همتك نعدل الكفة
250   مشاهدة  

المونديال بالمصري(4) .. تماحيك جيل حسن شحاتة

حسن شحاتة
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



لا يسعنا أن نستعب قوة الرياح التي عصفت بالكرة المصرية منذ عام 1990، وعشوش السوس التي أناخت في مفاصل أعمدة الرياضة الأكثر شعبية في مصر، والتي تعتبر رمانة ميزان مزاج المواطن المصري ولا تقل أهمية عن كوب شاي العروسة والسيجارة الكيلوباترا .. لا يسعنا أن نستعب كل تلك الأزمات الصغيرة والكبيرة والمشاكل في النوايا قبل المستطيل الأخضر، ما أحالنا لأن نصبح زبائن المونديال على المقاهي بدلًا من أن نشجع من مدرجات الاستادات .. بأن نرفع صورًا لأشرف حكيمي وسالم الدوسري وفرجاني ساسي في مونديال قطر 2022 بدلًا من محمد صلاح وتريزيجية والونش ومحمد الشناوي .. لا يسعنا أن ستعب قوة الرياح إلّا إذا نظرنا مليًّا وفحّصنا ومحصّنا وتتبعنا الخطى بدءًا من نظرتنا للجيل الذي يعتبر نفسه أسطورة الأساطير حتى الآن .

 

أولًا ولمن لم تسعفه الذاكرة .. من هم جيل تسعين بالاسماء؟ .. هم الكباتن : أحمد شوبير.. ثابت البطل.. أيمن طاهر.. هاني رمزي .. إبراهيم حسن .. حسام حسن .. مجدي طلبه.. عادل عبد الرحمن.. جمال عبد الحميد .. أحمد رمزي .. هشام يكن ..  ربيع ياسين .. أشرف قاسم.. طاهر أبوزيد .. طارق سليمان .. علاء ميهوب .. أسامه عرابي .. أيمن شوقي .. مجدي عبد الغني .. اسماعيل يوسف .. صابر عيد .. أحمد الكأس ..  وهم قولًا واحدًا عنوان الكرة المصرية .. لكن أي من العناوين يا ترى ؟

 

لهذا الجيل إنجازًا كبيرًا لا ينكره إلا جاحد .. أن تصل بمنتخب مصر كأس العالم بعد ما يقرب من ستة عقود إلا قليل وبالتحديد عام 1934 عندما وصلت مصر إلى الدورة الثانية في تاريخ كأس العالم الذي بدأ عام 1930 والذي يقام كل أربعة سنوات .. وكان إنجاز الجيل أن وصل إلى كأس العالم ثم التهم الوسط الرياضي وامتطى الجمل بما حمل .. اتخذ كل كابتن من كباتن هذا الجيل موقعًا إما في الإعلام الرياضي أو التدريب أو الإدارة أو السمسرة في اللاعبين إلى أن أصبح الوسط الرياضي هو وسط جيل تسعين لما يقرب من 30 عامًا وكلما حدثتهم عن انهيارًا واضحًا في مفاصل الكرة المصرية التي يديرونها بشكل كُلي تقريبًا  حدثوك عن كأس العالم 1990 .. كلما قُلت لهم كرة القدم تحتاج لخبراء لرفعة مستواها قالوا لك وماذا عن التعادل مع هولاندا ؟ .. صنعوا الوثائقيات ونسجت حولهم الأساطير إلى أن أخذوا زمانهم وزمن غيرهم .. وتأخروا بالكرة خمسين سنة للخلف فقط لأنهم وصلوا لكأس العالم 1990 .

 

  وما يحدث الآن تكرارًا لخطيئة جيل تسعين وهو تمكين جيل حسن شحاتة الفائز بالثلاثية الإفريقية الشهيرة 2006/2008/2010 من رقبة الكرة المصرية سواء إعلاميًا أو تدريبيًا أو غيره لمجرد أنهم لعبوا كرة القدم وفازوا ببطولات بخطط انتهت من قواميس التدريب وإدارة عفا عليها الزمن .. وكرة القدم – يا ناس – مادة علمية لها خبراء ومعلمين وصنايعية ليس شرطًا أن يكونوا لعبوا الكرة أو حتى إذا لعبوها ليس شرطًا أن يكونوا نجومًا فيها .. فمعظم المدربين العظماء الموجودون على الساحة العالمية الآن كانوا لاعبين مغمورين .. والخلاصة أن هذا الجيل كما أوصلنا لدورة من دورات كأس العالم حرمنا من العديد من الدورات، وكما صنع إعلامًا رياضيًا أفشله، وكما أنجز لنا تورتة جميلة المنظر رشّ عليها التراب .. وكان لابد أن يقتصر دور هذا الجيل على التأسيس ويأتي من بعده جيلًا من خبراء الكرة لتطويرها .. ما زالت أمامنا الفرصة كي لا نكرر ما حدث مع جيل تسعين في جيل حسن شحاتة .. ولكي نشاهد منتخب مصر في مونديالات متتالية من المدرجات لا أمام شاشات المقاهي !

 

إقرأ أيضا
حرب البوظة

 

الكاتب

  • جيل حسن شحاتة محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان