برنامج عطر الكلام .. ثقافات متنوعة تتلائم مع سنن رفع الآذان

برنامج عطر الكلام، واحد من البرامج الدينة التي نظمتها الهيئة العامة للترفيه السعودية في رمضان 2023، وهو برنامج يسعى إلى تقديم تجربة ثرية في العالم الإسلامي، وتسليط الضوء على التنوع الثقافي والمعرفي للمواهب في فئتي تلاوة القرآن ورفع الآذان.

ويُعرض برنامج عطر الكلام عبر شاشة mbc، ومنصة شهد الرقمية، بالشراكة مع رابطة العالم الإسلامي، وقد لاقى نجاحًا ورواجًا كبيرًا بسبب الإمكانات المعتمدة في البرنامج والجوائز التي عدّ الأكبر على مستوى العالم بواقع 20 جائزة، يزيد مجموعها عن 12 مليون ريال، بواقع 10 جوائز لكل فئة من فئتي التلاوة و الأذان.

وإلى جانب الإمكانات والجوائز الكبيرة للبرنامج تشهد المسابقة حضور لجنة تحكيم على مستوى عالٍ متخصصة في الأصوات والمقامات وأحكام تلاوة القرآن، ومن بين أعضاء لجنة التحكيم الشيخ عبد الرحيم النابلسي، والشيخ بُهلول أبو عرقوب، والشيخ مشاري العفاسي، والشيخ أحمد نحاس، والشيخ أحمد منصور.

الحلقة الأخيرة فئة رفع الآذان

وشهدت الحلقة الأخيرة فئة رفع الآذان تنافس أربع مؤذنين من إندونيسيا و انجلترا والسعودية ولبنان، وَسْط تنوع كبير في المقامات الصوتية عبرت عن هوية و جنسية كل مؤذن.

و لمّا كان آذان الحرم هو الآذان الأشهر في الحقبة الحالية، توقعنا أن المؤذنين ستقلد أو ستؤذن الآذان على نفس الشاكلة أو في الأقل على نفس مقام آذن الحرم المكي، مقام الحجاز، لكن كل آذان في هذه المسابقة كان حسب الأقاليم الإسلامية التي منها المتسابقون وهو ما أدى إلى التنوع الصوتي والثقافي في البرنامج.

وكان المتسابق الأول في الحلقة الأخيرة فئة رفع الآذان هو المؤذن الأندونيسي ضياء الدين نزار الدين، وكان صبغة آذانه على مقام العجم، وهو أحد المقامات الشرقية التي توحي للوهلة الأولى أنها غربية لذلك سمي بالعجم أي الشخص الذي لا يعرف العربية، وقد كان هذا الآذان معبر عن الصبغة الأعجمية المؤذن المشارك.

المتسابق الثاني في الحلقة الأخيرة كان الطفل الإنجليزي إبراهيم أسد محمد، الذي كان آذانه متنوعًا في المقامات الصوتية بين آذان الحرم المكي وآذان المدينة المنورة، في أداء فريد وصوت ندي لم يشبه أحد مطلقًا.

المتسابق الثالث هو محمد شريف من السعودية، الذي ملك زمام قلوبنا بأداء الآذان المدني الذي اعتمد فيه على مقام البياتي، بتمكن وصوت أكثر من رائع.

المتسابق الأخير رهيف خالد من لبنان، وقد وصل بنا المتسابق إلى تجاويف الروح حلق بنا إلى السماء بمقامات أهل الشام الندية مع تمكنه الشديد في مخارج الألفاظ، كما أظهر معالم التمكن والصنعة بتحكمه في طبقات القرار والجواب أبان أداءه للآذان.

سنن رفع الآذان ومشروعية الآذان في الإسلام

إقرأ أيضا

اللغة وتطويرها ضرورة حتمية للفكر .. عن كتاب ” الأخطاء اللغوية” لمحمد سالم

لرفع الآذان سنن عدة منها ما يعتمد على صفات المؤذن، ومنها ما توازى مع أحكام الصلاة في الشيعة الإسلامية، ومن هذا السنن طهارة المؤذن واستقبال القبلة خلال رفع الآذان، إلى جانب ترتيل الآذان والتاني شريطة أن يكون المؤذن ذا صوت حسن قوي، وهو إلى ذلك من سنن الآذن وضع المؤذن إصبعيه السبابتين في أذنية، و الالتفات في الحيعلتين “حي على الصلاة حي على الفلاح يمينًا وشمالاً”

مشروعية الآذن

شرع الأذان في السنة الأولى من الهجرة، حينما دعت الحاجة لوضع علامة يعرف بها المسلمون وقت الصلاة، وهناك قصة شهيرة رواها الدرامي عن مشروعية رفع الآذن في الصلاة قصة عبد الله بن زيد حينما رأى في الرُؤيا رجلاً يحمل ناقوسًا فقال له: “أتبيع هذا الناقوس؟” فقال الرجل: “ماذا تعمل به؟” قال عبد الله: “ندعو به إلى الصلاة”. فقال الرجل: “ألا أدلك على ما خير منه؟”قال عبد الله: “بلى”. فَعَلّمه الأذان المعروف، ثم علمه الإِقامة.