بعد فشله في مصر وليبيا .. ورقة المرتزقة السوريين بيد أردوغان لدعم أذربيجان
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
رسميًا فإن تركيا نقلت الآلاف من المرتزقة السوريين إلى أذريجان تحت لواء التنظيمات المسلحة التي قامت الاستخبارات التركية بتخليقها وهندسة شبكة علاقاتها ببعضها البعض وكذا بالتنظيمات الإرهابية الأخرى والمكونات المحلية.
اقرأ أيضًا
بين تركيا والاتحاد الأوروبي “لماذا اتفقوا على الإدانة واختلفوا حول العقوبات ؟”
لكن ملف المرتزقة السوريين هذه المرة يطرح عدة تساؤلات لماذا تقدم أنقرة الدعم السخي لأذربيجان، وما قصة الخلاف بين أرمينيا وأذربيجان، وكيف تبدو مخاطر عملية إعادة التدوير
إقليم قرة باغ .. قصة أزمة عمرها قرن
تُعرف المنطقة الممتدة بمحاذاة الساحل الغربي لبحر قزوين بتشابك امتدادات شعوبها داخل أكثر من دولة ومن هذه الأمثلة كان إقليم قرة باغ، أو ناغورنو كارباخ، وتعني بالروسية الأرض المرتفعة.
كان إقليم قرة باغ ضمن أراضي الاتحاد السوفيتي، وقبلها كان ضمن أراضي روسيا القيصرية. أملًا في تحول مصطفي كمال أتاتورك للشيوعية، ومحاولة لاحتوائه، ضم الاتحاد السوفيتي إقليم قرة باغ لـ أذربيجان عام 1921.
ونتيجة لاحتفاظ الإقليم بمكونه الأرمني، فإن النزاعات اندلعت فور تفكك الاتحاد السوفيتي بين أرمينيا وأذربيجان على هذا الإقليم، ودخل البلدان في حالة حرب ممتدة منذ العام 1988 حتى العام 1994، وانتهت الحرب بانتصار أرمينيا عسكريًا ونجاحها في تثبيت قوات لها داخل الإقليم الجبلي.
حتى هذه اللحظة ورغم انتصار أرمينيا، فإن قرة باغ ماتزال جزءًا من أراضي أذربيجان حسب الأعراف الدولية وتنتشر القوات من الجانبين على طول منطقة منزوعة السلاح تفصل المنطقة عن بقية أذربيجان وكذلك لم يتم التوصل لاتفاقية سلام شاملة بين الطرفين، فآخر ما توصل له الطرفان هو اتفاق لوقف إطلاق النار تم عام 1994، ويتم فض الاشتباك بينهما بموجبه.
لماذا تدعم أنقرة أذربيجان؟
“أمة واحدة داخل دولتين” هكذا يردد المسؤولون الأتراك كلما جاء سياق الحديث عن أذربيجان، حيث تظل النظرة العثمانية للامتداد العرقي للشعب التركي كما هي مع تركيا المعاصرة الآن. فبعيدًا عن تفصيل أنقرة لثوب التفوق الحضاري على سائر شعوب المنطقة، فإن النخبة الحاكمة في تركيا تتبنى نظريات بيولوجية تقوم على أساس تفرد العرق التركي وتشعب صلاته بالشعوب الأخرى بالمنطقة إلا أن تلك الادعاءات قد سقطت أخلاقيًا مرارًا وكان أوضح مثال لذلك، الإبادة الجماعية التي نفذتها الدولة العثمانية بحق الأرمن 1915-1917 ومن ذلك الوقت التصق بذهنية المسؤولين الأتراك قوميين كانوا أم إسلاميين عقدة تاريخية من الأرمن ودولتهم واستكمالًا لهذا السياق، فإن تعقيدات الجغرافيا السياسية الحالية.
لماذا تريد تركيا التوسع الأممي بدعم أذربيجان ؟
تبني أنقرة لمشروع توسعي أممي قد دفعها لعدة أسباب إلى تقديم دعمًا سخيًا لأذربيجان لأسباب كثيرة أولها الحفاظ على حالة التعبئة المعنوية لدي قطاعات من الشعب التركي بالإبقاء على حالات مرتفعة من الانخراط العسكري التركي بالخارج إذ يرى الرئيس التركي في الحرب سبيلًا لتوحيد الصف التركي الذي بات يعاني من الاستقطابات تحت وقع تداعي النظام الاقتصادي واستمرار انهيار العملة المحلية.
أما ثاني الأسباب فتتمثل في العقدة التاريخية من أرمينيا، حيث لا تعترف تركيا بعمليات مذابح الأرمن ولا تنوي الاعتراف مستقبلًا، بينما ثالث الأسباب هو البحث عن دور إقليمي أوسع شرقًا، نظرًا للعزلة التي باتت تعاني منها أنقرة جراء سياساتها في شرق المتوسط وليبيا.
أما رابع الأسباب فكان تأمين الحصول على الامدادات من النفط والغاز، حيث تعد أذربيجان ضمن أول ثلاثة دول تورد الطاقة الهيدروكربونية لأنقرة، كما تعتمد عليها الأخيرة في تقليل الاعتماد على مورد الطاقة الروسي.
بينما خامس الأسباب الضغط على روسيا، تسعي أنقرة لامتلاك أوراق ضغط متعددة على الجانب الروسي الذي باتت تشتبك معه في أكثر من ميدان شمال غرب سوريا – غرب ليبيا – أوكرانيا.
الكاتب
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال