همتك نعدل الكفة
334   مشاهدة  

بين السلفية والمتصوفة .. كيف يكون الدين الصحيح ؟

بين السلفية والمتصوفة
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



إذا تأملنا واقعنا المعاصر نجد أن الكثير يكفر المتصوفة نظرًا لشطاحاتهم وخروجهم عن صحيح الدين هذه الصورة الظاهرة ساهم في بلورتها التيار السلفي المعاصر.

وإذا تأملنا الواقع على حقيقته ظاهرًا وباطنًا نجد أن تلك التيارات السلفية في شتى صورها هي التيارات الدينية المتطرفة، التي ساهمت بصورة أو بأخرى بما يسمى الإرهاب الإسلامي” الإسلاموفوبيا “.

وعن تطرف التيارات السلفية فهو أمر واضح العامة قبل الخاصة ويتمثل في وجوه عدة أبرزها التفسير الجامد للدين بعيدا عن روحه أو جوهرة وكأن الدين فرياء أو رياضيات لا يتحمل المرونة، ومن ثم لا تستطع فهم الحكم الديني لا في سياقه ولا في غيره وهذا ما يجعل الغالبية الآن تنفر من الدين كونهم يروا أن الدين سلطة مهيمنة على الإنسان كما رسخت تلك التيارات.

تلك العقيدة المصطنعة التي حاولوا فيها احتكار الدين فهما وتفسيرا بل وحكما جعلت من أولئك التابعين أدوات لكافة أنواع العنف ناعم وغير ناعم بل وصل الأمر كما هو ظاهر إلى التكفير والتدمير وفقدان الهُوِيَّة، بالإضافة إلى تبعات أخرى ممثلا اقتران الإسلام بالإرهاب في العالم الغربي المتحضر هذا الإرهاب ناتج عن بعض المسلمين وليس الإسلام في ذاته ولكن في النهاية مصدره العالم الإسلامي، ونعود ونلوم أنفسنا على حالة التغيب الديني  الذي نعيشها في مجتمعاتنا نحصره فقط في قضايا حسمت من ألف سنة.

وعلى النقيض ظهور التصوف الإسلامي، ويعدّ من أهم التيارات التي تواجه التيار السلفي، لكن ما التصوف هل التصوف ما ترسخ في الصورة النمطية الشعبية أم التصوف باعتباره تجربه روحي. وروحانية تتجاوز التدين الظاهري
أما قولنا بأن التصوف الإسلامي هو أحد السبل.

التصوف حقيقة هو تلك الطريقة التي تسعى لتهذيب النفس خلقًا ترتقي بالروح والنفس حسب الأحوال والمقام، يصعب فهم هذا التحلي سوا برموز تحتاج إلى التدريب الطويل.

التصوف حركات روحية 

والتصوف الإسلامي كحركة روحية مر بمراحل عدّة، أولها حركة الزهد في القرن الأول الهجري مع الزهاد الأوائل من أمثال الحسن البصري؛ وتطورت هذه الحركة وتعمقت لتعبر عن نفسها في القرنين الثاني والثالث الهجريين في الحب الإلهي عند متصوفة من أمثال رابعة العدوية، وفي حالة البقاء والفناء في الله عندا الجنيد والحلاج.
ثم انتقلت حركة التصوف في القرنين الرابع والخامس إلى ما يُعرَف بالتصوف السني،  التي تمثلت أعظم صوره عند الإمام أبي حامد الغزالي؛ إلى أن بلغ التصوف أعمق مراحله في القرنين السادس والسابع فيما يُعرف بالتصوف الفلسفي ، التي امتزجت فيه الاستبصارات الصوفية بالنظرات الفلسفية، وهو التصوف الذي يعد محيي الدين ابن العربي أعظم ممثليه. ومنذ ذلك الحين نشأ ما يعرف بالطرق الصوفية التي انتشرت في العالم الإسلامي وتطورت عبر الزمان حتى يومنا هذا.
وواجهت حركات التصوف في الإسلام التطرف الديني الذي ارتبط بالسلفين عن طريق الفنون فارتبط الصوفية بالأدب شعرًا ونثرا، كما ارتبطوا ببعض الفنون الأخرى كالرقص التعبدي الذي يصاحبه الفناء على إيقاعات موسيقية معينة، ربما تلك الرقصات التعبدية لم تكن حكرا على حركات التصوف الإسلامي بل امتدت الديانات أخرى حتى ولو كانت ديانات وضعية.

إقرأ أيضا
الذين ضربوا السايب

والتصوف في جوهرة تجرِبة روحية عميقة غير تلك الحركات الشعبية المنتشرة من دروس وزندقة فالنص ف مدخل التسامح بين الأديان يسعى للارتقاء بالنفس الإنسانية والسمو بالأخلاق، وهذا يصدق التصوف الإسلامي مثلما يصدق غيره.

الكاتب

  • المتصوفة مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان