بـ100وش .. النهايات الأخلاقية لإرضاء المجتمع
-
سمعة
كاتب نجم جديد
دوما ما تكون الأعمال الدرامية المتعلقة بعمليات نصب وسرقة وبخاصة التي تكون فيها عصابات، قريبة من المشاهدين، تجعلهم يندمجون معها ويحققون طموحاتهم. حتى لو خيالية وبالنصب والسرقة، والأمثلة عديدة أفلام مثل “عصابة حمادة وتوتو” أو “أوشن 11”.. هذه الأعمال تلقى رواجا كبيرا بين المشاهدين لأنها تداعب منطقة الثراء السريع وتحقيق كل الأحلام.
لا يختلف الأمر كثيرا مع مسلسل ” بـ 100 وش “، المسلسل حقق شعبية كبيرة وانخرط المشاهدون معه لأسباب كثيرة أوردناها سابقا في المقال التالي:
مع أطيب الأمنيات بالنجاح للعصابة.. كيف خدم الإيقاع البطيء مسلسل “ بـ 100 وش ”؟
هذا الاندماج والانخراط جعل العديدين يترقبون نهاية المسلسل، وبخاصة وأن الأعمال الدرامية التي تتحدث عن السرقة والاحتيال والنصب تنتهي دوما بالقبض على أفرادها أو نهاية أخلاقية توعوية معناها أن الشر لا يفيد.
نهاية مرضية
جاءت النهاية مختلفة قليلا عن هذا السياق ولكن ليس بشكل كامل، ولأن مخرجة العمال وكتابه كانوا على وعي كامل بأدواتهم وبشخصياتهم، فهم صنعوا نهاية للمسلسل يمكنها أن تصنف أنها أخلاقية ولكن من غير أن يتم القبض على أفراد العصابة، وهو حل يرضي جميع الأطراف ولأسباب رقابية نتفهمها على الرغم من عدم تماشيها مع سياق الأحداث بنسبة كبيرة.
المسلسل المثير للجدل وصاحب الشعبية الجارفة لدرجة أن يكون له محبين ويصنع له أكثر من صفحة ومجموعة على مواقع التواصل الاجتماعي وجميعهم يتمنون الفوز لأفراد العصابة، بل أن عدد كبير من المشاهدين -منهم صاحب هذه السطور- كانوا متوترين للغاية مع عرض الحلقتين الأخيرتين، ويتمنون النجاح للعصابة والخروج من مأزقهم.
هذا النجاح المبهر للمسلسل جعله واحدا من أهم مسلسلات وسباق الدراما الرمضانية هذا العام، ويقدم العديد من الأوجه المبشرة تمثيليا وكتابيا، مع أهمية مخرجة كبيرة مثل كاملة أبو ذي، متمكنة من أدواتها بشكل كبير، وقادرة على السيطرة على فريقها بالكامل.
لا يمكن أن ننسى دور السيناريو المحكم جيدا بثنائي الكتابة عمرو الدالي وأحمد وائل، الذين اعتمدا على كتابة مواقف محكمة وكوميديا حقيقية نابعة من طبيعة الشخصيات وعلاقتها، وغير معتمدة على الأفيه.
الكاتب
-
سمعة
كاتب نجم جديد