بعد ترجمة أعمالها .. “سماح ممدوح” للميزان : المكتبة العربية كانت خالية تمامًا من أعمال” ماري روبرتس”
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
“حب فى العزل، تأليف ” ماري روبرتس رينهارت” ، ترجمة ” سماح ممدوح حسن “، وهو من إصدارات إبداع للترجمة والتدريب والنشر والتوزيع”.
تقول مترجمة العمل ” سماح ممدوح” للميزان عن هذا العمل إنه مجموعة قصصية تدور في إطار اجتماعي وإنساني، ولو تحدثنا عن المؤلفة ” ماري روبرتس رينهارت”، وهي كاتبة وصحافية وروائية وقاصة وشاعرة وكاتبة سيناريو، ومسرحية أمريكية.
وأضافت تعددت المجالات الأدبية التى أسهمت بالكتابة فيها، ورغم غزارة إنتاجها فى كل تلك الأجناس إلا أنها اشتهرت بقصصها فى أدب الغموض، حتى أنها لقبت بـ ” أجاثا كريستى” أمريكا، لكن وعلى الرغم من ذلك إلا أنها لم تتوانى عن تقديم نفس حجم الإنتاج فى الأدب الاجتماعي والإنساني والرومانسي.
وعن المجموعة القصية تقول ” ممدوح” كما هذه المجموعة بين أيدينا اليوم، كانت”ماري” من أوئل النساء اللاتي عملن كمراسلات للحرب، أثناء الحرب العالمية الأولى، كما كانت من أوائل السيدات التى عملت حملة توعية للسيدات للكشف المبكر عن سرطان الثدي بعدما نشرت عدة مقالات بعنوان “كنت مريضة بالسرطان” حيث كانت مريضة بسرطان الثدي، وأجرت علمية لاستئصال الورم حينئذ، وهى أول من شجعت النساء على الفحوصات الدورية للكشف عن المرض.
وتابعت ورغم أهمية وغزارة إنتاج”ماري روبرتس رينهارت” الأدبي إلا أن المكتبة العربية خلت من أي ترجمة لأيًا من كتاباتها، لم يسبق وتُرجمت أعمالها إلى العربية من قبل، وعليه فقد ارتئينا أنه من واجبنا الإسهام فى إثراء المكتبة العربية فى مجال الترجمة بإحدى كتبها. ومن قصص هذه المجموعة:
عن قصص المجموعة
ـ قصة “كيف تدمر عملًا جيدًا” وهي قصة كيف سوء أثر الربا والاقتراض بفوائد مرتفعة، حتى تغرق صاحبها فى ديون تضطره إلى خسارة كل شيء، وفي هذه القصة كانت شخصية المرابي تشبه شخصية “شيلوك، فى تاجر البندقية” لكن نهاية القصة والشخصية مختلفة جدا:
” حالمَا غادر الدائن أستدار السيد ” توم بيكنز” إلى مكتبه مرة أخرى.”يا حسرتاه، ها هي المزيد من المشكلات تقع على رأسي، فهذا البائس النذل، من الواضح أن أمواله تمنحه أكثر مما يُمنح إنسان على القمر، فإقراضه للأموال يبهجه لِما تمده به من سيطرة وقوة، فهو لا يقرض الأموال إلا لهذا السبب، وأنا الآن أتعرض لمضايقات تساوى نصف حياتي لأجمع عشرة آلاف دولار خلال أسبوع، هذا بالإضافة لمصروفاتي الاعتيادية بالتأكيد.”
ـ و قصة”جزاء العمل الصالح” وهى القصة التى كتبتها ” ماري” لتبين كيف أن الإنسان مهما يسعد بالربح المادي إلا أنه لا شيء يضاهي السعادة المغتنمة من العطاء، ومد يد العون ومساعدة الغير الغير.
ـ قصة”حب فى الغزل” وهى” أطيضا” قصة إنسانية تحكي كيف تتحول الرغبة المحمومة فى الانتقام إلى حب وشغف، فقد بعدما يقع الإنسان فى أزمة صحية مثلا تقربه من الموت.
حقيقة تواصل الأرواح مع الموتى
أمّا الكتاب الثاني التي قامت به ” سماح ممدوح” فهو مختلفًا كليا عن الأول، والكتاب تحت عنوان “حقيقة تواصل الأرواح مع الموتى” ، رحلة ما بعد الموت، الكتاب من تأليف” سير آثر كونان دويل”، وهو من إصدارات دار منشورات ” إبييدي مصر”.
وأوضحت ” ممدوح” عن هذا الكتاب يسرد فيه آرثر كونان دويل تجارية الشخصية في عالم تحضير أرواح الموتى، التجارب التي قضى فيها عشرات السنوات.
وأضافت من الغريب أن يهتم شخصًا كالطبيب والروائي” آرثر كونان دويل” والخالق الشخصية “شيرلوك هولمز” بل وينخرط بشكل محموم وطوال سنوات في تجارب “تحضير الأرواح” الأمر البعيد كليا عن مجاله المهني والأكاديمي الذى لا يعترف إلا بالظواهر المادية والأمور التى تُثبت فقط عن طريق التجربة والملاحظة.
واستكملت وهي أيضا من الأسباب التي دفعتني إلى ترجمة هذا العمل، وهي أولًا: تسليط الضوء على جانب غريب من حياة السير” أرثر كونان دويل”، ثانيًا: أردت تسليط الضوء على عملًا آخر ” لآرثر كونان دويل” غير شخصية” شيرلوك هولمز”، ثالثًا: الآن العمل وهو الحديث وتناول موضوع تحضير الأرواح وعالم ما بعد الموت، موضوعًا رائجًا في كل الأزمنة، فاهتمام الناس بموضوع مصير البشر بعد الموت لم يفتر حتى الآن، وربما لن يسأموه حتى بعد مائة عام أخرى.
وأردفت في هذا الكتاب سيأخذنا ” أرثر كونان دويل” في رحلة إلى عالم الموتي، ليس عن طريق ما سمعه من حكايات، بل بسرد تجاربه الشخصية التي قضى فيها عمرًا كاملًا، رحلة بدأت بعدم التصديق ورمي من يؤمن بها بالتخريف أو حتى الهذيان، إلى المشاهدة التي تمتلأ بالشكوك في صحة ما يرى، وصولًا إلى التصديق بالأدلة الدامغة التي ضفرها فيمَا بعد بالتفسيرات العلمية.
عندما تقرأ الكتاب ستشعر بأنك تجلس مع شلة أصدقاء فى ليلة شتائية باردة، من تلك الليالي التي تستدعي تلقائيًا سيرة الماورائيات، عندما يبدأ أحدهم بجملة”وماذا بعد؟ ” أوبجملة” هل حكايتنا كبشر ستنتهي هنا حقا؟ نولد، نعيش، ندفن، لنصير تراب؟” لتنطلق بعدها الإجابات كتلك التي سيسردها علينا ” أرثر كونان دويل” من تجاربه الشخصية التي عرف منها مصير البشرية بعد الموت، التي بالمناسبة تخالف الكثير من الموروثات والأدبيات التي رسخت في أذهان الكثيرين بسبب الخلفيات الثقافية والدينية، وتتفق أيضًا مع القليل منها.
واستكملت الأكثر غرابة أن” دويل” فى تلك الفترة من الزمن، لم يكن رجل العلم الوحيد الذي ينخرط فى مثل تلك التجارب”تحضير الأرواح” فقد أنغمس من قبله علماء الفيزياء والكيمياء والأحياء، ممن كان جُل إنتاجهم من العلوم التطبيقية، في مثل هذه التجارب.
وتابعت كذلك علماء في الدين” كل الأديان ” خاصة العرب المسلمين ممن كانوا أعلام أزمانهم مثل” أبي حامد الغزالي، في كتابه إحياء علوم الدين، وكتاب الروح لابن القيّم وغيرهم من القدامى، ومن المعاصرين الشيخ” طنطاوي جوهري المصري” المًفسّر للقرآن، الذى أصدر كتابًا” بعنوان الروح” ، وانخرط فى جلسات تحضير للأرواح، وذكر في كتابه الأرواح شخصية “أوليفر لودج” ، الذي سيتحدث عنه كاتبنا،” أرثر كونان دويل” ، في هذا الكتاب.
عن المترجمة
بدأت” سماح ممدوح” الترجمة من حوالي خمس سنوات. وردًا على سؤالك عما إذا كان للترجمة صدى، بالتأكيد، خاصة في السنوات الأخيرة، لا تنسي أن الانفجار فى وسائل التواصل والإنترنت جعل العالم منفتحًا على بعضه البعض، وهو الأمر الذى جعل دور النشر فى السنوات الأخيرة تهتم بل الكثير منها تخصص مشروع مستقل لها في نشاط الدار كل عادم.
ـ صدر لي عشرة أعمال مترجمة، ومنها :
ـ رواية ” واحد منا ” من إصدارات سلسلة الجوائز بالهيئة المصرية العامة للكتاب.
ـ رواية “الوحش” ، وراية كل الطرق تؤدي إلى الجلجثة، وكتاب رحلة ما بعد الموت” من إصدارات دار منشورات إبييدي، مصر.
ـ مجموعة قصصية لطاغور بعنوان “أحجار جائعة” عن دار أكوان.
ـ مجموعات “إعدام، والقط البرازيلي، ومرآبي المدينة” عن دار إبداع للترجمة والنشر والتوزيع.
ـ ترجمة كتاب “طنطاوي جوهري والقرآن، التفسير والاهتمامات الاجتماعية في القرن العشرين.
ـ ترجمة رواية “أسطورة كهف جرافتون” للأطفال، صادرة عن سلسلة الأدب العالمي للطفل عن الهيئة المصرية للكتاب
اقرأ أيضًا : مجهود الغصن .. تاريخ نضال المدينة الباسلة
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال