقيقية هي أن كل المقدسات والرموز قابلة للتناول بأي شكل من الأشكال، وفي الدول الوهمية بيبقى دين الأكثرية مُصان وباقي الأديان والمذاهب متداس عليهم.

ختام هزلي
عزيزي المسلم المهاجر أو اللاجئ إلا أوروبا، من حقك تكون غيور على دينك وتزعل لو حد أساء لآيات الله، أول ما ده يحصل تذكر كلام ربك وقوم أمشي من القعدة دي، أو المدينة دي.. أو القارة دي، وارجع عيش وسط مجتمع بيحترم دينك ودين أهلك وناسك، أما لو كنت مسلم من أصل أوروبي فأظن أنت متعود ع الحياة في المستويات دي من حرية الرأي والتعبير وماعندكش أي مشكلة.. أما إذا كان عندك مشكلة فتقدر تيجي حدانا تعيش وسط المجتمع اللي بيدي مقدساتك احترامها، مجتمع هيسلت منك احترامك وكافة حقوقك الطبيعية بس هيحترم مقدساتك وهيديك أوبشن تهين مقدسات الآخرين كمان. ياريت بس كل مواطن من العائدين يبدل مكانه مع مواطن من اللي شبعوا احترام مقدسات.. ونفسه يجرب يعيش حياة هو اللي يحترم فيها.

الكاتب

  • المسلمين رامي يحيى

    شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
4
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان