تعذيب وعبودية .. كيف استغل البعض أحكام الكتاب المقدس؟
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
على مدار تاريخ البشرية، أساء الناس وقتلوا بعضهم البعض بطرق مروعة، وأثبتت الدراسات أن الانسان بطبعه يميل إلى أن يكون عنيف وخطر تجاه الآخرين، ويرتكب البشر العديد من الانتهاكات على الآخرين، وذلك رغم بشاعته إلا أنه أمرًا طبيعيًا، ولكن الغير طبيعي في الأمر، هو الاستشهاد بتفاصيل أحكام الكتاب المقدس المقدسة لتبرير تلك الأفعال، وتحويل كلمات الله لسلاح يعذبون به غيرهم.
تجارة الرقيق
تجارة الرقيق واستعباد الأفارقة في المحيط الأطلس، واحدة من أسوأ الفظائع في تاريخ البشرية، على الرغم من أن هذه لم تكن أول تجارة رقيق واسعة النطاق أو الأخيرة، وقد تم تبريرها من خلال الاستعانة بآيات من الكتاب المقدس، مثل رومية 13، وأفسس 6: 5، اللاتي وجهت تعليمات للعبيد حول الطاعة: “أيها العبيد أطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف ورعدة، في بساطة قلوبكم كما للمسيح”، وعلى ضوء تلك الكلمات تم استعباد أكثر من اثنى عشر مليون أفريقي إلى الأمريكتين، وذلك في الفترة بين عامي 1525م، و1865م، وهكذا وعلى مدار القرون، عمل جيل بعد جيل من العبيد الأفارقة في جنوب الولايات المتحدة، وواجهوا أفظع انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها البشرية، واستغلوا الكتاب المقدس لتبريرها.
حرق اليهود باسم الدين
كان النازيون خبثاء للغاية، حيث استغلوا المعتقدات الدينية، وحمية الناس وتحيزهم للدين المسيحي، للتحريض ضد اليهود، وهو ما نجح بالفعل، بعد أن جربوا عدة طرق اخرى لم تنجح، ولكن استخدام الكتاب المقدس أشعل الحمية داخل الصدور للتخلص من القلة اليهودية الموجودة في البلاد، وقد برر أدولف هتلر العديد من آرائه في كتابه Mein Kampf، واستشهد بآيات من الكتاب المقدس، التي تشير إلى سبب تفوق العرق الآري على الآخرين، وأوضح أنه يتصرف وفقًا لإرادة الخالق، وأنه يقاتل اليهود من أجل رضا الرب.
تعذيب الأطفال باسم التربية
نتفق جميعًا على أن إيذاء الأطفال من خلال الإهمال أو الإساءة العاطفية أو الأذى الجسدي هو فعل بشع، يدمر الأطفال ونفسيتهم، ولكن بعض الناس اتخذوا من تعاليم الكتاب المقدس التي تنص على ضرورة تربية الأطفال بشكل صحيح وصارم، حجة لإخراج عقدهم النفسية على هؤلاء الضعفاء المساكين، فيقومون بضربهم وتعذيبهم بحجة إصلاحهم كما أمر الكتاب المقدس، وهذا بالضبط ما حدث مع الطفلة هانا ويليامز التي تم تبنيها من قبل أحد القساوسة والذي يعمل على خدمة المجتمع الإنجيلي هو وزوجته، وقد قاموا بتعذيبها عذاب شديد، حيث حرموها من الطعام والشراب، وقاموا بضربها ضرب مبرح، وفي النهاية قاموا بربطها خراج المنزل في الهواء الطلق، وتوفت الطفلة نتيجة البرودة الشديدة، وأثناء التحقيقات لم يبد أي منهما أسفًا لما فعلا، حيث كانوا على اقتناع شديد بأنهما نفذا تعاليم الكتاب المقدس، الذي أمرهما بتحسين سلوك الأبناء، وتقويمهم عند اللزوم، وأوضحوا أن هانا كانت طفلة متمردة للغاية، لا تنصاع للنصائح اللينة، لذا اضطروا لاستخدام ذلك السلوك معها.
المصدر
(1)
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال