همتك نعدل الكفة
100   مشاهدة  

اليوم دا يا طه يومك .. دفاع المصريين عن “العميد” وصمام الأمان

طه حسين
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



اليوم ده يا طه يومك .. خوض المخاضة بحصانك

عدى و فوت من همومك .. وخد لنفسك مكانك

اليوم ده يومك يا طه ..  ولاشئ سواك راح يفيدك

يا تعيش ف عتمة و متاهة ..  يا تقطف الشمس بايدك

 

يبدو إن الشاعر الكبير سيد حجاب لم يكتب تلك الأبيات التي غنّاها المطرب علي الحجار في مسلسل “الأيام” عن قصة عميد الأدب العربي طه حسين، لم يكتبها فقط لرسم موسيقى في خلفية صورة ما تخيّل فيها “طه” ممتطيًا جواده في خِضَم معركة كبيرة اعتاد طه أن يخوضها ضد نفسه أولًا وضد الأفكار الجامدة في مجتمعه ثانيًا، وإلى صف التنوريين وأصحاب شعلات الضوء في الأنفاق المظلمة حول العالم كله ثالثًا، فأصبح صاحب الثورة الفكرية التي يقدّرها الرجل الأبيض منذ القرن المنصرم، وصاحب عنوان الكتاب الذي تأبطه ابن المرحلة الإعدادية عائدًا من معرض الكتاب 2024 وقلبه يرقص فرحًا بالحصول على كتاب الرجل الذي يتحاكى به أصدقائه في بوستات القراءة لليافعين.

أغنية علي الحجار وسيد حجاب “اليوم دا يا طه يومك”

 

 إذًا، لماذا صعد اسم طه للتريند –وهو التريند الذي لم يهبط أبدًا – لكن القصد هنا التريند بشكله الحالي على منصات التواصل الاجتماعي؟ .. كان اسم طه حسين في موضع التكريم بمؤسسة تكوين الفكر العربي خلال المؤتمر الحالي، بعنوانه : “خمسون عامًا على رحيل طه حسين: أين نحن من التجديد اليوم؟ .. وأثناء الفعاليات التي كان الدكتور يوسف زيدان أحد ضيوفها وجّه سؤالًا للكاتب السوري فراس سواح يقول فيه : أنت أهم أم طه حسين؟ فرد سوّاح قائلًا : أنا وأنت أهم من طه حسين.

 

وعاد “زيدان” يؤكد في مداخلة عاجلة مع الإعلامية عزة مصطفى في برنامج “صالة التحرير” أن ما قاله كان محض دعابة وكوميديا متبادلة بينه وبين الكاتب السوري، وأن طه حسين أستاذ الأجيال ومعلمهم .. والحقيقة أن ما قاله دكتور يوسف زيدان جاء بالسرعة والدقة اللازمة لوقف قطار المزايدات والتريندات المبالغ فيها، ونزع فتيل أزمة كادت أن تشعل الوسط الثقافي والأوساط الأخرى .. لكن هنا يجب أن نرصد ظاهرة شديدة الخصوصية بين المصريين وطه حسين.

يوسف زيدان وفراس سواح
يوسف زيدان وفراس سواح

حيث إذا قُمنا بتشريح الفئات العُمرية من خلال التعليقات التي تدافع عن طه، حتى ربّات البيوت، والأطفال الذين يقضون أغلب اليوم على التيك توك، والمراهقين الذين يراقبون فريق مانشستر سيتي ونظن أحيانًا أن اهتماماتهم خارج الاهتمامات الأساسية، ونزايد في أحيان كثيرة على أنماط سلوكهم .. الجميع يدافع عن طه وكأنه يدافع عن (حتة) من قلبه، ومن عقله ومن وجدانه .. الجميع يدافع عن طه حتى وإن لم يعرف طه عن طريق الكتاب، لكنه يلمس طه في أفكاره ومشاعره، وفي كل لحظة مصرية هناك “طه”، وهذا هو صمام الأمان الحقيق للوجدان المصري .. وكأن الشاعر الكبير كان يتنبأ عندما كتب :

 

ورجعت يا طه تانى .. خطاويك تسابق خيالك

إقرأ أيضا
الحرب على غزة

اقطف زهور الأمانى .. ده الحب بجناحه شالك

ورجعت تانى يا طه .. تطوى البلاد البعيدة

راحت ليالى المتاهة .. وجايه أيام سعيدة

 

 

الكاتب

  • اليوم محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان