بوكاهونتاس.. قصص مذابح واغتصابات تصور بعض أحلك اللحظات في التاريخ

يُعتز بـ أسطورة بوكاهونتاس والمستكشف جون سميث، كواحدة من أكثر قصص الحب المؤثرة في التاريخ، المشكلة الوحيدة هي أن أيًا من أحداث هذه القصة ليس صحيحًا، فالقصة الحقيقية لبوكاهونتاس هي  قصة مؤلمة بها العديد من المذابح والاغتصاب والإبادة الجماعية، قصة تصور بعض أحلك اللحظات في التاريخ الأمريكي.

والد بوكاهونتاس ارتكب الإبادة الجماعية

كان والد بوكاهونتاس الزعيم بوهاتان، رجلًا قويًا ومحاربًا عظيمًا، قاد اتحادًا يضم 30 قبيلة و 15000 شخصًا، امتدوا عبر منطقة فيرجينيا الحديثة، وقبل عام من وصول جون سميث، تنبأ كهنة بوهاتان بأن أمة ستنشأ من خليج تشيسابيك ستضع نهاية لإمبراطوريته، في ذلك الوقت، كان هناك قبيلة صغيرة فقط عدد أفرادها يتراوح من 300 إلى 400 شخص، كانوا مسالمون للغاية، يعيشون حول خليج تشيسابيك في هدوء، وافترض بوهاتان أن النبوءة كانت تحذيرًا منهم، لذلك جمع هو وقبائله الثلاثين كل رجل وامرأة وطفل في قبيلة تشيسابيك وقتلهم بشكل بشع، وعندما وصل جون سميث لأول مرة إلى أمريكا، هبط في خليج تشيسابيك، ومع ذلك، فإن قبيلة تشيسابيك نفسها، التي أعطت الخليج اسمها، لم تكن موجودة.

بوكاهونتاس وجون سميث لم يعيشا قصة حب

عندما التقت بوكاهونتاس بجون سميث لأول مرة، كانت تبلغ من العمر 11 عامًا، بينما كان جون سميث في الثامنة والعشرين، ولم تكن هناك أي علاقة عاطفية بينهما، كانت تلك قصة خيالية نشأت من قصة رواها سميث عن بوكاهونتاس التي أنقذت حياته، وذلك عندما كان بوهاتان قلقًا بشأن تعدي الأوروبيين على أراضيه، لذلك قام شقيقه أوبيكانكوف، بأسر سميث وأحضره إلى بوهاتان، الذي أمر بقطع رأس سميث، وفي تلك اللحظة التي كانت ستطير فيها رقبة سميث، ألقت بوكاهونتاس نفسها أمام قدمي والدها، وناشدته أن يترك سميث يرحل، وتمت إعادة كتابة تلك القصة لاحقًا على أنها قصة حب، لكنها في الحقيقة لم تكن شيئًا أكثر من التعاطف، حتى أن بعض المؤرخين اقترحوا أن سميث ربما يكون قد اختلق القصة للاستفادة من شعبية بوكاهونتاس مع الإنجليز.

جون راتكليف تعرض للسلخ والحرق وهو حي

بعد إصابة سميث في انفجار واضطراره إلى العودة إلى إنجلترا، أُوكلت المهمة لجون راتكليف، ولكنه دفع حياته مقابل تلك المهمة.

بعد رحيل سميث، توقف بوهاتان عن مشاركة المحاصيل مع المستوطنين، على أمل تجويعهم وفرض سيطرته مرة أخرى، وألقى المستوطنون باللوم على راتكليف واتهموه بالاحتفاظ بمخزون سري من الطعام لنفسه، وعندما أقنع راتكليف أخيرًا بوهاتان بمشاركة الذرة، اعتقد راتكليف أنه أنقذ شعبه، وتوقع أنهم سيقدرونه، ولكن بدلاً من ذلك، تعرض هو والرجال الذين ذهبوا لأخذ الذرة لكمين من قبل المحاربين القبليين، وقتل المحاربون كل الرجال باستثناء راتكليف، الذي تم تجريده من ملابسه، وربطه بشجرة ضخمة، وقتموا بحرقه وسلخ جلده ببطء شديد وهو على قيد الحياة!

اختطاف بوكاهونتاس واغتصابها

ألقى أوروبي يُدعى الكابتن أرغال القبض على بوكاهونتاس، وذلك على أمل أن يتمكن من مقايضة ابنة القائد بالسجناء والأسلحة، أرغال ذلك كان عبارة عن وحش في هيئة بني آدم، فهو كان قد قتل زوجته، وحاول ذبح ابنه الرضيع، ولكن أشفقت عليه امرأة غريبة وقامت بإخفائه، وعندما خطف بوكاهونتاس، نالت هي الأخرى نصيبها من تلك الوحشية، حيث اغتصبها بعنف عشرات المرات، ثم جرها إلى أوروبا، وتم تدريبها قسرًا على الثقافة والدين الأوروبيين، وفي محاولة لإنقاذ ابنته، خضع بوهاتان لمطالب أرغال، وأطلق سراح السجناء وأعاد الأسلحة المسروقة، وذلك على أمل رؤية ابنته على قيد الحياة مرة أخرى، لكن أرغال لم يحترم نصيبه من الصفقة، حيث رفض إرجاع بوكاهونتاس، وأبقاها تحت الأسر في أوروبا.

إقرأ أيضا

كتاتيب المسيحيين في مصر.. المسلمون كانوا يتعلمون بها