“النجاح بعد السخرية”… محطات في حياة الرابر أحمد الجوكر
أحمد ناصر المعروف إعلاميًا بإسم “الجوكر”، أحد أوائل مغنيين الراب في مصر من مواليد ٢١ ديسمبر عام ١٩٩٢.
دخول “الجوكر” لمجال الراب لم يكن بداية طريقه، بدأ أحمد ناصر الكتابة في ٢٠٠٧ وفاز بجائزة أفضل قصيدة في مسابقة صغار الأدباء، بعدها لم يجد مناخ كافي لانتشار كتاباته سواء للشعر بالفصحى أو لكتابة الروايات فإتجه للكتابة بالعامية وتحديدًا الراب بالطريقة التي تهتم بمفردات قوية وتعبيرات مركبة فيما يعرف بطريقة old- school- مع أداء تراكات الراب التي تتسم بالهجاء والذم في مغنيين الراب الذين شككوا في موهبته وسخروا منه فكانت التراكات الهجائية -Diss track- أفضل طريقة لإثبات حجم موهبته وإثبات نفسه في مجال الراب في مصر.
“أنا بيبسي جاتلي وأنا اللي باعها
جملي بقت شعارات ثورية
حاربت نظام تراكات عالمية”
-من ديس تراك “داتا كتير”
في «2012» كان الجوكر علی موعد مع الشهرة والأضواء والفضائيات بنجاح أغنية “في اختلافنا رحمة” التي تعاون فيها مع الموزع الموسيقي “حسن الشافعي”. تعاون كان لافتًا لأنظار الجميع محدثًا ضجة إعلامية كبرى استثمرها الثنائي الجوكر والشافعي في إصدار تراك آخر في تعاون جديد بعنوان “اختار مكانك”.
“بذرة الأمل، تطرح لما بنرويها بعمل
نحصد نجاح ، لو سقيناها كسل نحصد فشل
وده بعينه كان الفرق بين اتنين أخوات
أخ فحياته نجح أما الأخ التانى كان
عجوز بيحلم، ويقول أهي بكرة تحلى
لكن الحقيقة كانت هروبه بالأحلام من المحنة
فجأة القُطرات فاتته، فضيت عليه محطته
خمسين سنة الغطاس غرقان فميه كدبته”
-من تراك “اختار مكانك”
كان تراك “اختار مكانك” مميز وفريد بسبب عدة أشياء أبرزها كان الدمج بين صوت “أم كلثوم” وصوت الجوكر في تراك راب مما جعل التراك يحدث ضجة ونجاح جديد آخر.
يتوقف الجوكر في تاريخه الطويل لعدة أسباب، البعض منها مجهول والبعض الآخر يعلنه علی صفحته الشخصية على فيس بوك بأن التوقف بسبب أسباب شخصية أو تحضيرات لعدة تراكات، وبين عام والآخر يطل علينا الجوكر بتراك أو فيديو جديد لأحدث أعماله، مرة في العام تكون كافية لتعيد اسم الجوكر على كل مواقع التواصل وأن تجعل كل مستمعيه يغرقون في حالة من الحنين إلى الماضي “نوستالجيا” خصوصًا أن أغلب مستمعي رابرز الموجة الأولي من الراب غالبًا هم شباب لم يتخط أيًا منهم الثلاثين، مما يعني أن سماع تراك قديم للجوكر مثل “سلمى | داتا كتير | الواقع | قاع للايقاع” قد يعود بك لعدة سنوات حيث الثورة المصرية وما بعدها.
“قتلوا مننا كثير بحجة شيء أهم
خلوا الهوا اللي بيني وبينك ريحته دم
ما داقوش إزاي الوجع شيء ملموس وطعمه في بقك
ظنوك بتقول مجازا إن الظلم كسر شوكتك”
-من تراك “عالم رابع” 2019
يمتزج تاريخ الجوكر بعدة ألوان، يُجدد ويغير من طبيعة وشكل ما يقدمه كل فترة، يطل علينا في بعض الأحيان بتراكات مركبة تشعر وكأن تم تحضيرها داخل أحد معامل الكيمياء مثل أغلب التراكات التي قدمها في بداياته، أو يقدم أغاني بفيديوهات مرئية علی يوتيوب مثل “في اختلافنا رحمة | آية | دنيا” أو ينتج تراكات راب صريحة Old school . لم ينجذب الجوكر لموجة التراب -Trap music- علی عكس الكثيرين من مغني الراب أصحاب الموجة الأولى للراب في مصر ربما لميله للشعر أكثر أو عدم اقتناعه بالموجة الجديدة -New school.
“مش ندمانين على حاجة، وده عشان اتعلمنا حاجة مفيش حاجه ببلاش، والدنيا مش ماشيه بمزاجك قادرين نحس بدفا الشمس من ورا الغيوم قادرين نحس اكتافنا بتقوى من شيل الهموم”.
-من تراك قادرين 2018
حكايات خالتي بمبة| عماد حمدي.. جاله اكتئاب بعد وفاة توأمه وفقد نظره أخر أيامه
يغيب الجوكر عن مشهد الراب منذ فترة طويلة، ورغم الإشارة من الصفحات المهتمة بالراب في مصر بقرب عودته إلا أنه لم يتم الإعلان عن موعد محدد حتی الآن. يعتبر البعض تنوع منتج الجوكر علی مدار سنين طويلة نوع من أنواع التذبذب والاضطراب، والبعض الآخر يعتبره سر تميزه لتمكنه من تقديم أكثر من لون، ويتم الإشارة إلی أحمد ناصر بالرابر العميق نظرًا لأنه أول من استعرض مهاراته في التلاعب بالألفاظ وتركيب الصياغة ليشمل معادلات فيزيائية وتاريخ! والبعض الآخر يصفه بالهادف لإيمانه بتقديم محتوی إرشادي وإدراكه فأغلب متابعينه شباب في مقتبل العمر وهو الأمر الذي جعله يحذف كل التراكات التي كانت في بداياته التي كانت من نوعية الديس تراك.