“بعد سنوات من النشاز”…هل يعود محمد منير إلى الفن الحقيقي مرة أخرى بـ “زوق”؟
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
إذا أردنا القول إن لمطرب ما مشروع غنائي فالكلمات يجب أن تتساوي مع الألحان والألحان لابد أن تتساوى أيضًًا مع الأداء الغنائي ليكتمل العامل الأساسي لنجاحها حتى يمكننا إطلاق كلمة مشروع على مسيرة المغني وهناك عدة تجارب فنية أطلق عليها مشروع غنائي من بعض الإعلاميين رغم ضعفها منذ البداية وركاكة الكلمات وتكرارها وطلاسمها مع ربطها ببعض المعايير الشكلية بعكس محمد منير الذي نقل تجربة شعر العامية وأضفى بصوته على الكلمات سحرًا أزعم أنه قادمًا من قلب الشارع بأداء رائع إلى الغناء وخلق مجال واسع من قيمة الكلمة لكي يتم الاستعانة بها وكانت أحد أهم تلك التجارب هي تجربة المطرب محمد منير والشاعر مجدي نجيب.
يعتبر الشاعر الصعيدي الراحل “عبد الرحيم منصور” صاحب التجربة المشابهة مع الكينج هو أول من قدم منير للشاعر والرسام مجدي نجيب بعد وصلة مدح في صوته وعن كيف سيكون المطرب النوبي أفضل من يغني من كلماته وكان منير متحمسًا وكأنه يعلم بأنه الوحيد القادر على غناء شبابيك و ممكن و ليلى وحواديت و من أول لمسة من هنا بدأ مشروع منير الفني عن طريق قوة الكلمات و إلهامها حتى وصلت إلى صناعة نوعًا مغايرًا من الأغاني بعيدًا عن التقليدية والتكرار فمنذ أكثر من 40 عامًا بدأ منير في غناء كلمات سطرها مجدي نجيب بداية من ألبوم (بنتولد 1980م) وحتى ألبوم (طعم البيوت 2008م).
يتعاون منير مع مجدي نجيب في غنوة جديدة بعنوان زوق ستطرح بعد أيام ضمن ألبوم “باب” الجمال” والأغنية من ألحان وجيه عزيز وتأتي العودة في الوقت الذي يرى فيه الكثيرون أن منير لم يعد منير وأصبح ما يقدمه مستهلك وجاء رأي النقاد في السنوات الأخيرة بأن التغير الذي طرأ على منير لا يتفق مع مشواره ومشروعه وأصابه الضعف.
ما يجعلنا ندرك بوضوح أن الكينج قدم محتوى صادما لجمهوره وهو الرأي نفسه الذي أبدوه بعض من محبيه على الرغم من أن التغير لم يقلص من عدد جمهوره الذي يذهب وراءه من كل حدب وصوب إلى الساحل الشمالي وقرى البحر الأحمر والعاصمة القاهرة حاملين بدفوفهم وأعلامهم المرسوم عليها الشاب ابن الجنوب الأسمر يرددون معه أغانيه ذات الطابع المختلف والتي لم تتأكل في زحام هذا التغير الذي حدث فجأة.
عندما صدق حسن شاكوش وكذب الكينج..كيف وصل محمد منير لهذا الحد من الإفلاس؟
لا يمكن ربط العودة بين الفنان محمد منير والشاعر مجدي نجيب إلا بالإبداع والنضوج في آن واحد ويمكننا أيضًا أن نتوقع ولادة منير مرة أخرى فتلك التجربة نجح معها منير في صنع المعادلة الصعبة التي طالما بحث عنها هو وبحث عنها رجل الشارع في ضمنت له حب واحترام أجيال متعددة أصبح منير على إثرها المطرب الوحيد الذي ينقل أحلام الشارع وألامه وآماله في الحب والحرية هنا الإشارة إلى “من أول لمسة” وشبابيك ذائعة الصيت والتي دونها نجيب أثناء فترة اعتقاله في الستينات وغناها منير في منتصف الثمانينات.
رغم أنني واحد من هؤلاء الذين رأوا أن ما يقدمه منير في الفترة الأخيرة ما هو إلا نشاز إلا أنني لا أتخلى عن الذهاب لحفلات منير لأستمع وأردد معه إحدى هذه الأغاني وأعتبرها الفن الذي يمنح لي الاختيار وهي الفن الحقيقي الذي يترك لعقلي مساحة للفكر وفسحة للخيال فهل يعود منير من نشازه لصوابه؟.
الكاتب
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال