همتك نعدل الكفة
1٬663   مشاهدة  

تاريخ من الغناء الملفق : الموزع الموسيقي أشرف عبده.. الجراح الذي قتل الموسيقى (الجزء الأول)

أشرف عبده
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



تناولنا فى الحلقات السابقة من “سلسلة تاريخ الغناء الملفق” بعض الشعراء الملفقين، فى هذه الحلقة سوف نلقى الضوء على احد الموزعين الموسيقين الذي ساهم فى إفساد المناخ الموسيقى العام بموسيقى خاليه من أى إبداع  وكانت لها أثرًا واضحًا فى  تخريب ذوق المستمع الذى فرضت عليه تلك الأنماط والأشكال الموسيقية من شركات الانتاج التى تحولت الموسيقى على يديها الى سلعة استهلاكية بحتة ، فى وقت تحولات كبيرة للسوق الغنائى الذى أصبح يشبه السوبر ماركت الكبير , الذى يحتوى على قوالب موسيقية معلبة ومعدة ومجهزة أكلت من قيمة ومدة بقاء الاغنية وأصبحنا نستهلكها كما المناديل الورقية لاشئ يبقى فى الذاكرة بل يتم محو الأغانى بمجرد إصدار غيرها ,  سنتناول أحد أيقونات الهبوط الفنى والتلفيق الموسيقى الموزع”أشرف عبده” .

يسبق اسم “اشرف عبده” فى أغلفة الألبومات  لقب دكتور مما يجعل الإعتقاد بأنه دكتور فى الموسيقى وبما أننا فى بلد شهادات ففخامة لقب دكتور تجعل المستمع يسلم أذنه للمحتوى الموسيقى حتى لو كان محتوى فارغ  مجرد جعجعة بلا طحن.

ترك “عبده” العمل بمهنته الأصلية كجراح من أجل أن يعمل موزعًا موسيقيًا بعد عدة كورسات بالمراسلة مع أحد المعاهد بالخارج “فى زمن لم يكن فيه أنترنت” كما صرح من قبل مع إحدى المعاهد الموسيقيه بالخارج وبعد ان إجتاز على حد قوله أحد المستويات قرر من نفسه انه أصبح  مؤهلًا لكى يدخل السوق الغنائى ويحترف التوزيع الموسيقى .

أول إشتباك حقيقى مع الموسيقى لدى “اشرف عبده” عندما عرض نفسه على أحد المحلات التى تقوم بنسخ الألبومات الغربية من الأسطوانات وتحويلها الى شرائط كاسيت ومن ثم إصدارها مره اخرى , تم الإتفاق على القيام بعمل مكتبة كاملة  تحوى الألبومات التى لم تكن تصل بأعداد كبيرة فى فترة كان السوق المصرى  يعج بالنسخ المضروبة فى ظل عدم تفعيل قانون الملكية الفكرية , خرجت تلك الألبومات التى قام بإعادة نسخها غير صالحة للاستماع حيث لم يتم تنقية الصوت بدرجة كبيرة فخرجت الألبومات  تشبه ألبوم منير ” علمونى عنيكى ” من حيث رداءه الصوت .

لم ييأس أشرف عبده على الرغم من فشل تلك المحاولة وقرر أن يجرب حظه بأن يدخل إلى الإستوديهات مباشرة , لكن تظل هناك عقبة كبيرة أمامه عليه أن يتخطاها وهى “حميد الشاعرى” الذى كان يستحوذ على أكثر من نصف سوق التوزيع الموسيقى بالأضافة إلى نفوذه الكبير داخل شركات الأنتاج , تبدأ الأنفراجة بعد خلاف حميد مع أحد المنتجين على فكرة ألبوم وسرقة حميد للفكرة وتفنيذها فى شركة أخرى مما أغضب المنتج “صاحب الفكرة” بالأساس الذى قرر أن يأخذ بيد أشرف عبده بعد توصية من “شخصية دينية” لها كلمتها لدى المنتج ويدخل أشرف عبده الأستوديو الذى كان يسجل فيه حميد لأول مرة فى حياته بل تفتح له كافة التراكات الموسيقية التى كان يتبعها حميد وتبدأ الرحلة بظهور خجول بأغنية أو أثنان داخل بعض الألبومات  .

كان أغلب الموزعين فى تلك الفترة “بداية التسعينات” لديهم باع طويل فى الفرق الموسيقية فأغلبهم أن لم يكن كلهم عزفوا على الأقل فى فرقة أو أثنين أما “أشرف عبده” لم يكن خريج أى فرقة  ولم يعزف أى ألة موسيقية خلف مطرب من قبل , وهذه نقطة مهمة أثرت فى أسلوبه الموسيقى الذى جاء تقليديًا بحتًا فى لزماته الموسيقية ونوتات الهارمونى الموسيقى التى هى أساس شغله كموزع ولم يمتلك الخيال الكافى لكى يتطور كعازفًا لألة الأورج وهذا ماسنتناوله فى الجزء الثانى .

 

إقرأ أيضاً

إقرأ أيضا
الحلقة الثالثة من الحشاشين

الموزع الموسيقي أشرف عبده أكذوبة التسعينات الكبرى.

الكاتب

  • أشرف عبده محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
11
هاهاها
1
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان