اهداء للدفعة ٨٨ حربية
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لا يعرف المدنيون كثيراً ماذا تعني الدفعة في الكلية الحربية
وحدنا نعرف، منذ ذلك الطابور الطويل الذي نستلم فيه مهامتنا قبل دخول الكلية وحتي فترة المستجدين وما يتلوا ذلك من أيام لا يمكن أن ينساها أياً منا.
مجموعة من الشباب الصغير يبلغ عمر أكبرها ١٨ عاماً تندمج تحت مسمى الدفعة ٨٨ حربية مثل ما سبقها من دفعات في ذات الكلية، الدفعة تعني الدم والقرابة والصداقة والفداء، الدفعة قيمة لن يدركها الكثيرون لأنها خاصة بأولئك الذين وهبوا حياتهم لوطن في توقيت ما ووقع عليهم الاختيار.
٣ أعوام بين أسوار الكلية الحربية، فرقة خاصة للصاعقة وأخرى للمظلات، روابط تنشأ يوماً بعد يوم، المدهش أنها مع الزمن تصير أقوى من قرابة الدم والأخوة.
في الكلية الحربية نقتسم الرغيف، الذكريات، الأسرار، الدم والروح، نتحمل الجزاءات بدلاً من بعضنا البعض، نتناقل الخبرات الحياتية بنفس الطريقة التي ننقلها لأبنائنا فيما بعد، دفعتك ليس رفيقك فقط بل أخوك وابنك وصديقك وعائلتك.
٣٣ شهراً قضيتها وسط ٥٢٤ فرداً كانوا أقرب من عائلتي، نعلم جيداً أنه مهما مرت السنين ومهما عبرت عندما نسمع رقم الدفعة علينا أن ننتبه ويهتز شيئا ما في أعماقنا لنجد نفسنا في أول الصفوف مستعدين لفعل أي وكل شيء من أجل دفعتنا حتى لو أنستنا الأيام اسمه وشكله.
في لقائي الوحيد والأخير مع الدفعة في رمضان الماضي شعرت وللمرة الأولى أني عدت لعام ٩١ في فتردة المستجدين، استعدت ذكريات ٢٥ عاماً مضت، لم أشعر بالغربة لحظة رغم أني تركت القوات المسلحة منذ ١٠ سنوا، فقط وسط دفعتي أيقنت أني بخير.
الدفعة في الكلية الحربية ليست مجرد سنة تخرج، بل أهلك وناسك وسندك، فقط أحتفظ بالتفاصيل حرصاً على أسرارنا المشتركة، ورحم الله دورية “ديك البرابر” وعين “هاني” وقتامة “سمير ربيع””.
أحبكم
إقرأ أيضاً
يوميات طالب الكلية الحربية (١٤ والأخيرة) .. حفلة التخرج ولحظة سعادة لا تنسى
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال