تترات مسلسلات رمضان (4) نسل الأغراب .. شوية منطق الله يكرمكم.

منذ بدء عرض الحلقات الأولى من مسلسل نسل الأغراب، تحول إلى مادة دسمة للسخرية تتغذى عليها مواقع التواصل الاجتماعي، بدأت ببطلي العمل “أحمد السقا” و”أمير كرارة” بسبب الإطلالة الغريبة  والافتعال الواضح في أداء كليهما، والمنافسة الشديدة على من يبرز جحوظ عينيه أكتر من الأخر.

ثم توالت الاعتراضات على اختيارات “محمد سامي” مؤلف ومخرج العمل لباقي أبطال المسلسل والتي تنوعت مابين مجاملات فجة أو اختيارات صنفها البعض على أنها كارثية مثل الاستعانة بالشابين “أحمد مالك” و”أحمد داش” وعدم أجادتهم اللهجة الصعيدية، بالإضافة إلي القصة نفسها والحوار  اللا منطقي الذي حول المسلسل من دراما صعيدية خشنة إلي مسلسل كوميدي يسخر منه الجميع.

استمرت حالة اللا منطقية التي يدور في فلكها المسلسل و امتدت إلي تتر المسلسل والأغاني الداخليه فيه، في البداية كان من المفترض  أن يقوم بغناء تتر المسلسل بالإضافة إلي الرباعيات الداخلية فيه المطربة “أنغام” ولكن حدث خلاف في وجهات النظر كما صرح مخرج العمل الذي رأي أن أداء أنغام لبعض الرباعيات لم يتناسب مع طبيعة المسلسل، فقدح زناد فكره وقرر أن يواصل حالة اللا منطقية في الاختيارات فاستبدلها بصديقه المطرب تامر حسني!

حقق التتر مشاهدات ضخمة على موقع اليوتيوب تخطت الـ 10 مليون مشاهدة، أغلبها من محبي و التراس تامر حسني الذي أصدر التتر على قناته الرسمية، كتب كلمات التتر الشاعرة “سارة سعيد” التي ركزت على قصة المسلسل أكثر من اهتمامها بألفاظ ومفردات بيئة الصعيد الخاصة، فخرجت الكتابة مطاطية لا تشير من قريب أو بعيد إلي دراما صعيدية.

موسيقى التتر سواء في جزئية اللحن أو التوزيع جاء محاكاة لأسلوب الموسيقار “ياسر عبد الرحمن” حيث تنقل بين العديد من المقامات الموسيقية وبنى اللحن بشكل تصاعدي والتوزيع الذي حاول تقليد قفلات الجمل الموسيقية بالنحاسيات وتفعيل الإيقاعات وهي التي يتميز بها ياسر عبد الرحمن وتعتبر بصمته الخاصة جدًا.

اقرأ أيضًا.

تترات مسلسلات رمضان .. مسلسل المداح … عندما تكون الكلمات هي البطل.

الموزع فهد تعامل مع التتر بإمكانيات أقل مما يملك، فلم نجد شكل موسيقي محدد بعينه بل خليط بين عدة أشكال، بدأ التتر بكوردات من الجيتار يصاحبه ربابة! ووتريات رغم قوتها إلا أنها كلاسيكية جدًا، حتى استلم تامر حسني الغناء في شطر “من صلب بعض على الورق” في مقام الكورد سرعان ما انتقل فجأة ودون تمهيد إلي مقام الصبا في شطر “والود في قلوبنا اتحرق” كمحاولة لإضفاء لمسة شرقية تضفي وقارًا على كلمات التتر.

هذا التنقل العجيب كان له تأثير على أداء تامر حسني حيث وضح تمامًا أنه لم يقم بتسجيل التتر مرة واحدة، بل أجبره التنقل بين المقامات على التوقف لالتقاط أنفاسه وتسجيل كل جملة لحنية بشكل منفصل عن الأخرى، فظهر هناك تفاوتًا في الأداء حيث أجاد في جمل مقام الكورد وأفلت الأداء منه في الجمل الشرقية، وأن حاول أن يتجاوز ذلك بإضافة بعض الحليات والعُرب عند إعادة السينو، الفاصل الموسيقي جاء جيد أنتقل فيه إلي مقام البياتي “نفس مقام موسيقى الضوء الشارد”  واستعان الربابة والمزمار مع إيقاع صعيدي وهو الجزء الوحيد المتماسك في التتر كله.

إقرأ أيضا

“عشر أسباب أدت للإقالة” نتنياهو وجالانت .. لماذا طقشوا؟

في النهاية حاول الملحن “هيثم نبيل” أن يصنع لحنًا جيدًا ويبين قدرته على التنقل بين المقامات لكنه سقط في فخ عدم الترابط بين الجمل الموسيقية التي وضعها، وجاء أداء تامر حسني كأضعف ما في التتر، ولا وجود مبرر لاختياره سوي أنه صديق لمحمد سامي المخرج، حيث لم تسعفه مساحات صوته في أن يبرز مواطن القوة في اللحن، وتعامل معها على أنها أغنية عاطفية حيث كان يهرب في بعض الجمل إلي المناطق التي يستريح فيها في الغناء، بالإضافة إلي أنه حاول لي عنق المفردات بتعطيش الجيم واستبدال حرف “ق” بحرف “ج”  فتأثرت مخارج ألفاظه، رغم أنه غني بقية الكلمات بلهجته القاهرية فظهر وكأنه يغني بلهجة هجين غير مترابطة، ناهيك عن بعض الأخطاء الإملائية في كتابة بعض الكلمات في النسخة المرفوعة على موقع اليوتيوب وهذا يسأل فيه فريق السوشيال ميديا الذي يدير قناته.

وقريبا حلقة جديدة من تترات مسلسلات رمضان