همتك نعدل الكفة
124   مشاهدة  

تفيدة علام .. الشابة التي خاضت معركة شرسة ضد الوفد وحققت إنجاز مجتمعي كبير

تفيدة علام
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



تميزت بالروح الوثابة والمصابرة، آمنت بدور المرأة في المجتمع، آمنت أن تنزل النساء من عامة الشعب إلى ميدان العمل الاجتماعي وألا يكون مقصورًا على سيدات وبنات الطبقات المخملية أو الأسر الحاكمة بل طالبت جميع بنات المجتمع بالمشاركة، إنها “تفيدة علام” المرأة المصرية الطموحة التي تسلحت بالعلم وآمنت بدوره في رقي المجتمع.

تفيدة علام ودورها المجتمعي 

لم تكن” تفيدة علام” صاحبة دور اجتماعي فقط بل كانت صاحبة موقف سياسي، ومن أشهر تلك المواقف حينما حملت على حزب الوفد حملة شعواء وانضمت إلى خصومة كما أنها أيدت الحكومة المعادية للوفد التي كانت تعادي “إسماعيل صدقي” وتحكم مصر في العام 1930.

كانت أول خطوة تخطيها “تفيده” نحو العمل المجتمعي هي رفضها العمل كمعلمة في المدارس الحكومية  بعد تخرجها من معلمات السنية، وانضمت إلى العمل بالمدارس الخاصة لاسيما مدرسة البنات الخاصة التي أقامتها جمعية أمهات المستقبل، وعملت ” تفيدة” في هذه المدرسة لأنها ببساطة عضوة مجلس إدارة الجمعية.

بعد سنوات من الجد والكد والاجتهاد، أصبحت” تفيدة علام” رئيسة الجمعية، ومن ثم تولت مسؤولية إدارة المدارس التابعة لها، وكذلك تولت رئاسة المجلة التي كانت تصدر عن الجمعية عام 1930.

أفكارها ومبادئها في العمل الاجتماعي 

أشار الدكتور ” إسماعيل إبراهيم” إلى أفكار” تفيدة” ومبادئها الاجتماعية والسياسية التي تبنتها من خلال مجلة ” أمهات المستقل” ومجلة الجمعية التي كانت ترأسها وفي الحركات النسائية التي كانت تقودها في الآتي:

أولًا: جمعية أمهات المستقبل 

جمعية أمهات المستقبل جمعية نسائية ذات طابع خاص، تهتم بتقديم المساعدات لفتيات الطبقة الفقيرة، وكانت ” تفيدة علام” الفتاة الوحيدة في هذه الجمعية التي اعتبروها من عامة الشعب، ولما لا وقد تزعمت الجمعية مجموعة من الشخصيات الثرية ومنهن، حرم حسين فهمى باشا، التي طلبت مساعدات مالية من والدة الخديو ،عباس، كما حصلت على مساعدات أدبية ومالية من السلطانة ملك ومن أميرات أخريات.

وانضم إلى الجمعية الأمير عمر طوسون والأميرة قدرية حسين، والأميرة نازلي والأميرة رقية حليم، والأميرة سنية منصور، وحرم الأمير ميشيل لطف الله، وكذلك حرم واصف غالى باشا، ثم انضمت إلى المؤسسات كل من حرم يوسف بطرس غالى وحرم إبراهيم الطاهري بك وحرم رياض باشا، وحرم حسين بك عاصم، وحرم حشمت باشا وغيرهم.

اشتغلت “تفيدة” بالمعهد الذي أسسته الجمعية في سنتها الأولى معهدًا علميًا يهتم بتعليم الفتيات الكتابة والقراءة وفن التطريز والحياكة والاقتصاد المنزلي وغيرها لخدمة المرأة التي كانت تتعلم في ذلك المعهد الكائن بشارع مجلس النواب.

ولم يكن هذا المعهد الوحيد الذي أسسته الجمعية، فقد أنشأت الجمعية عام 1930م معهدًا آخر في حي الدرب الأحمر، لتعليم البنات بالمجان، وتولت ” تفيدة” نظارة المدرسة ـ أمهات المستقبل ـ  والمعهدين بعد وفاة حرم حسين فهمي باشا.

وكان اختيار ” تفيدة” رغم أنها من عامة الشعب كونها أنشط العضوات في الجمعية، وظهر ذلك بقوة حينما تولت رئاسة الجمعية فقد أعادت تنظيم الجمعية بنفس العضوات السابقات، وفتحت باب الانضمام لأكبر عدد من السيدات المتعلمات بنات الأسر المتوسطة. أصبحت الجمعية في عهد تفيدة علام أكثر نشاطًا وحيوية، نظرًا لما تميزت به من نشاط وفير وقدرة على الحركة وما تمتعت به من ثقة عديد من الأميرات .

