بينوكيو .. المائدة الخشبية التي تحولت إلى أهم شخصيات ديزني
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
بينوكيو .. الطفل الخشبي الذي دبّت فيه الروح وأصبح متحركًا .. بينوكيو الشخصية ذات طبيعة خاصة جدًا بين شخصيات عالم الطفولة الخيالية، وعلى الرغم من إنها شخصية طفل من خشب اتسمت ببساطة الفكرة وعدم التكلف في الخيال .. لكنها كانت مسار حديث العالم لسنوات وربما حتى الآن !
فينما كان “أنطونيو” النجار المسن ذو الأنف الأحمر الشبيه بثمرة “الكريز” يمسك بقطعة من الخشب ليحولها بقدومه إلى ساق لمائدته الصغيرة صرخت قطعة الخشب من الألم ، وأعطى “أنطونيو” صديقه “جيبتو” قطعة الخشب العجيبة ليحولها إلى “أراجوز” يطوف به البلاد يكتسب من اللعب به … ويصبح هذا “الأراجوز” العجيب صغيرًا شقيًا جدًا اسمه بينوكيو ! وينطلق ” بينوكيو ” في سلسلة طويلة من المغامرات الظريفة التي أصبحت معروفة تمامًا لأولاد العم . و”بينوكيو” هو أهم شخصية قدمها الإيطاليون إلى عالم الخيال وانتشرت عالميًا.
وقد ابتكر الكاتب الإيطالي “كارول لورنتزيني” الذي اشتهر باسم “كارول كوللودي” شخصية “بينوكيو” في كتاب بعنوان “مغامرات بينوكيو” نشر في سنة 1883 . ولقد نقلت هذه المغامرة إلى لغات كثيرة جدًا ، وأشهر ترجماتها العربية تلك التي تنشرها “دار المعارف” المصرية في سلسلتها “أولادنا” . وعرفت الشخصية طريقها إلى المسرح والسينما والتليفزيون ومطبوعات “الكوميكس” مرات لا يمكن حصرها في شتى بلدان العالم.
وأهم الأعمال السينمائية التي قامت على الشخصية فيلم الرسوم المتحركة “بينونكيو” الذي يعد من أهم ما أنتجت ستوديوهات “والت ديزني” والذي تعاون في إخراجه المخرجان “بن شاربستين” وهاميلتون لوسك” في سنة 1939 ، وهناك فيلم الرسوم المتحركة التليفزيونية المهم الذي يحمل نفس العنوان سنة 1976 ، من إخراج “رون فيلد” و “سيدني سميث” وهناك أعمال عديدة “للكوميكس” تقوم على شخصية بيونكيو كان أولها في الولايات المتحدة سنة 1940 .
كما حولت مجلة “تان تان” الفرنسية “بيونكيو” إلى إحدى شخصيات الخيال العلمي في مسلسل “بينوكيو في الفضاء” … وحول والت ديزني الشخصية إلى إحدى مسلسلاته في مجلات “الكوميكس” بشتى اللغات التي تصدر بها مجلاته . وفي سنة 1983 أقامت إيطاليا مهرجانًا قوميًا كبيرًا بمناسبة مرور قرن من الزمان على ظهور “بينوكيو” وكان منتزه بيونكيو التذكاري ، في قرية مبتكره “كارول كوللودي” بمقاطعة “توسكاني” حيث يفترض أن “الصبي الخشبي” قد عاش هناك جماهير غفيرة .
هامش :
هناك مشكلة كبيرة تواجه الشخصيات الخيالية بصفة عامة وشخصيات عالم الطفولة بصفة خاصة وهي “مشكلة” معروفة تتلخص أنه ينبغي على الشخصية الخيالية أن تظل إلى الأبد في المرحلة العمرية التي ظهرت فيها لأول مرة فيبقى “الطفل الخيالي” دائمًا “طفلًا ”
والشخصية الخيالية الوحيدة التي لا تعاني من هذه المشكلة هي شخصية “بيتربان” .. فهذه الشخصية بالتحديد حينما ابتكرها الكاتب الإنجليزي “جيه . إم . بيتربان” في بدايات القرن العشرين ، ومنذ بدايته ، كانت حبكة قصته أنه طفل لا ينمو أبدًا .
هامش 2020 :
اختارت شبكة “نتفلكس” للمحتوى الترفيهي طاقم عمل فيلم بينوكيو ليكون هو نفسه المسئول عن صناعة فيلم الموسيقى التي تعزم الشبكة على إنتاجه ” بينوكيو ” .. ستظل شخصية بينوكيو أحد أهم وأكثر شخصيات عالم الأطفال ديزني إنتاجًا ، وربما أكثرها عبقرية .
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال