المكورات العنقودية والتهاب الكبد الفيروسي.. أمراض يُصيبنا بها البحر
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
نزول البحر بالنسبة للبعض، متعة ما بعدها شيء، قد يكون هو أكثر الاشياء مرحًا في حياة بعضنا، حتى أولئك الذي يهابونه ويخافون من الغوص فيه، فهم بالتأكيد يستمتعون بالوقوف على الرمال ومشاهدة تلك الأمواج التي تتلاطم أمامهم في مشهد متناغم من صنع الخالق، وعلى الرغم من كل تلك المميزات الموجودة في البحر، إلا أنه من الممكن أن يكون مغناطيس للأمراض إذا لم نكن حريصين، لذا إذا كنت ترغب في الاستمتاع به قليلًا، اعلم أنه يجب أن يكون هناك ثمن.
المكورات العنقودية
المياه الدافئة المتحركة، والأمواج المرتفعة، والشواطئ الذهبية، كل هذه أراضي خصبة للمكورات العنقودية المقاومة للميثيسيلين، والمعروفة باسم MRSA، تبدأ عدوى المكورات العنقودية على شكل نتوء صغير يشبه البثور، لكنها يمكن أن تتحول إلى خراج كبير، وفي هذه المرحلة، تنمو في عمق الجسم وتشكل خطرًا على العظام والأعضاء، وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يتحول إلى التهاب رئوي أو ضيق تنفس شديد، وعادة ما يتم علاج الالتهابات الجلدية البسيطة بمراهم المضادات الحيوية، ولكن الحالات الأكثر خطورة تتطلب الجراحة، فالسباحون في مياه المحيط شبه الاستوائية لديهم فرصة أعلى للإصابة بالمكورات العنقودية بنسبة 37٪، وفي عام 2012م، أظهر مسح أن 1.6 في المائة من عينات مياه البحر و 2.7 في المائة من عينات الرمال تحتوي على بكتيريا MRSA، وتستهلك المكورات العنقودية الملح باعتباره عنصرًا غذائيًا رئيسيًا، وهذا هو سبب بقائها في المياه المالحة.
الأميبا الآكلة للدماغ
“Naegleria fowler” هي أميبا آكلة للدماغ وهي نادرة جدًا، ولا تعرض سوى رواد الشواطئ في المياه العذبة للخطر، تتردد تلك الكائنات على المياه العذبة الدافئة، وعلى تربة البحيرات وبرك المياه العذبة كذلك، وتدخل الأميبا للجسم من خلال فتحة الأنف، وتشق طريقها مباشرة نحو الدماغ، وعلى الرغم من أنها تتغذى على البكتيريا، إلا أنها ستستهلك كل ما أمامها أثناء وجودها في الدماغ، وتشمل أعراض الإصابة بها، الحمى والصداع والقيء، ومع مرور الوقت، تصبح العدوى عادةً أكثر عنفًا، حيث تتسبب في نوبات وهلوسة قبل أن يدخل الشخص في غيبوبة، وقد أكد مركز السيطرة على الأمراض أن هناك 34 حالة إصابة بين عامي 2009 و 2018، وكانوا جميعًا مرتبطين بمياه عذبة، ولكنهم في نفس الوقت أكدوا أنه لا ضرر من تناول الماء الذي يحتوي على الأميبا، وذلك لأن الأحماض الموجودة في المعدة تقتل الميكروب على الفور.
التهاب الكبد الفيروسي
هناك عدة سلالات لالتهاب الكبد الفيروسي، وهم A أو B أو C، ويمكنهم جميعًا أن يحدثوا تليف الكبد في الحالات الشديدة، وقد ينتهي الأمر ببعض المرضى بالسرطان، وتنتقل السلالات بشكل شائع عن طريق البراز أو الدم، لكن في الأحيان يتم التخلص من النفايات الطبية بطريقة غير مناسبة، عن طريق إلقائها في المياه سواء المالحة أو العذبة، أو في الصرف الصحي والمجاري، مما يعرضنا جميعًا لخطر الإصابة بالتهاب الكبد، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، في عام 2006م، وجدت دراسة أجرتها جامعة ولاية سان دييغو أن 79 بالمائة من عينات المياه المختبرة تحتوي على التهاب الكبد أ.
المصدر
(1)
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال