بطل أفضل إعلان رمضاني “احنا لا قريبين من التجمع ولا قريبين من اكتوبر”: ليس هدفي التعايش مع الفقر ولم يكلفنا الإعلان ربع جنيه
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
من زاوية بعيدة ، وبعيدًا عن كتلة النجوم ، السوبر ستار منهم ، والميجا ستار، الذين نشاهدهم يوميًا على شاشات إعلانات التليفزيون ، وبالأخص في إعلانات رمضان 2021 .. جاء فنان إعلانات شاب بفكرة جديدة ، بعيدة عن زحمة الأفكار التي أصبحت تشبه الماء بالماء ، وهي فكرة إعلان “لا قريبين من التجمع ولا قريبين من اكتوبر” ، وهي فكرة ترويجية للمجتمع المصري العادي ، بعيدًا عن ترويج المجتمعات السكنية المغلقة على نفسها .. وهي ليست فكرة ساخرة من تلك الإعلانات بقدر ما هي فكرة كاشفة عن الجوانب الإيجابية في حياة المصري اليومية ، التي لم يعد يراها تقريبًا بسبب الاعتياد عليها .. المواصلات التي يمكنها الذهاب لأي مكان ، الدفئ الاجتماعي الغير موجود إلا في مصر الحقيقية (شبرا – فيصل – الهرم تحرير ) ..
حقق الإعلان عدد ضخم من المشاهدات على منصات التواصل الاجتماعي ، وصل لمعظم المستخدمين تقريبًا ، وحاز على الكثير من الإشادات ، بينما ظهرت موجة من الانتقادات تستهدف الرسالة المتسربة تحت التأثير الإبداعي للإعلان ، وقال قائلين أن صاحب الإعلان لم يلق الضوء على الجانب السئ في تلك المناطق التي هي أشهرها انتشار المخدرات والتحرش ، كما اعترض البعض على عدم وجود أي وجه نسائي في الإعلان ، وتواصل “الميزان ” ، مع محمد يسري صاحب الإعلان الشهير وأجرينا معه حوار صحفي قصير لمناقشة بعض النقاط حول إعلانه الشهير “لا قريبين من التجمع ولا قريبين من اكتوبر” خصوصًا ، والإعلانات على السوشيال ميديا عمومًا ..
عن فكرة الإعلان عمومًا ، قال لنا أن الفكرة بدأت حين شاهدت الفيديوهات المنتشرة قبل رمضان الذي كان يهادي الشخص صاحب الفيديو الناس بفوانيس صغيرة ، فقررت أن أفكر في فكرة إعلان جديدة بها نفس الدفئ المجتمعي .. وعندما شاهدت إعلانات الكومباوندات التي تبعها حالة عدم الرضا عند الناس ، وفورًا اتصلت بمحمد يوسف المخرج ، ومصطفي عبد الحليم كاتب الاسكربت ، وبدأنا على الفور في تنفيذ فكرة الإعلان .
عن اعتراض البعض لعدم إلقاء الضوء على الجوانب السلبية في المناطق الشعبية ، قال أننا صورنا الإعلان في شبرا مصر ، ومحطة سانت تريز ، والخلفاوي ، وشارع الخاذندارة ، وشارع عين شمس ، وشارع النُص ، وكثير من الأماكن الشعبية البسيطة ، وبما إن لكل مجتمع طبيعته فمن الصعب في تلك المجتمعات أن تطلب من عنصر نسائي التصوير وخاصة إننا نقوم بتصوير ردود أفعال طبيعية وليس لدينا موديل ، فقط هي حركة الشارع الطبيعية .. ونعترف أن لدينا بعض الجوانب السلبية في تلك المناطق ، لكن هل من المنطقي أن نلقي الضوء فقط على الجانب السئ ؟! .. من الأفضل أن نؤكد على القيم الإيجابية في المناطق الشعبية التي بدأت بالاندثار ، عندك مثلًا وقوف الجيران بجانبك في وقت الأزمات ، وتبادل طبق الطعام الشهير بين الأمهات ، والشهامة المصرية وقت المرض .. والدليل على ذلك هو موقف حدث أثناء التصوير حيث كنت في أحد الشوارع مع مخرج الإعلان محمد يوسف ، وأعجبنا بلوكيشن بلكونة يقف فيها أحد الأشخاص وبمجرد ما عرضنا عليه أن نصور الإعلان من شرفته وافق بلا تردد .
وعن إدعاء البعض بأن الفيديو يروج لفكرة التعايش مع الفقر ، يخبرنا “يسري” بأن الفيديو للتأكيد على القيم الإيجابية فقط ، ولا يوجد من لا يريد أن يعيش في مكان أفضل من حيث الخدمات ، وأنا شخصيًا أتمنى لو أعيش في منطقة أفضل .. لكن إلى أن يحين ذلك الوقت لا يجب أن نعيش في شكوى وضجر طوال الوقت ، متناسين تلك المناطق المضيئة في مجتمعاتنا .
أما عن مستقبل الإعلانات ذات الإنتاجية القليلة ومنافستها لإعلانات التليفزيون ضخمة التكلفة ، قال يسري أن تصوير الإعلان لم يكلفنا ربع جنية ، فقط صورنا بكاميرا تليفوني .. وأرى أن الفكرة هي البطل في الإعلانات لأن هذا تخصصي .. ومهما تكلف إعلان ما الملايين بدون فكرة قوية فلن ينجح .. أما الفكرة الإبداعية يمكنها النجاح بدون أي إنتاج تقريبًا .. وما يحدث من اتجاه بعض الموهوبين للسوشيال ميديا لفرض موهبتهم للوصل إلى العمل في السينما أو الدراما لن ينجح إلا إذا كان صاحب الموهبة موهوب فعلًا .. وليس كما نشاهد البعض لا يملك المحتوى ، فقط يملك الفولورز !
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
بدايه الاعلان بيقول احنا مش قريبين من التجمع و لا من اكتوبر احنا قريبين من ربنا
و ده تزيد مين قال ان اللي التجمع و اكتوبر مش قريب
كانه استأثر بالقرب من الله دون سواه
و ايه علاقه ده بموضوع الفيديو