ثانيًا جمعية الشابات المصريات

دعت ” تفيدة” في يوم الجمعة ١٨ أكتوبر سنة ۱۹۲۹،ناظرة مدرسة جمعية أمهات المستقبل الثانوية والابتدائية لفيفًا من السيدات وخطبت فيهن شاكرة لهن حضورهن، ثم قالت بعد ذلك : الواقع يا حضرات السيدات والآنسات أن كلانا يشعر بحاجة النهضة النسائية إلى تكوين مثل هذه الجمعية، وما خطبكن بجمعية ستصعد بفتاة مصر الكريمة إلى قمة المجد بين الأمم المتحضرة التى تتمتع فيها الفتاة بكل الحقوق المدنية، أعينوني بقوة أيتها الأخوات أتخذ لكن من المجد صرحًا إني وإياكن المستقلة في حاجة ماسة إلى جمعية تنضوي تحت علمها الخفاق.

وأضافت متحدثة عن الجمعية حسب ما ذكر الدكتور ” إسماعيل إبراهيم” في كتاب “صحفيات ثائرات” : وبما أن هذا الاجتماع فرصة غالية ننتظرها وننتهزها لتكوين جمعية الشابات المصريات و لا نتخاب مجلس إدارتها، فإني أتقدم إليكن راجية أن تبدى كل منكن ما يعن لها من ملاحظة . وذكرت أن شعار الجمعية هو : العمل لترقية المرأة المصرية إلى مستوى شابات الأمم الراقية .

 

حددت تفيدة علام أهداف جمعية الشابات المصريات ونذكرها في النقاط التالية :

١- إنشاء قاعة محاضرات لنشر الدعاية الأدبية الخلقية والصحية والعلمية من خلال محاضرات تلقى كل أسبوع، حيث يتيسر للعضوات الإلمام بكل ما تستطيع الإلمام به من المباحث اللازمة لرقى الفتاة.

٢- إنشاء قاعة مطالعة فيها أهم الكتب والجرائد.

٣- إنشاء قاعة للموسيقى، تتعلم الفتاة فيها ما تميل إليه من الموسيقى العربية والإفرنجية .

4ـ إنشاء ناد فيه ما يليق بالفتاة من الألعاب الرياضية .

٥- إنشاء غرفة للتصوير والرسم العادي والشمسي والزيتي وخلافه .

٦- إقامة قاعة للزائرات، تلتقى فيها الوطنيات والأجنبيات لتتعرف المرأة الشرقية بأختها الغربية تعارفًا صحيحًا.

إقرأ أيضا
كرة القدم والسياسة

٧- إقامة قاعة لتعليم اللغات الحية الأجنبية لمن يرغب .

8ـ تسعى الجمعية لإصدار مجلة أسبوعية تكون لسان حالها والمعبرة عنها .

9ـ إنشاء فروع للجمعية فى جميع عواصم القطر المصري.

10- إرسال مندوبات لحضور المؤتمرات النسوية فى خارج القطر، والوقوف على كل ما تصنعه الجمعيات النسوية لترقية المرأة في البلاد الراقية .

من كلمات سعد زغلول شعار الجمعية النسوية الأبرز 

وأعلنت “تفيدة علام ” أن الجمعية تأخذ من كلمات سعد باشا شعارًا لها، وشرعت في تحقيق وتنفيذ أهداف الجمعية، فأنشأت قاعة محاضرات لنشر التوعية الأدبية والخلقية والصحية، تلقى فيها محاضرات أسبوعية، تحاضرها إحدى العضوات البارزات لتستفيد منها الفتيات، وأنشأت قاعة قراءة تحوى الكتب النفيسة في مختلف الفنون والآداب إضافة إلى الصحف اليومية والشهرية.

كما أنشأت قاعة للموسيقى تولت التدريس بها مدرسات للموسيقى الشرقية والغربية، وألحقت بالجمعية قاعة للرسم والتصوير بكل ألوانه وأنشأت أيضًا قاعة لكبار الزوار من الشخصيات النسائية البارزة المصرية منها والغربية واللاتي تدعوهن الجمعية لإلقاء محاضرات على العضوات لتعريفهن بما وصلت إليه المرأة في الغرب من تطور وتقدم وأنشأت معهدًا لتدريس اللغات الأجنبية، ثم أصدرت مجلة أسبوعية باسم أمهات المستقبل تكون لسان حال الجمعية الشابات المصريات .

مدارس جديدة للبنات :

والنقطة الثالثة التي أرجأها” إسماعيل” ليوضح تفكير “تفيدة علام” هي إنشاء مدارس عدة مدارس أولية وأخرى ابتدائية لتعليم الفتيات ونجحت فى أن تجعل تبعية تلك المدارس إلى وزارة المعارف، بدلًا من تبعيتها لإدارة المدارس الخاصة، مما شجع أولياء الأمور على إرسال بناتهن إلى مدارس ،الجمعية كذلك استطاعت أن تنشئ فرعًا للجمعية بالإسكندرية وألحقت به مدرسة كانت معظم تلميذاتها من اليتيمات والفقيرات وتركزت الدراسة بها على تدريس المواد النسوية .

وبهذه الإنجازات تكون ” تفيدة” حققت الكثير لتقدم الفتاة المصرية ، إلى جانب الدور الكبير التي قامت به الجمعية لتدريس المواد الدراسية التي أقرتها وزارة المعارف بالإضافة إلى تعلم اللغات  والموسيقى، وكانت “تفيدة” كونها من فتيات العامة نموذجًا اجتماعيًا واضح الدلالة على مقدرة الإنسان للتفوق والإنجاز مهمها كانت الظروف.

الكاتب

  • تفيدة علام مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان