بعد سنوات من التمثيل .. روجينا ممثلة كما قال الكتاب

التحدي الكبير بالتمثيل يكون بلعب أدوار لشخصيات مركبة مليئة بالعقد ونادرة بالواقع؛ هذه الشخصيات التي تحتاج لدرجة عالية من الإحترافية بالأداء لإقناع المشاهد بها.

فدوى من نساء مسلسل “البرنس“ سيدة جميلة وتهتم بأنوثتها وشخصية قيادية وتستعمل هذا دائمًا في إدارة مصالحها، ولكن الملحوظ والفريد بهذه الشخصية هو صراحتها الزائدة مع هذا الشر؛ هذه السيدة نوعية نادرة من البشر الذين يبررون لأنفسهم كل جريمة بشعة على أنها حق مكتسب وتعويض عن الماضي الأليم

تتطور شخصيتها بأحداث المسلسل حتى تتورط في مصائب تمارسها بمنتهى الأريحية، فنحن أمام سيدة ينطبق عليها مبررات علم نفس الإجرام وأخطر أنواع المجرمين؛ المجرمون عن قناعة!

تصرح بمصائبها لشخصية من شخصيات المسلسل وتنهي كلامها دائمًا بالحلفان كأه والنعمة، ورحمة الحاج صاحب الفضل؛ لأنها تعلم ما تحكيه يخالف الإنسانية والشرع والعادات المجتمعية معًا فتجمله وتصدق عليه بالقسم.

تلعب روجينا دور هذه السيدة ببراعة تجعلك لا تتصور غيرها بهذا الدور أبدًا، هي فدوى ولا تشك لحظة واحدة بأنها غير هذه السيدة التي تريد من الدنيا كل شيء بأي وسيلة، وتضع كل ما تشتهيه برأسها وترسم له الخطط بهدوء واستمتاع بنفس الآن، وكأنها تنتقم من المجتمع أجمع بكل مكيدة تخطط لها.

تعتمد روجينا على لغة الجسد كي نعرف ما تكنه هذه السيدة من شر وراء كل هذا الجمال وسمات المعلمة المختلفة التي تراهن بجمالها وتحافظ عليه. لا تشعر أنها تمارس أي مجهود لتمثيل الدور، فقد وصلت روجينا لدرجة احترافية مُدهشة جعلتها تؤدي دورها بمنتهى السلاسة والبراعة.

باحترافية شديدة تنقلك روجينا من مشاعر المرأة التي تمارس الدلال على زوجها لتغيير مفاجىء بنظرة عينها، نبرة صوتها، تحرك حاجبيها وكل عضلة تستطيع تحريكها بوجهها تقريبًا وتسخدم أسنانها هي الأخرى كي تعرف هذه السيدة تحمل الكثير من الشر  .نقلات بنفس اللحظة بين المرأة الشريرة الكيادة المتصالحة مع شرها المستتر!..للمرأة التي تحاول تغطية ما تكنه من غل وراء دلالها و شعرها الطويل الذي تحركه كلما غلب حمارها أمام أمر ما.

هذه التركيبة التي نحن أمامها تحتاج لمن يعرف كيف ينقل بين مشاعر وأخرى بطريقة السهل الممتنع ودون تصنع في الأداء أو مبالغة في إظهار شر تريد صاحبته أحيانًا تغطيته بطرق مختلفة حتى لا يكشف الكل أوراقها، وهذا ما تفعله روجينا منذ ظهورها بأول حلقة بمشهد واحد فقط اهتمت كي تخرج فيه بأفضل صورة.

إقرأ أيضا

الدمية “يوسف” .. مسرح العرائس في غزة ومحاكاة المأساة

تتطور روجينا سنة وراء الأخرى وتختار أدوارها بذكاء ولا يهمها مساحة الدور، ولكن تنظر دائمًا لأهميته على الورق وللمستقبل الذي سيتحدث دائمًا كما يتحدث الآن عن ممثلة قوية.

إيجايبيات مسلسل “البرنس“ أنه أعطى مساحات كبيرة لعدد من الفنانين جعلنا نستمتع بأدائهم، ولكن من أول مشهد لروجينا خطفت انتباه المشاهدين وفاجئت الجميع بأداء مذهل كما قال الكتاب، ويمكننا أن نقولها لها مبروك وعشرة على عشرة.