592 مشاهدة
بيزنس كورونا وحلم الثراء الفاحش
-
سمر عبد الله
كاتب نجم جديد
ثلاثة شهور هي عمر أزمة انتشار فيروس كورونا في مصر، حيث صاحبه إجراءات وقائية كثيرة لحماية المواطنين من انتشار الفيروس أو انتقاله من شخص لآخر، كان ضمن الإجراءات الوقائية ارتداء الكمامة بشكل إجباري في وسائل المواصلات العامة والمصالح الحكومية المختلفة، وفي أماكن العمل أيضا، كما اضطرت المؤسسات المختلفة إلى تعقيم الأماكن بكحول 70 بالمئة، ما جعل أكثر سلعتين يقبل المواطن عليهما هما الكمامة والكحول، وبعد الطلب الكثير عليهم أصبحوا غير موجودين في أغلب الصيدليات والعثور عليهم بمثابة حلم.
قرر عدد كبير من المواطنين عمل بيزنس في الكمامات والكحول، سعيا وراء حلم “الثراء السريع”، فسرعان ما انتشرت الكمامات بعدما تم تعطيش السوق من الكمامات والكحول، ليسوّق كل شخص الكمامات على طريقته الخاصة.
“التسويق عبر الواتس اب”
رسالة صوتية يتم إرسالها لجميع الأرقام، تحتوي على عرض مغري لا يمكنك مقاوته، حيث تقول الرسالة: “الكمامة دي سعرها 3 جنيه جملة بيعها ب4 جنيه وخد الجنيه ليك مع كل كمامة.. ولو عرفت تبيع نص مليون كمامة هيطلعلك ربح جنيه في كل كمامة”، ما يجعل المواطن البسيط الذي يحصل على قوت يومه بالكاد يسارع في بيع وتسويق الكمامات، إلا أنه في الغالب لا يبيع كمية كبيرة، بل يبيع عدد بسيط يحصل من خلاله على عدة آلاف بعدما كان يرغب في الحصول على ملايين الجنيهات.
“محمد. ج”، أحد الشباب الذين خاضوا هذه التجربة وعلم بها من خلال الواتساب عبر صديقه الذي يعمل في إحدى شركات الأدوية، وبالفعل نجح محمد في بيع الكمامات بسعر 3 جنيهات ونصف إلى صيدليات شارعهم، وربح من خلالها أموالا كثيرة لم يكن يحلم بتحصيلها سوى بعد سنوات من العمل، قائلا: “المشروع شدني وكنت في الأول شاكك إني هقدر أعمل ده لكن دلوقت بقيت اقدر أعرض واللي استفدته إن التجارة مربحة”.
“التسويق عبر فيس بوك”
ربات المنزل لم يقفن مكتوفي الأيدي أمام عروض الكمامات، حيث قامت عدد كبير من السيدات بشراء كمامات جملة من خلال وسيط في شركة أدوية وتم بيعها بزيادة جنيه واحد على كل كمامة، ولأن كيد النساء قادر على فعل المستحيل، سوقت ربات المنزل الكمامات على جروبات النساء المختلفة.
تقول “عايدة. و”، إحدى ربات المنزل التي قررت الإفصاح عن تجربتها للميزان، إنها أخذت الكمامات بالجملة وقررت فعل شيء مختلف بها لتحقيق حلم الثراء السريع، حيث أحضرت مواد للتزيين مثل الترتر ووضعتها على الكمامة وجعلت شكلها يلائم الفتيات المراهقات اللاتي يبحثن عن المظهر أكثر من الصحة، قائلة: “بدأت مشروع الكمامات ب10 قطع ودلوقت بقيت بوزع عن طريق جروبات الستات وبيشتروا مني كتير.. التجارة لا عيب ولا حرام”
لم يكن الكحول بمعزل عن كل ما يحدث، بل ازداد الإقبال عليه حتى أصبح غير موجود في أغلب الصيدليات، إلا أن البعض قام بتخزينه منذ ظهور أزمة الصين وأصبح يبيعه بأضعاف أضعاف سعره، فرغم أن زجاجة الكحول كانت تباع ب10 جنيهات، إلا أن مخزني الكحول باعوه ب20 جنيه للزجاجة الواحدة.
يبدو أن حلم الثراء السريع لم يكتمل، فرغم خوض هؤلاء لتجربة التجارة السريعة و بيزنس استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق أغراضهم، جاءت وزارتي الإنتاج الحربي والتضامن لتنهي أحلام محتكري السلع، حيث ضخت وزارة الإنتاج الحربي كميات كبيرة من الكحول والكمامات في الأسواق وعبر عدة منافذ، ما قطع الطريق على الذين قرروا عمل بيزنس واستغلال الأزمة والتجارة بأرواح الناس، فيما أنتجت وزارة التضامن الكمامة القماشية التي يمكن ارتداؤها أكثر من مرة، بل وطرحتها على بطاقات التموين كي يسهل لكل مواطن الحصول عليها.
الكاتب
-
سمر عبد الله
كاتب نجم جديد
الوسوم
ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide