همتك نعدل الكفة
176   مشاهدة  

بين باب الحديد والجوكر .. المرفوضون إجتماعيًا بعيون سينمائية

الشخصية المرفوضة إجتماعيًا


تلك الشخصية المرفوضة إجتماعيًا ، المعرضة دومًا للتنمر بكل خطوة تخطوها في الحياة .. كانت هي الفكرة المشتركة التي جمعت شخصيتي كل من فيلم (باب الحديد) و (الجوكر) واللافت بأن الفيلمين تناولا نفس منهج إنتقام البطل في النهاية معلنًا إنتصاره على الجميع.

عام 1958 تم عرض الفيلم السينمائي (باب الحديد) والذي قام ببطولته وإخراجه يوسف شاهين والذي يعد أول فيلم سينمائي عربي يناقش أزمة المرض النفسي والكبت الجنسي ، فشخصية (قناوي) ذلك الشاب البسيط والذي يعمل داخل محطة القطار والمصاب في إحدى قدميه ذلك الأمر الذي يجعله عرضة للتنمر بشكل متواصل ممن حوله الأمر الذي جعله يشعر دومًا بأنه أقل منهم كما أنه شخص محروم من عاطفة الحب أو الإرتباط بأي علاقة عاطفية حتى يحب إحدى البائعات في المحطة ويسعى بالفعل للزواج منها ولكنها ترفض وخلال بعض الجمل خلال الفيلم تتنمر عليه بالفعل وتسخر من إعاقته ومن هنا يقرر الإنتقام منها وقتلها.

وبعد مرور ستون عامًا وفي عام 2019 يتم عرض الفيلم الأمريكي (الجوكر) من بطولة خواكين فينيكس والذي تناول حياة شاب يعمل مهرجًا ومصاب بمرض نفسي يجعله يضحك بشكل مستمر بدون سبب واضح مما يعرضه لعدد من حالات التنمر والإضطهاد سواء في عمله أو المجتمع المحيط به بشكل عام ، وتزداد حالته سوءًا مع توقف إحدى الجمعيات التي كانت تعالجه عن العمل كما يتم فصله أيضًا من وظيفته دون أن يقترف شيئًا، ويأتي الحادث الذي يغيري مجرى حياته ويعلن من خلاله عن رفضه للمجتمع بشكل عام حينما يرى مجموعة من الشباب من طبقة إجتماعية أعلى منه يتحرشون بإحدى الفتيات وحينها يصاب بحالة ضحك متواصلة فيقرر الشباب الإعتداء عليه وحينها يكن قراره بالإنتقام وقتلهم، وتستمر أحداث الفيلم معلنة عن تفاقم فكرة الإنتقام لدى البطل حتى يقرر قتل زميله بوظيفته السابقة وقتل أحد أشهر المذيعين والذي كان يراه في يوم ما مثله الأعلى ليعلن من خلال تنفيذه تلك الجرائم عن نفسه لكي يشعر المجتمع به وبوجوده.

وجاء القاسم المشترك بين الفيلمين من خلال شخصيتهما الرئيسيتين هو سعيهما لجعل المجتمع سواء العام أو القريب منهما بالإعتراف بهما ويشعرون بوجودهما ، فشخصية (قناوي) يقرر الإنتقام لكي تشعر (هنومة) والتي أحبها وقررت الزواج من غيره من صدق مشاعره تجاهها وتمسكه بها، فيما سعى (الجوكر) لتنفيذ جرائمه حتى يعترف المجتمع به ويشعر بوجوده ووجود من هم مثله ، فيما تشابه بأن جاء بطلا الفيلمان من الطبقى العظمى في أي مجتمع تلك الطبقة التي تسعى دومًا لأن تجد لها مكانًا في الحياة، وجاء الرقص مشتركًا بينهما في التعبير عن حالة إنتصارهم.

وتجردًا من أي إعتبارات سينمائية أو فنية وعلى الرغم من تقدم الحضارة وبأننا نعيش في القرن الحادي والعشرين إلا أنه منذ عام 1958 وقت عرض فيلم (باب الحديد) وعلى مدار ستون عامًا حتى عرض فيلم (الجوكر) لم يتطور الإنسان أو تفكيره ومازالت الإنسانية تفتقر لتقبل الإختلاف فيما بينهم.

 

إقرأ أيضاً

إقرأ أيضا
دار الفطرة

مسلسل بين السما والأرض وفلسفة الكشف عن الشخصيات

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان