بيروبيجان الدولة اليهودية ومفتاح حل القضية الفلسطينية
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
في يوم 6 ديسمبر من عام 2017 خرج علينا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعلن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل ويأمر بنقل السفارة الامريكية على هناك، واعتقد أنني لا أحتاج إلى وصف مشاعر كل شخص مؤيد للقضية الفلسطينية ومؤمن بحق الفلسطينيين في أراضيهم المحتلة في هذه اللحظة، حالة غريبة من الصدمة والغضب الكبير وكأننا نحاكي لحظة توقيع وعد بلفور من جديد، ورغم رفض أغلب دول العالم وعلى رأسهم بالتأكيد الجانب الفلسطيني أصحاب الحق قراره بنقل السفارة واعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، لم يتوقف ترامب في العبث بمستقبل الفلسطينيين.
وفي شهر يناير 2020 خرج لنا معانق رئيس وزراء إسرائيل ليعرض لنا صفقة القرن التي أقل ما توصف به أنها صفقة العار مهدد الشعب الفلسطيني بأنه قد تكون هذه هي فرصتكم الأخيرة.
ولكن السؤال الأهم هنا، لماذا تحتل إسرائيل الأراضي الفلسطينية بهدف بناء دولة يهودية على الرغم من أن هذه الدولة موجودة بالفعل على أرض الواقع ويعيش بها اليهود.
جورج فلويد .. صرخة جديدة في وجه عنصرية الرجل الأبيض الأمريكي
على الأرجح سوف يصدم البعض عند قراءة الكلمات السابقة، ولكن هذه هي الحقيقية التي تتحدث بها السياسية البريطانية ميشيل رينوف منذ أعوام، ولا تتفاجئ عزيزي القارئ أن ما سوف تقرأه في الفقرات الآتية لم ينشر من قبل في وسائل الإعلام العربية على الرغم من أنه مفتاح حقيقي لحل القضية الفلسطينية التي راح ضحيتها آلاف الشهداء، فبعض الإعلامين يا عزيز خرج بعد إعلان صفقة القرن يدافع عن حنكة الرئيس ترامب، ولكن الذي يستحق التساؤل والتركيز الآن هي بيروبيجان دولة اليهود والحل الذي طرحته ميشيل رينوف.
هذا هو حل القضية الفلسطينية بحسب ميشيل رينوف
منذ أكثر من 10 أعوام بدأت السيدة البريطانية ميشيل رينوف الدفاع عن الخطة التي تتبناها لحل القضية الفلسطينية، حيث ترى رينوف أن السبب الرئيسي وراء صعوبة حل القضية الفلسطينية هو تشبث القائمين على دولة إسرائيل وكذلك الشعب باحقيتهم الأراضي الفلسطينية، ولكن الحقيقة بحسب ما تذكره رينوف، أن اليهود لديهم بالفعل دولة يعيشون فيها بسلام قبل احتلالهم للأراضي الفلسطينية، ولا ترى حتى أن النقاش حول هل كانت هناك دولة بالفعل تدعى فلسطين أم لا قبل إعلان دول الاحتلال في الأمم المتحدة في عام 1948 هو آمر لا يهم اليهود أو غيرهم، فالحقيقة الوحيدة التي علينا الوقوف أمامها، هو وجود دولة لليهود باسم بيروبيجان منذ عام ١٩٢٨ بدعم وتشجيع من يهود أمريكا أنفسهم ممثلين في هيئة كانت تضم في عضويتها عالم الفيزياء اليهودي أينشتاين والكاتب الأمريكي المعروف جولدنبرج.
حيث وقع اختيار القيادة السوفيتية في موسكو على منطقة بيروبيجان شرق سيبيريا لتكون مكاناً لتوطين اليهود في المنطقة سواء السوفييت منهم أو اليهود القادمين من الخارج والذين كانوا يحصلون على الجنسية السوفيتية بمجرد توطينهم، وكان هدف ستالين من هذا المشروع هو حل المسألة اليهودية في الاتحاد السوفيتي عبر زيادة تكييف اليهود مع النظام الجديد، وبالمقابل إحباط الدعايات الصهيونية المعادية للسوفييت وكسب تأييد اليهود غير الصهاينة، بالإضافة إلى زيادة الكثافة السكانية في هذه المنطقة الحدودية بين الاتحاد السوفيتي والصين.
وعلى الرغم من أن اليهود حصلوا على دولتهم في بيروبيجان بشكل سلمي تمامًا وأنها منطقة ذاتية الحكم ويمكنهم العيش هناك في سلام-وهذا ما تقترحه رينوف- إلا أن أغلب الشباب الإسرائيلي لا يعلم أي شيء عن هذه الدولة أو ما يحدث عليها، حتى أنه عندما تم سؤال رئيس وزراء دولة الاحتلال نتنياهو بشكل مباشر عن بيروبيجان، زعم أن تلك الجمهورية تعتبر رمزا من رموز العهد الستاليني الذي اتسم باللاسامية.
بيروبيجان
تقع بيروبيجان على بعد 5000 كيلومتر شرق العاصمة الروسية موسكو، وعلى الرغم من أنه تأسست في عام 1928 لتكون وطنًأ لليهود، إلا أن نسبة اليهود الذين يعيشون بها الآن لا يتخطون 2% رغم أن تلك الجمهورية شكلت ملاذا آمنا لليهود وما زالت، لذلك هاجر إليها الكثيرين من خارج الاتحاد السوفياتي ووجدوا فيها الأمن والأمان والسلام وكان ممكن أن تتواصل الهجرة لها لولا أن ظهرت الحركة الصهيونية العنصرية وظهرت معها فكرة الاستيلاء على أرض الشعب الفلسطيني، والمدهش أن اللغة الأكثر انتشارًا في دولة (أوبلاست) أو كما تعرف باسم عاصمتها بيروبيجان هي الـ (يديش) وهي اللغة الخاصة بيهود أوروبا.
ورغم وجاهة الحل الذي طرحته السيدة رينوف منذ أعوام، إلا أن هناك تواطئوا كبير في إخفاء أمر بيروبيجان عن الشباب الفلسطيني والإسرائيلي أيضًا، ولكن في رأي أنه مهما كانت الحقائق التاريخية فبالتأكيد أن المغتصب لا يريد سماع اتهامه هو فقط يريد الداعمين لفعلته وهو ما قدمه ترامب على طبق من ذهب لدولة الاحتلال.
الكاتب
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال