تأملات في كلمة المندوب السامي القُرَشِي 04 .. الغزوة الشهرية
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
الحلقة اللي فاتت استعرضنا الإجابات على 3 أسئلة
- هل المؤرخين وعلماء الحضارات مادرسوش الدولة الإسلامية؟
- هل فعلًا صعود العرب-المسلمين استعصى على التفسير؟
- هل صعودهم كان غير خاضع لحسبة القوة والمال والسلاح والحروب؟
وأجلنا الإجابة على أخر سؤالين للحلقة دي
- هل “الفاتحين” التزموا بالتعليمات المنسوبة للنبي: “أيها الناس! لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية”.
- طب هل أصلا الكلام ده يتماشى والأداء العسكري للنبي نفسه؟
إجابة سريعة
مسألة أن “الفاتحين” العرب-المسلمين مالتزموش بتعليمات النبي أمر مش محتاج كلام كتير، كفاية نرجع للتفاصيل الحرب الأهلية المعروفة تراثيًا باسم الفتنة الكبرى. الناس دي قتلت بعضها بطرق وحشية ومثلوا بجثث بعض، ووصل الأمر إلى نبش القبور والانتقام من رفات الموتى.
ويمكن مراجعة الحلقة الأولى عشان نفتكر كم لا بأس به من التصرفات والأفعال اللي مالهاش أدنى علاقة بالتعليمات المنسوبة للنبي بتجنب القتال.
وبالعقل أساسا.. ناس بيتجنبوا القتال دولتهم هتتوسع وتسقط دول تانية أزاي؟، ما أنت لو بتتجنب القتال هتفضل قاعد مكانك كافي خيرك شرك، بالكتير أوي هتخش كام حرب على أرضك للدفاع عن نفسك.
تعالوا بقى ع الأهم.. هل النبي نفسه كان ماشي بالقاعدة دي ولا لأ؟
حي على الجهاد
حسب السردية العربية-الإسلامية، المسلمين وبمجرد استقرارهم في يثرب جعلوها نقطة انطلاق لحملات قطع الطريق على القوافل التجارية القرشية، صحيح أول معركة كبيرة كانت غزوة بدر سنة 2هـ، بس كان فيه غزوات والسرايا قبل بدر خلال السنة الأولى من الهجرة.
الهجمات على القوافل حتى ولو مانجحتش هتعود بالضرر على قريش، لأن مكانتها واقتصادها وكل حاجة قايمة على تأمينهم لطرق التجارة، بالتالي تعدد الهجوم على القوافل نتيجته لازم هتكون الحرب.. إن عاجلًا أو أجلًا.
الغزوة الشهرية
عاش النبي في يثرب حوالي عشر سنين، وحسب كتاب المغازي للوقادي.. قاد بنفسه خلال الفترة دي حوالي عشرين غزوة وبعت حوالي 100 سرية تهاجم أعداء ما، يعني بنتكلم في حوالي 120 حرب على مدار 10 سنين.. بإيقاع حرب كل شهر.
120 مرة خلال 10 سنين كان “القتال ضرورة مفروضة” على المسلمين الأوائل، بس العجيب إنه باستعراض أماكن الغزوات والسرايا دي كلها هنلاقي أن أغلبها كانت على ملعب الخصم.. ونادرًا ما كان المسلمين بيحاربوا دفاعا عن مكانهم في المدينة.
عادة بيتقال أن الهدف كان نشر الدعوة.. وأن الحرب سببها رفض السماح للمسلمين بالدعوة للإسلام، فكان المسمين الأوائل بيلاقوا نفسهم مضطرين يحاربوا تنفيذا لأمر الله بنشر الدين بكل الوسائل. بس في الواقع ده كلام مش منطقي والعرب كانوا خارجين يدوروا على الحرب.
مثال توضيحي
في أحد العمارات السكنية التخيلية.. رجل1 خبط على شقة رجل2.. ولما فتح له الباب دار بينهم الحوار التالي:
رجل1: ياريت تسمحلي أدخل شقتك وأقعد مع أسرتك أحاول أقنعهم يسيبوا دينكم ويخشوا ديني.
رجل2: موافق.. بس أنا كمان هاعمل نفس الموضوع مع أسرتك.
رجل1: لأ متشكرين منك.. دينا هو الدين الصحيح وأنا وأسرتي زي الفل ومش محتاجين دينك.
رجل2: إحنا كمان دينا عاجبنا ومش عايزين دعوة من حد.
وحاول يقفل باب بيته.. بس رجل1 دب رجله فحلق الباب وأردف قائلًا
رجل1: أنت كده بتمنعني أنفذ أمر ربي بتوصيل كلمته للناس.. فآسف مضطر أحاربك.
بكده يبقى تم الإجابة ع الأسئلة الخمسة والحلقة الجاية هنخش على مقطع جديد من كلمة المندوب السامي القرشي.
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال