تاريخ السف على الأغاني
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
انتهي تريند “انتش واجرى” كغيره من الترندات الوقتية على مواقع التواصل الإجتماعي، لكن من حسناته الوحيدة أنه فتح الباب كي نعود للوراء قليلًا ونبحث في تاريخ السخرية والقلش على الأغاني المصرية.
لن أتحدث عن أغاني المحاكاة الساخرة “Parody” التي قدمها بعض المونولجستات الكبار مثل “شكوكو ، اسماعيل ياسين، ثريا حلمى، لبلبة” ولكن اتحدث عن استخدام الأغنية في اسكتش أو موقف كوميدي داخل عمل فني وكيف نجح هذا الاسكتش في ربط بعض الأغاني لا اراديًا مع الجمهور بتلك المواقف فعندما يستمع إلى أغنية ما على الفور يتذكر هذا الموقف الكوميدي.
“سمير غانم”
على رأس قائمة الساخرين من الأغاني يأتي زعيم الارتجال المسرحي “سمير غانم” الذي يعتبر مخترع الترندات الفنية قبل أن يظهر لفظ تريند من الأساس.
في مسرحية “موسيقا في الحي الشرقي” يقدم سمير غانم مشهدًا كاملًا يسخر فيه من بعض الأغاني مثل “زي الهوا” لعبد الحليم حافظ، “ماشربش الشاي” لـ ليلى نظمي، “وأشرح لها” لـ فهد بلان” ثم يختمها بالألشة الأعظم في المسرحية على أغنية “بيت العز” لفايزة أحمد التي حولها إلى “بيت العز الدين الحسيني يا بيتنا”.
لم يتوقف سمير غانم عن الألش والسخرية من الأغاني على مدار مسرحياته لكن تظل السخرية الأكثر رسوخًا في ذاكرة الجمهور والتي تتذكرها على الفور في دور “أحب أشوفك كل يوم” للمطرب الكبير محمد عبد الوهاب حيث سخر منها مرتان الأولى في مسرحية أهلا يا دكتور والافيه الشهير “عندك عبد الوهاب في الطحال يا حسنين” والثانية في “أخويا هايص وأنا لايص” في مقطع “محلاها يا وعدي” هذا المشهد الذي كان يرتدي فيه ملابس سيدة وفجر كمية ضخك لا مثيل لها.
“سعيد صالح”
عندما تبدأ المطربة الكبيرة وردة في غناء كوبليه “وفي ليلة قابلوه كلموه” من أغنيتها الشهيرة “اسمعونى” يدخل على الفور في أذنك مرسي الزناتي “سعيد صالح” يجعلك تلقائيًا تكمل الأغنية بصوته “السح الدح امبو الواد طالع لابوه قال معرفوش ماشفتوش” لم يكتفي الزناتي بذلك بل جعل أخر مقطع في الأغنية “يووه يووه هو في حد النهاردة بيفتكر” كلمة السر لواحدة من خططهم كطلبة في تطفيش المعلمة.
“نور الشريف”
يعبر شحاتة أبو كف “نور الشريف” عن فرحته البالغة بالاستحمام في المغطس “البانيو” لأول مرة بحياته وهو بخلاط المياه وكأنه هاتفًا ليغني رائعة شادية “مخاصمني بقاله مدة وفي مرة الشوق ناداني كلمني سمعت حسه وقفلت السكة تاني”.
“هنيدي”
استغل هنيدي نجاح اغنية “تترجى فيا” للمطرب ايهاب توفيق في مشهد كوميدي من فيلمه “جاءنا البيان التالي” حيث سخر بصوت “عفت الشربيني ” الفتاة اللعوب من مقطع “تترجى فيا – تبكي عليا”
لم يتوقف هنيدي عن السخرية من الأغاني فاستغل نجاح أغنية يوم ورا يوم في أن تكون الشفرة السرية التي سيقابل بها زعيم العصابة ابو موته في مشهد أصبح أيقونة فيلمه “فول الصين العظيم”.
“طلعت زكريا”
يجلس بيومي “طلعت زكريا” على النيل صحبة حبيبته فرنسا “عبلة كامل” في مشهد عاطفي ليسخر من أغنية “أنا ليك “للمطرب سامو زين في مقطع “انا طول ما انا جنبك يا حبيبي هيلا هوبا” ثم يعرج على أغنية “يوم ورا يوم” محاولًا تقليد الشاب مامي لترد عليه فرنسا وكأنها سميرة سعيد “اديني جيت حبيبي و ياريتني ما جيت”.
“علاء ولي الدين”
انتزع الممثل سامي سرحان نجومية متأخرة بعض الشئ ساهم في ذلك ظهور جيل المضحكين الجدد بقيادة هنيدي وعلاء ولي الدين، في فيلم “عبود ع الحدود” قام سامي سرحان بدور المطرب البلطجي صاحب الملهى الليلي حيث وقف يغني رائعة عبد الوهاب “قولي عملك إيه” ليرد عليه عبود “علاء ولي الدين” الذي يغني خلفه صحبة الكورال “شنبي” ليواصل سامي سرحان الغناء لينوع علاء ولي الدين ما بين “كتفي – رجلي”.
“محمد سعد”
يكسر محمد سعد الهالة الأسطورية التي تحيط بأغاني السيدة أم كلثوم و يعيد تقديم أغنية “حب ايه” في فيلمه الأيقوني “اللمبي” بشكل ساخر مع تغييرات في اللحن المدمج بداخله كلمات جديدة ساخرة ايضًا.
هكتب جواب وماتبقى لنا من مسيرة محمد ثروت
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال