همتك نعدل الكفة
531   مشاهدة  

الهرشة السابعة .. كارت الثيرابيست الرابح دائمًا !

الهرشة السابعة
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



معضلة كبيرة يواجهها السيناريست (من دول) عندما يجلس أمام المنتج (من دول) ويعرض عليه ورق السيناريو .. ذلك لأنه على بعد لحظات من رد فعل من اثنين تقريبًا اجتمع عليها المنتجين، وهما عبارة عن سؤالين .. هل ترى أن هذا العمل سيحقق نسبة مشاهدات كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي ؟ .. هل ترى أن الشريحة المهتمة بمشاهدة عمل مثل هذا كبيرة بالقدر الكافي لرصد مبالغ مالية ضخمة لإنتاجه؟ .. وهنا يقف السيناريست أو أعضاء ورشة السيناريو عند ما قاله الرجل الذي سيجازف بأمواله في سبيل استرداده -على الأقل- قبل تحقيق مكسبه. ليسأل الجميع نفسه .. هل نكتب لأنفسنا أم نكتب لفنان بعينه أم نكتب لجمهور الشاشة أم نكتب لمعايير السوشيال ميديا؟

 

ويرسى مركب قائد الورشة أو الكاتب عمومًا أن يختار طريقًا واحدًا ليسلكه..  هذا اختار أن يكون جمهوره هو جمهور المقاهي الشعبية، وذلك اختار أن يكون جمهوره من نوعيات جمهور السابعة والربع حين كان المسلسل هو جائزة ربة المنزل بعد يوم عمل شاق .. أما عن تلك الكاتبة –غالبًا- ما ذهب خيالها لما هو أضمن .. حيث الخائفين الذين لا صوت لهم تقريبًا إلى على الجروبات السرية أو برنامج “بصراحة” .. هؤلاء الذين أكلهم الشكّ أكلًا .. وحاصرهم التوتر.

لقطة من مشهد في مسلسل الهرشة السابعة
لقطة من مشهد في مسلسل الهرشة السابعة

وفي القلب مما نتحدث هو مسلسل الهرشة السابعة، ومسلسل الهرشة السابعة هو عمل درامي مصري من بطولة أمينة خليل، ومحمد شاهين، وعلي قاسم، وأسماء جلال، ومحمد محمود، وعايدة رياض، ومن إخارج كريم الشناوي، وتأليف مريم نعوم .. وفي المسلسل ندخل إلى عالم الملل والفتور الذي يضرب علاقات الزواج والحب، كما يغلف الجو العام للمسلسل هالة من التوتر والقلق حول اضطرابات الأمومة وبرود مشاعر الرجل ومخاوفه وقلة اهتمامه بشريكة حياته .

 

ويعد اللعب بالكتابة في تلك المنطقة الإنسانية الشائكة هو أخطر ما يفعله سيناريست أو يتشجّع له منتج .. حيث أن عملًا مثل هذا العمل –إذا فشل- فلن تسمع عنه مطلقًا وسيكون فشله ذريع حيث الهاوية .. فهو لا يلعب بالخلطة الشعبية حيث الرومانسيات أو الأكشن أو تجارة المخدرات والصياعة و”شبيحة” المناطق الشعبية .. اللعبة هنا أن يتعلق المشاهد بالمسلسل بكامل إرادته .. حيث يصبح المشاهد هو عبارة عن المنطقة المتوترة بداخله .. بالضبط وكأن صُناع العمل صنعوا شيزلونج كبير يساع ملايين وأتاحوا للجميع أن يعيش قلقه وتوتره بشكل جماعي بدلًا من خجل وأوهام الفردية التي تعيشها تلك الفئة التي تعيش مثل هذه الأزمات.

 

وللحق نقول أن تلك النوعية الفريدة من الدراما يجب أن تخرج من سباق التقييم الاعتيادي للدراما من حيث الورق والإخراج والأداء التمثيلي .. إنها نوعًا من العلاج بالإتاحة، أو قُل مساحة للصراحة التي يفتقدها كثيرين في مجتمع لدى كثير منه أزمات متعلقة بالثقة داخل تكوين الأسرة وبالأخص بعد هيمنة السوشيال ميديا والسيطرة على الوعي الجمعي .. لذلك فإن نجاح الهرشة السابعة مؤشر يمكننا من خلاله رصد أزمات البيت المصري الحديث .. ذلك لتفاعل كثيرين وكثيرات من طبقات مختلفة مع المسلسل، لا كما يتم ترويج أنها أزمات المترفين قاطني التجمع الخامس!

إقرأ أيضا
العتاولة

 

 

الكاتب

  • الهرشة السابعة محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان