تاريخ حركة أنتيفا التي حاربت هتلر وموسوليني وأخيرًا ترامب

 تخفي الحركات السياسية وراءها تاريخ طويل من الكفاح وتطور الأفكار والتحركات على مدار سنوات وجودها على الساحات السياسية والاجتماعية، وهذا ينطبق بالتأكيد على حركة أنتيفا التي اتهمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن أعضاءها هم الذين يقفون وراء عمليات الفوضى التي تشهدها عدد من الولايات الأمريكية على خلفية حادث قتل جورج فلويد على يد الشرطة.

بداية ظهور حركة أنتيفا

كان الظهور الأول لحركة أنتيفا في عام 1919 لمناهضة العنصرية والفاشية متزامن مع وصول الزعيم الإيطالي بينيتو موسوليني إلى الحكم عن حزب (الوطن الفاشي) وكانت الفكرة الأساسية من تكوين الحركة بشكل واضح هو مناهضة الفاشية، وانتشرت أفكار الحركة إلى أمريكا من خلال المهاجرين الإيطاليين ومنها إلى بلاد أخرى، ففي أعقاب الحرب العالمية الثانية شهدت حركة أنتيفا  نشاط واسع في ألمانيا لمناهضة الأفكار النازية، قبل أن تتسأل عزيزي القارئ عن كيفية وجود معارضين لهتلر أو موسوليني رغم فاشيتهم التي مازال يضرب بها المثال حتى الآن، إلا أن الحقيقة أنه منذ إنطلاق حركة أنتيفا وهي تتميز بالسرية التامة، فلم يعرف أحد هوية أعضائها.

وظهرت الحركة مرة أخرى بقوة في السبعينات لمواجهة ظهور حركة عنصرية في بريطانيا باسم (حليقي الرؤوس البيضاء) وانتشرت منها إلى دول أوروبا، وعرفت هذه الحركة إلى السامية البيضاء وإيمان بدنية الأشخاص من أصحاب الأصول المختلفة وخصوصًا ذوات الأصول الإفريقية.

مما كان السبب وراء في انتشار نشاط حركة أنتيفا في الولايات المتحدة، وبالفعل كانوا يقومون بمحاربة الجماعات العنصرية ومطاردتهم في كل مكان، ولكن التجمع الأقوى لحركة انتيفا في أمريكا موجود في مدينة مينيابوليس التي وقع بها حادث قتل جورج فلويد.

إيديولوجية الحركة ونشاطها

هي حركة يسارية أناركية (فوضوية) سرية لا يؤمن أعضاءها بالتكوين الهرمي لذلك ليس لها زعماء أو قادة، ولا يعرف أحد أعضاءها ويرجع ذلك إلى طبيعة نشاط الحركة التي لا يؤمن أعضاؤها بفكرة القيادة من الأساس، وهدفهم الرئيسي هو منع انتشار الأفكار اليمينية المتطرفة التي تعمل على استهداف الافراد المهمشين والأقليات العرقية، و يؤمنون بأن استخدام العنف مبرر بسبب مواقفهم التي ترى أنه إذا سمح للجماعات العنصرية أو الفاشية بالتنظيم بحرية، فإن “ذلك سيؤدي من دون شك إلى عنف ضد المجتمعات المهمشة“

ما علاقة ترامب بحركة أنتيفا؟

بدأت الحركة في إزدهارها بقوة وضم عدد أكبر من الأعضاء في عام 2016 وبالتحديد بعد وصول دونالد ترامب ( الذي يمثل اليمين) لحكم الولايات المتحدة، ولكن نشاط الحركة الواضح على الساحة السياسية كان في عام 2017، وذلك من خلال سلسلة من الأحداث مثل التعدي على أحد الأعضاء اليمنيين المتطرفين، ونجاح الحركة في إلغاء فعالية لليمين المتطرف في جامعة كاليفورنيا، وظهر دور حركة أنتيفا بقوة في الاحتجاجات التي يشهدها الشارع الأمريكي على خلفية حادث مقتل جورج فلويد، مما جعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتهمهم بأنهم يقفون خلف أعمال الشغب التي تحدث.

إقرأ أيضا

أعداء الحياة .. كيف غيّر الاحتلال خريطة المياه في غزة؟

ويعرف أعضاء جماعة أنتيفا بارتدائهم الملابس السوداء، ووجوههم الملثمة.