تاريخ البعثات الفنية المصرية بالخارج .. أو كيف بدأ الفن المصري؟

يتعجّب البعض أحيانًا من فارق المستوى الكبير بين فنانين الأمس واليوم، حين كانت الصورة والكاميرا والألوان محدودة للغاية لكنط ترى فنانًا يستطيع أن يحرك تقاسيم وجهه فيصيبك بالفرح ويقبضها فيصيبك بالحزن ويرتعش قلبك .. فنان وجهه ليس قطعة من الجبس الجاف القاتمة، ولا يعتمد على الصراخ بصوت عالي ومحشرج كي يظهر قدراته التمثيلية .. فارق المستوى الكبير الذي لا ينم عن تطور كبير في أدوات الصناعة وظهور عدد كبير من المحترفين في صناعة الصورة، والكادر، والجرافيك، والأفيش، والموسيقى التصويرية، والمونتاج، والتسويق الشامل على جميع المنصات وبرغم كل ذلك فإنك بالكاد تلتقط مشهدًا أو اثنين على الأكثر فيه من التمثيل ما يجعلك (متكيف) ولا تشعر بضياع وقتك أمام التليفزيون أن شاشة الموبايل أو الساعتين اللاتي تصحب فيهم أفراد أسرتك لتدخل قاعة السينما .. وفي هذا التعجب سببًا كافيًا أن يبطله للأبد .. حيث كان الفنان المصري يُبعث للخارج فترة زمنية يتعلم فيها التمثيل وأصوله .. فترة يدخل فيها بمعية المسرح الإنجليزي وأساتذته والأكادميين المتخصصين في صناعته ليشرب الصنعة شرباً، ويعود إلى مصر بدماغ مشحون عن آخره، بمادة علمية قادر على تمصريها فيخرج الإبداع مصريًا فيرفع ذوق الجمهور لأعلاه، وتختفي في مقابله البضاعة الفنية الرديئة .. وفي هذا كانت الأخبار تتواتر عن البعثات الفنية في مختلف الصحف والمجلات المصرية منذ 1904 .. وهذه مجموعة من الفقرات الخبرية عن الفن المصري  التي استحوذت على اهتمام الرأي العام المصري منذ مائة عام وأكثر.

أول بعثة مصرية بالخارج

من المنتظر أن يسافر أفراد البعثة الفنية الأولى للسينما إلى البلاد التي سيتلقى كل منهم دروسه الفنية فيها في أوائل أغسطس المقبل بعد أن يوافق البرلمان على ميزانية الدولة .. ولقد سبق للحكومة أن أوفدت بعثات فنية للتخصص في الفنون المسرحية، وكان أول مصري سافر إلى أوروبا في بعثة رسمية هو الأستاذ جورج الأبيض بك الذي سافر إلى فرنسا عام 1904 مبعوثًا من الخديوي عباس حلمي الثاني .

البعثات المصرية إلى مسرح كوميدي فرانسيز

وفي عام 1925 سافر الأستاذ زكي طليمات في بعثة حكومية إلى فرنسا، حيث يلتحق بمسرح الكوميدي فرانسيز لدراسة الإخراج المسرحي وفن الإلقاء .. أما البعثة الثالثة فكانت في سنة 1937، وكانت مكونة من الأستاذ سراج منير وفتوح نشاطي لدراسة الإخراج المسرحي .. ثم أوفدت الحكومة الأستاذ صالح الشيتي لتدريس فن الديكور والملابس وفي سنة 1938 أرسلت الحكومة الأستاذة عباس يونس ومحمود السباع وحلمي محمد توفيق وعبد العليم خطاب ليدرسوا التمثيل في مسارح لندن وقد عادوا قبل إتمام دراستهم بسبب قيام الحرب .

 أول فنانة مصرية تطير إلى أوروبا 

إقرأ أيضا

رجل يعاني من “متلازمة الوجه الشيطاني” النادرة التي تشوه وجوه الناس

وكانت أول فتاة مصرية سافرت إلى أوروبا لدراسة فنون التمثيل هي الآنسة سامية فهمي الممثلة بالفرقة المصرية، وقد قضت هناك أكثر من ستة أشهر وعادت قبل أن تتم دراستها .. أما البعثة الفنية الأخيرة فهي البعثة التي أرسلها معهد التمثيل العالي عام 1948، وهي مكونة من الأستاذين نبيل الألفي وحمدي غيث، وما زالا في باريس يدرسان الإخراج والتمثيل المسرحي .