الوجه الآخر من “المسحراتي” .. عندما روَّج المخدرات في “الطبلة”
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
“يا نايم وَحّد الدايم .. يا غافي وحّد الله” .. ” إصحي يا ليلى .. إصحى يا سيد” .. “رمضان كريم .. وحَّد الله العليم ” .. هكذا نسمعه، وهكذا ترسّخ في اللاوعي الجمعي الخاص بنا أن هذا الرجل الطيب الذي احتل الشيب شعره.. الذي يمشي ممسكًا بطبلته .. صاحب المهنة التي كتب فيها فؤاد حدّاد الشِعر، والتي استخدمت فكرة عمله فيما هو أكبر من إيقاظ الناس للسحور، بل وصل الأمر للكُتّاب في استخدام المواربة والحديث على لسانه في الشأن العام والسياسة والاجتماع .. وكذا كان بَرَعت الأصوات المصرية في الغناء عنه وله وحوله .. من ضمنها أغاني “كارم محمود، وسيد مكاوي، ومحمد فوزي” .. وكذا من المطربين الجدد عندما أنشد الفنان أحمد سعد أغنيته “مسحراتي ” .
أغنية المسحراتي للمطرب سيد مكاوي
وترتبط هذه المهنة تحديدًا بصفة “الوداعة” حيث أن شريحة كبيرة من جماهيرية تلك المهنة تكمن في الأطفال ما دون السن، هذا بالإضافة إلى كون تلك المهنة فلكلور أساسي يرى الأطفال أن لا رمضان بدونه، وينتظرون بشغف أن ينال أحدهم شرف نطق اسمه على لسان المسحراتي فيصبح كنجم سينما في منطقته، بل يذهب أحدهم بعيدًا ويدفس في جيبه ما يُطلق عليها “المراضية”، و “المراضية” بضعة جنيهات أو قُرصة ساخنة من الفرن أو غيرها من “خيرات الله” .. فقط كنوع ناعم من “الرشوة الحلال” كي يسمع اسمه أكثر من مرة على لسان المسحراتي.
أغنية محمد فوزي للمسحراتي
ولأن “الحلو مايكملش” .. و “الدنيا مش على حال” .. و”فيها ابتسامة وفيها آه وفيها قسيّة وحنيّة” .. فإن تاريخنا المصري رصد حالة تضرب كل تلك الثوابت في مقتل .. حيث أن هناك من كَشَف عن وجهه ذات يوم وبالتحديد عام 1995 أي ما يقرب على الثلاثة عقود .. هناك من لبس جلد الحملان لتكشف الظروف في النهاية بأنه ذئب سائر بين الناس ليس ذلك المسحراتي الطيب، الوديع .. هناك مسحراتي قبضت عليه الشرطة المصرية كان يروّج المخدرات في الطبلة ! .. حيث لبس وجهًا تحت الوجه، واستطاع إيهام البعض لبعض الوقت حتى نهايته!
أغنية المسحراتي لأحمد سعد
في عدد جريدة الوفد ليوم 24 فبراير لعام 1995 كتبت الصحيفة : تمكنت مباحث الأحداث بالجيزة من ضبط عاطل هارب من لامؤسسة العقابية يروج المخدرات بمنطقة امبابة داخل طبلة المسحراتي .. أحيل للنيابة وأمرت بحبسه. وردت معلومات للعميد سيد فريد مدير مباحث الجيزة تفيد قيام عاطل من الأحداث بترويج المخدرات بمنطقة الكيت كات بامبابة .. تبين للعميد مصطفى العشماوي رئيس مباحث الأحداث والرائدين هشام المانسترلي، وعادل عبد العزيز أن وراء المعلومات أحمد إبراهيم السيد وشهرته “أحمد سمارة” 26 سنة عاطل عن العمل وسبق اتهامه والحكم عليه في قضايا مخدرات وهارب من المؤسسة العقابية بعين شمس عام 86 وتبين قيامه بترويج المخدرات على الزبائن خلال تسحيره للناس في امبابة، وتم إعداد كمين وتمكَّن النقيبان أحمد السيد وحسام الفحّام من القبض على المتهم وبحوزته كمية من البانجو والأقراص المخدرة ماركة أبو صليبة.
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال