توم وجيري .. قصة أشهر قط وفأر في التاريخ
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
(1) قط اسمه كاسبر
لم يشعر المسؤولون عن شركة «مترو جولدن ماير» بأي حماس تجاه الفيلم القصير Puss Gets the Boot الذي أنتجوه عام 1939، للشابين جوزيف باربيرا ووليام هانا، عن صراع معتاد بين قط وفأر، إلا أنه بعد عرض الفيلم في دور السينما وترشيحه لجائزة الأوسكار كأفضل فيلم قصير، قلب الأوضاع تماماً.
نجاح جماهيري وأيضاً نقدي؛ حلم كل منتج وصانع سينما في العالم، حققه الثنائي باربيرا وهانا في «توم وجيري» الذي سيصبح بعد ذلك أشهر ثنائي رسوم متحركة في التاريخ.
لم يكونا قد أطلقا بعد الاسم الأشهر «توم وجيري» على بطليهما، بل كان اسم القط «كاسبر» وبقي جيري بلا اسم، حتى قام مدير أستوديو الرسوم المتحركة في مترو جولدن ماير «فريد كويمبي»، بالتفرّغ تماماً للثنائي من أجل إنتاج المزيد من تلك الأفلام التي ستتحوّل إلى سلسلة، وبمساعدة أحد رساميهما الذي يُدعى «جون كار»، تمت الموافقة على اسمي «توم وجيري» بعد مسابقة خاصة داخل الأستوديوهات حول الاسم.
(2) توم وجيري الأصليان
كان قرار إغلاق أستوديو مترو جولدن ماير للرسوم المتحركة عام 1957، القرار الأكثر حزناً في سيرة الثنائي باربيرا وهانا بعد حوالي 114 فيلماً قصيراً من بطولة توم وجيري، و13 ترشيحاً لجوائز الأوسكار، تحصل على 7 منها بالفعل.
كان القط توم الذي بدأ رمادي اللون أشعث الشعر يسير فقط على أربع، قد تطوّر وصار أزرق اللون ويمشي على قدمين، أما جيري فقد صار لونه البني أفتح مما سبق.
كان التليفزيون يخنق السينما، وصارت الصناعة أقل ربحاً، فكان من الطبيعي أن يتم تخفيض النفقات، لكن الثنائي باربيرا وهانا؛ قرّرا الإنتاج التليفزيوني عام 1975، وافتتحا أستوديو صغير كان يملكه فيما سبق الأسطورة شارلي شابلين، تحت اسم هانا وباربيرا، وقدّما مسلسلاً كاملاً تحوّل فيه العدوان اللدودان إلى أصدقاء، ليبتعدا عن تهمة تحريض الأطفال على العنف.
(3) توم وجيري المزيّفان:
بعد قرار إغلاق الأستوديو عام 1957، حاولت مترو جولدن ماير، استغلال نجاح السلسلة خارج الولايات المتحدة بعيداً عن صاحبيها، ومن خلال المخرج التشيكي Gene Deitch قدّم 13 فيلماً قصيراً بين عامي 1960 و1962، وبعد نجاح محدود للغاية، لجأت الشركة إلى تشوك جونز، مبتكر شخصيات باغز باني وسيلفستر وتويتي، من أجل إنتاج 34 فيلماً لتوم وجيري بين عامي 1963 و1967.
إلا أن قرار التليفزيون الأميركي بعرض حلقات توم وجيري عام 1965 على شاشاته، قد أنهى المحاولة تماماً، خاصة بعد رفض معظم الحلقات بسبب العنف وحذف الكثير من مشاهد تلك التي عُرضت، بل وأيضاً الاتهامات بالترويج للعنصرية بسبب الخادمة السوداء، وشكل الأبطال بعد حدوث أي كارثة، والتي طالت الشركة المنتجة والمبتكرين وكل من شارك في السلسلة، لدرجة أن شركة أمازون ما زالت تبث تحذيراً عن محتوى يروّج للعنصرية عند أي محاولة لشراء أفلام توم وجيري من على الأنترنت.
(4) نهاية الصلح:
لم تحقق حلقات توم وجيري الصديقان نجاحاً كبيراً، مما اضطر صنّاعهما إلى العودة مرة أخرى للتعاون مع أستوديو مترو جولدن ماير لإنتاج حلقات جديدة عام 1980، بالمشاركة مع بعض شخصيات مترو جولدن ماير الكرتونية القديمة، مثل دروبي وبارني، والتي استمرت حتى عام 1982.
وعاد توم وجيري مرة أخرى إلى مطاردتهما الشهيرة خلال تلك الحلقات، وكان الثنائي باربيرا وهانا حريصين منتهى الحرص على الواقعية، لدرجة أن لقطة القط توم عندما كان يعزف على البيانو، كان في أغلب الأوقات يعزف بطريقة صحيحة ولا يقوم بعمل حركات عشوائية، وكان العازف وملحن السلسلة Scott Bradley هو من يشرف على حركات العزف.
(5) التسعينيات والألفينيات:
أنتج الثنائي باربيرا وهانا بالتعاون أيضاً مع الصديق القديم شركة مترو جولندن ماير، مسلسلاً جديداً ظهر فيه أبناء توم وجيري – لم يُعرض في المنطقة العربية – وكذلك أنتجا فيلمهما الطويل الأول عام 1992، بعد 50 عاماً من عمر السلسلة.
وفي عام 2001 تُوفي وليام هانا عن عمر يناهز 90 عاماً بسرطان الحنجرة، وتبعه صديقه وشريك مشوار نجاحه ووالد توم وجيري الآخر جوزيف باربيرا عام 2006 عن عمر يناهز 95 عاماً، بعدما تعاقد عام 2005 مع شركة وارنر برازر لإنتاج أفلام توم وجيري للمرة الأولى، وهو ما قامت به الشركة وأنتجت 13 حلقة جديدة تضم كل حلقة ثلاث قصص تحاول اتباع أسلوب الحلقات الكلاسيكية القديمة.
رحل الصناع والمبتكرون وبقيت سلسلة توم وجيري في وجدان أكثر من نصف تعداد البشرية على سطح الأرض منذ انتشار التليفزيون في السبعينيات وحتى عصرنا هذا.
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال