همتك نعدل الكفة
1٬101   مشاهدة  

بشر عامر عبدالظاهر .. صديقي الذي أحببته ولن أراه أبدًا

بشر عامر عبدالظاهر


إن صنعت محرك سيارة فأنت بالضرورة مهندس وإن صنعت تمثال لشخصية تاريخية فأنت بالطبع فنان و إذا صورت بشرًا من وحي خيالك يحبون ويكرهون ويطمعون ويخطئون ويحاربون فأنت مبدع إنما إذا صنعت بشرًا من لحم ودم  تحبهم وتشتاق إليهم وتتعاطف معهم وتصادقهم فأنت في الغالب .. أسامة أنور عكاشة.

بشر عامر عبد الظاهر .. إسكندراني عاشق أغني

YouTube player

ظللت كثيراً أبحث عن صديق يشبهني حد التمام في خصالي وطباعي لم أجد أكثر من هذا الرجل الإسكندراني المرح المنطلق الحر صاحب صاحبه ابن البلد الراقي الذي يمتلك ألف لسان في لسان واحد .

بشر عامر عبد الظاهر ليست شخصية خيالية أكاد أجزم أن وجه الخلاف الوحيد بيني وبينه هو أن له أصل إيطالي وأنه أحب فتاة شقراء وأنا مصري الأصل وأحببت فتاة سمراء.

علاقاته النسائية العابرة تشبه علاقاتي كثيراً غازل كل النساء الذي عرفهم في حياته مثلي تماماً ، أحب السهر والرقص وتكوين الصداقات مثلي ، له مئات المعارف ولكن عدد محدود جداً من الأصدقاء وبات ليالي كثيرة يعاني من الوحدة والتيه كما هو حالي بالتمام.

وأحب مصر كما لم يحبها أحد لكنني أحبها أكثر منه.

 أنا السؤال والجواب أنا مفتاح السر وحل اللغز .. أنا أسامة أنور عكاشة

عبقرية شخصية بشر عامر عبد الظاهر لم تكمن في الصفات التي سردتها مسبقاً ولا في حواره الذكي البديع المكتوب بعناية بل عبقرية الشخصية الحقيقية أنها تمتلك ألف لسان في لسان واحد ف بشر الذي يعيش وسط أهله في الحي الشعبي يتحدث بنفس اللسان ونفس المصطلحات ونفس صدق المشاعر التي يتحدث بها وسط أهله أعيان القوم في زيزينيا ، بالفعل فلو اختلف اللسان لكنا الآن أمام شخصية غير سوية أو علي أقل تقدير نتحدث عن شخصين وليس شخص واحد ، عبقرية السيناريست أسامة أنور عكاشة هي جعل تلك الشخصية هي الرابط الوحيد لكل خطوط المسلسل الدرامية الرئيسية والتي زادت عن العشرة خطوط .

وحتى لا يقع السينارييت في فخ خداع المشاهد ويجعل المشاهد يكرة شخصية بشر المتلونة جعله يتكلم بلسان واحد في كل المجتمعات التي دخلها لكن ليتفادى فخ التسطيح جعل وتر المشاعر هو المتغير فتجده يتكلم مع “عايدة ” حب عمره بانطلاق وانبساط وراحة وكذلك مع أصدقائه المقربين “رفاعي الصعيدي ” والشيخ “عبد الفتاح ضرغام” وتجف المشاعر قليلاً ووعلو نبرة الجدية مع أهل بيته في كرموز والمنشية لأنه أحبهم أكثر من أهله في زيزينيا ذوي الأصل الأجنبي وترتفع نبرة الجدية وسط أهل بيته الأجانب وتصل الجدية إلى ذروتها وسط أهل النضال الوطني أصحاب القضية .

ولم تكن تخرج تلك الشخصية بهذا الجمال والإتقان سوى بممثل بقيمة وقامة العظيم ” يحيى الفخراني ” الذي يؤدي كل أدواره بنفس النمط نفس نبرة الصوت ونفس الشكل ونفس طريقة الكلام لكن يلعب على وتر تدرج المشاعر كما فعل بشر عامر عبد الظاهر.

زيزينيا .. حواديت وناس ودنيا

YouTube player

أخبرني صديقي الكاتب الجميل محمد فهمي سلامة يوماً إنني أسير هذا المسلسل البديع وأنا أوافقه هذا الرأي فهو يتحدث عن أكثر مدينة أحببتها في حياتي “الإسكندرية ” وعن أكثر عصر تمنيت أن أعيش فيه وعن أقرب معادل درامي لي تم تجسيده على الشاشة صديقي العزيز بشر عامر عبد الظاهر وأحببت كل شخصيات المسلسل بل وتحدثت معهم أحياناً بل وأحببت حتى الأشرار منهم .

إقرأ أيضا
الوضع الغذائي في السودان

الفن الحقيقي كالماء المالح كلما نهلت منه ازددت عطشاً .

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان