همتك نعدل الكفة
20٬666   مشاهدة  

“النهاية” .. أو كيف يمكنك طهو دجاجة في إناء مخصص لقطيع من الأفيال

النهاية


بعد انتهاء حلقات مسلسل النهاية الثلاثون يمكننا أن نسأل أنفسنا سؤلا مهما، ما الذي كان يرغب فيه المسلسل أو ما الذي كان يرغب في تحقيقه ويطمح له على المستوى الفني، هل كان يطمح أن يكون أول مسلسل خيال علمي يتناول المستقبل وتقنيات السايبربانك؟، هل كان يرغب أن يتحدث عن نهاية العالم وظهور علامات ومؤشرات للمسيخ/المسيح الدجال؟، هل كان يرغب أن يتحدث عن كوكب الأرض وكيف ظلم البشر أنفسهم؟، هل يتحدث عن الطبقية في عالم مستقبلي وكيف يعيش الأثرياء في أماكن مؤمنة بينما يعيش المطحونين في الشتات؟، هل أن يناقش الماسونية والصهيونية وتأثيرات الجماعات السرية؟، هل يتحدث عن عصور الظلام والبلاك أوت وعوالم الديستوبيا؟ هل كان يرغب في أن يتحدث عن كل هذه الأمور دفعة واحدة؟.

كل شيء ولاشيء

أفيش مسلسل النهاية
أفيش مسلسل النهاية

الحقيقة أن المسلسل كان مشتتا للغاية لم يركز على شيء حتى أبطاله كانوا مشتتين ولا تعرف ما الذي يرغبون فيه، كل شيء يسير حسب ما يراه المؤلف ومن ثم المخرج حتى لو اضطررنا للي أعناق الشخصيات ليا حتى نصل للنهاية التي نرغب بها.

اقرأ أيضًا 
“النهاية” مطارد كبطله.. أزمات واجهت مسلسل ملك الشابوهات

المسلسل يتحدث عن كل شيء تقريبا، هيا ندمج تيمات وتقنيات الخيال العلمي ونضربها في الخلاط حتى نحصل على كأس الكوكتيل، ولكن المقادير كانت سيئة للغاية، فخرجت المحصلة النهائية لا شيء من كل شيء.

من البداية للنهاية

من مشاهد النهاية
من مشاهد النهاية

في البداية كان المسلسل مبشرًا، وعلى الرغم من التخوفات الكثيرة لديّ كنت أكمل المسلسل رغما عني حتى أرى التجربة الكبرى في الخيال العلمي، ومع التأثر الواضح بكل الأفلام السابقة والتي هي ليست عيبا كنت أنتظر أن يحدث ما يلملم كل الخيوط، ولكن الخيوط كانت كثيرة ولا يمكن أن تكتمل.

الشخصيات

شخصيات النهاية عبر الأفيش
شخصيات النهاية عبر الأفيش

لا يوجد عمق كافي في أي شخصية تقريبا، جميع الشخصيات بلا استثناء شخصيات مسطحة للغاية لا يمكن أن ترى عمقا ولا سمكا كافيا، حتى الشخصية الوحيدة التي يمكن أن تحتوي على سمك ولو بسيط وهي شخصية صباح، قتلها الأداء المفتعل والمزعج للغاية للفنانة سهر الصايغ.

شخصيات زين

يوسف الشريف - مسلسل النهاية
يوسف الشريف – مسلسل النهاية

الفنان يوسف الشريف يؤدي شخصيتين وهما المهندس زين والروبوت زين، ظل المهندس زين سلبيا يحدث نفسه في حلقات ومشاهد طويلة ومملة ومزعجة دون وضوح كامل للرؤية وإلى أين يمكن أن تذهب شخصيته، بينما كانت مساحات الحركة أكثر عند شخصية الروبوت، كان هناك تفاعلا وأحداث، ولكن في النهاية تكتشف أن خطه الدرامي بالكامل لا تأثير له في شيء أو على شيء، يمكن حذفه تماما من المعادلة ولن يحدث شيء، فمع وصولنا للحلقة الأخيرة، فنجد أن تأثير هذا الخط الدرامي بالكامل بالزوجة وطلاقها وزواجها وابنه وكل شيء لا يؤدي إلى مكان، وفي الدراما ما يمكن حذفه دون تأثير على الدراما، لا أهمية له على الإطلاق.

الإخراج

إقرأ أيضا
الأزبكية
النهاية
يوسف الشريف – ياسر سامي مخرج النهاية

الحقيقة أن مستوى السوء الذي شاهدناه يقع في المقام الأول على السيناريو المفكك وغير المتماسك، ولكن المخرج أيضا كان منفصلا عن قصة العمل، المخرج يعمل على إخراج الصورة في أبهى صورها وهي مهمة كان يمكن لأي مدير تصوير جيد أن يقوم بها على أكمل وجه ولن تشعر بفارق.

لا توجد لغة كاميرا، لا يوجد تلاعب بمسافات الضوء والظل وحركة كاميرا وزوايا معينة تخبرك بما يحدث، الأمر متماهي تماما مع السيناريو دون بصمة واضحة للمخرج ياسر سامي، في ثاني تجاربه الدرامية.. ربما لو كان للمخرج رؤية لاستطاع أن ينجو بالمسلسل قليلا وأن يوحد رؤيته ويضيع جزء من التشتيت المبالغ فيه.

بعض الإيجابيات
على الرغم من الصورة القاتمة التي سردتها ولكن يحسب لفريق العمل بالكامل التجربة المهمة، ومحاولة مناقشة أفكار مختلفة، ومحاولة الخروج عن المألوف، ولكنها تجارب وليدة تحتاج إلى إصرار ودأب وشغف ودراسة أكثر، لأن الصورة النهائية التي خرجت كانت مشوهة للغاية.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
138
أحزنني
41
أعجبني
132
أغضبني
97
هاهاها
27
واااو
20


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان