انعقاد جلسة المسئولية الدولية في إعادة اعمار مناطق ما بعد الصراعات
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
انعقدت جلسة المسئولية الدولية في إعادة اعمار مناطق ما بعد الصراعات خلال فعاليات اليوم الثالث من النسخة الرابعة لمنتدى شباب العالم، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وبمشاركة عدد من المتحدثين والشباب المشاركين وهم، سحر الجبوري، رئيس مكتب ممثل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في القاهرة، وجراتسيلا ليتسا، مستشار أول قسم حقوق الإنسان والمجتمع المدني والحوكمة بوفد الاتحاد الأوروبي بمصر، والسفير أحمد عبد اللطيف، مدير عام مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، وطارق حمود النعماني، سفير الشباب اليمني في المجلس العربي الإفريقي للتكامل والتنمية، و ليزلي ريد، مديرة بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر، وسوزان ميكايل، المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وأوا دابو، نائب الرئيس والمسؤول عن مكتب الأمم المتحدة لدعم وبناء السلام.
بدأت جلسة بعرض فيديو يوضح المعاناة في مناطق الصراعات وضرورة المساعدة العاجلة من المجتمع الدولي وتعزيز الاستدامة لمنع الصراع مرة أخرى، حيث تسببت الصراعات في خسائر فادحة؛ إذ تبلغ تكلفة إعادة إعمار ليبيا تبلغ 110 مليار دولار، وسوريا 900 مليار دولار، واليمن 30 مليار دولار، وقطاع غزة 20 مليار دولار على الأقل، ولا تستطيع هذه الدول توفير هذه المبالغ.
تحدث طارق حمود النعماني، سفير الشباب اليمني في المجلس العربي الإفريقي للتكامل والتنمية، قائلًا إن اليمن يعاني أسوء كارثة إنسانية في العالم بعد سبع سنوات من الصراع الذي أدي إلى وجود 4 مليون ونصف نازح، وتزايد معدل وفاة الأطفال بواقع طفل كل 9 دقائق نتيجة لسوء التغذية، متسائلًا أين تذهب أموال الإعانات الدولية التي تقدر بـ 25 مليار دولار، ودعا إلى تأهيل الشباب اليمني في الأكاديمية الوطنية للتدريب ليكونوا النواة الأولي لإعمار اليمن بعد انتهاء الصراع.
واستعرضت سحر الجبوري، رئيس مكتب ممثل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في القاهرة، المأساة التي يعيشها النازحين الفلسطينيين؛ حيث ازداد اعتماد اللاجئين على الوكالة ماليًا مما يسبب ضغط كبير عليها، فهي تحتاج إلى تمويل مستدام، مشيدةً بالدور المصري المحوري لدخول المُساعدات الإنسانية ودعم الوكالة في إعادة الإعمار.
ومن جانبها، أكدت سوزان ميخائيل، المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في هيئة الأمم المتحدة للمرأة، على أنه خلال وقت النزاعات يصبح من الصعب حماية المدنيين، وأن النساء والأطفال هم الأكثر تأثرا بالصراع نفسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، كما يزداد العنف ضد المرأة ويتم تجنيد الأطفال في مناطق الصراع، وناشدت “ميخائيل” المجتمع الدولي بضرورة حماية النساء والأطفال، وتقديم المساعدات الإنسانية، وتوجيه التمويل لبناء القدرات.
أشادت جراتسيلا ليتسا، مستشار أول قسم حقوق الإنسان والمجتمع المدني والحوكمة بوفد الاتحاد الأوروبي بمصر، بالمجهودات المصرية للحد من المخاطر الناتجة عن الهجرة، والمشاركة بين القطاعين الخاص والحكومي لإعادة الإعمار، كما أكدت على أهمية التركيز على البعد السياسي واعتماد ما أسمته “الدبلوماسية الوقائية”، وتابعت بأنه لابد من وجود نهج شامل لتعزيز ثقافة السلام، فضلًا عن الحاجة دولياً إلى دعم أجندة 2030، واتفاقيه باريس للمناخ وخطة عمل أديس بابا.
وشاركت ليزلي ريد، مديرة بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر، حيث أكدت على أن النزاعات هي النتيجة الطبيعية لعدم الاستقرار، مضيفًة أنه من المتوقع استمرارها في الدول التي لا يوجد بها شمول اجتماعي واقتصادي وحوكمة، وأوضحت جهود الوكالة الأمريكية الدولية لضمان وصول المنح للمستحقين، ودعت إلى المشاركة في تصميم هذه الإستراتيجية مع ضرورة التركيز على العامل البشري.
أكد السفير أحمد عبد اللطيف، مدير عام مركز القاهرة الدولي لحفظ السلام، أن إعادة الإعمار لابد أن يكون من أولويات العالم. وأشاد بالتجربة المصرية المتكاملة في: القضاء على الإرهاب، وإعادة الاعمار، وإطلاق المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، وألقى الضوء على الشباب باعتبارهم محور التنمية بما لديهم من طاقات وأفكار مبدعة.
وأكدت أوا دابو، نائب الرئيس والمسؤول عن مكتب الأمم المتحدة لدعم وبناء السلام، خلال مداخلتها على أهمية مشاركة الشباب دون تهميش في إعادة الإعمار واستدامة عملية السلام، فهم قادة الغد واليوم، لذا ينبغي دعم المساواة بين الجنسيين، والانخراط في عملية التأهيل وبناء القدرات.
وفي نهاية الجلسة أوصى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بضرورة توقف النزاعات لكي يستطيع الجميع المُشاركة في إعادة الإعمار، وأشار إلى الفرق بين مجرد تخفيف آثار الأزمة وبين إعادة الإعمار في حالة وجود حرب، لأن إعادة الأعمار ليس مال فقط ولكنها عملية لها أبعاد إنسانية ونفسية واجتماعية.
وتابع الرئيس متحدثًا عن الأكاديمية الوطنية للتدريب، بأن كل ما هو في مصر متاح للجميع، ووجه الرئيس الدعوة باسم شباب المؤتمر لكل القادة في الدول التي بها صراعات إلى النظر بشكل آخر لتقليل آثارها، مؤكدًا عدم التدخل في الشأن الداخلي للدول، مضيفًا أن التغيير بالقوة يؤدي إلى خراب لا يمكن السيطرة عليه، وأن الله قد تفضل علينا أننا لم نصل إلى هذا المصير، وأشار الرئيس السيسي إلى استعداد مصر لتقديم العون والمساعدة.
والجدير بالذكر، أن الفيلم التسجيلي “إعادة الإعمار” الذي تم عرضه خلال الجلسة، من إعداد فريق الإنتاج الفني التابع للجنة المنظمة لمنتدى شباب العالم، ويدور الفيلم حول حجم الخسائر التي تُخلِّفها الوتيرة المتسارعة للصراعات المسلحة في عالمنا اليوم، مع تسليط الضوء على حضور مصر الفعَّال في القضايا العربية والإفريقية، ودبلوماسيتها التنموية لاستعادة بها موازين القوى في مناطق صراعات بات بها الدمار مألوفًا، كان آخرها قطاع غزة.
الكاتب
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال