همتك نعدل الكفة
1٬476   مشاهدة  

الميزان .. اعتراف متأخر

الميزان
  • إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة



لم أعد الفتاة نفسها التي نجحت وصادقت واستعدت وخانقت وثارت وانكسرت بلا أدنى طموح شخصي لا لمكانة ولا لمال أو سلطة، فقط حلِمت أن تتوه وسط مجتمع متحضر يتضآئل حجمها فيه إلى جانب قامات تنهل من علمها وتنقل عدوى طاقتها، أن تكون شيئًا صغيرًا وسط جحافل من الكبار، مقبولة ربما بين الجميلات لا أكثر، ومع كل طلعة نهار تصحو على شغف وتغفي على الأحلام ذاتها.

وحتى أدركت أن اللا طموح هو الطريق الأصعب بل هو المستحيل عبره الوصول، كنت قد أهدرت عمرًا وفرصًا وودموعًا وأمنيات، رحلت أحلام المؤسسات الصحفية العملاقة بقيمها والكبيرة برعايتها لصحفييها والقوية بأثرها على المجتمع وبقي طموحي الذي استجد.

“لن تصلحي الكون” وصلت الرسالة ولو متأخرة وصدق كل ناصح بها فاعتذرت لبرائتي وها أنا أقر بأنني تعلمت الدرس.
اليوم بسذاجة محطمة وطموح متأجج أعلن وفاة الأمنيات وبزوغ نهار قوي متعاف من الشغف وسليم من الأحلام، اليوم أعيش الواقع باعتياد لمرارته دون تذمر وأواجه ظلمه دون سخط، أمنياتي التي ذهبت لا تستحق العزاء وطموحي الذي ولد لا يستحق المباركة.

لست سعيدة ولست حزينة ولم أصبح متبلدة ولا أظن أنني سأكون، أنا فقط أرتاح مع ثوبي الجديد الذي ارتديته، وهبني الله نعمًا لا تحصى حق لي اغتنامها والتمتع بها وتبقى العبارة الأثيرة “ربنا يصلح الأحوال” دعوة التصقت باللسان.

في الماضي صغت رسالتي في الحياة بأنني خلقت لترجيح كفة المستحق وتقدير الموهوب ونصرة الضعيف والانحياز للحق وتصويب الخطأ وإدمان التعلم، الآن رسالتي أصبحت هويتي دون منهاج للتطبيق، وسيسهم انشغالي بطموحي في استنزاف طاقتي وقدرتي وعندما تثور نخوتي ستكون ثورة كحمى الحصبة شديدة السخونة ومؤلمة دون قدرة على الفعل ولن تستمر سوى لساعات بفعل تصدي الأجسام المضادة التي تكونت عبر تجاربي وشرست بهزائمي المتكررة.

لا يصح أن نطلق على ما نعيشه بأنه مناخ فوضوي، فالفوضى غير المنظمة تحتمل أن يكون شيئًا بمكانه مقابل ثلاثة أو أربعة أشيأء دون محلها، بينما ما نعيشه مكتمٌل في قبحه وشديد النظام، إن الميزان معوج وليس هناك -بشكل عام وفي الأغلب حفظًا لجهد الاستثناءات- شيئًا في مكانه، رجحت كفة الفارغيين من كل شيئ وانعدم أثر القوالب الكاملة والأنصاف والأرباع والأثمان تباعًا حتى أصبح شرط الترجيح الوحيد أن تكون بلا وزن يذكر.

إقرأ أيضا
إبراهيم فايق

لذلك جاء “الميزان” بعلامة تميز الواقع وتصفه بحدة ربما قد يراها البعض مبالغة، ولكن ما المانع من أن تبالغ في وصف الأسى طالما قررت أن تخوضه بجسارة؟، صحيح أنه لا أحد يمتلك الحقيقة، لذلك سنجتمع سويًا نحن فريق “الميزان” ونقص حكاياتنا كٌل من طرفه وعليك أن تضع قصتك وتكمل الصورة، لا نريد أن نثبت شيئًا ولا أن نغير شيئًا، نريد أن نكون صفاء يشق سماء غائمة أو غيمة تعكر الصفاء، نريد أن نكون سيفًا لامعًا متقدمًا نشهره وسط الدروع أو الدرع الوحيد أمام سيوف مشهرة، فقط نريد أن تلحظونا وأن نبقى في الذاكرة ولو كانت ذاكرتكم القصيرة فبقائنا يحقق الطموح، ربما تنتهي التجربة وهي وليدة في عمر شهر أو شهرين وربما تزيد وهجًا وتبقى لسنوات- أو سنة فتجاربي الأخيرة خنقتها بيدي قبل أن يأتي موعد الفطام، لا نعطي وعودًا بالتغيير إنما عهدنا الصدق والمهنية فهذا كل ما بقي ولا نملك سواه.

الكاتب

  • الميزان رشا الشامي

    إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
5
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (3)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان