“ثلاثة في قطار”.. عمل يرصد تفكك الحارة المصرية وكيف غادرت القطار

سيدهشك تعامل الجيران في المسلسل لكنه لن يدهش جيلي لأنني عشت هذا ورأيته بنفسي، كيف كان متاحا لجارتنا أن تدخل غرفة نوم أبي وأمي وأن تتشاركنا مطبخها بسهولة، كيف كان المصريون يعتبرون جيرانهم جزء من العائلة بل وأحيانا أقرب منها.

كيف كانت الحارة المصرية تتحرككمكون واحد يجعله تماسكه هذا قويا عاقلا قادرا على مقاومة كل مشاكل الحياة، وهو ما افتقدناه حاليا في العمارة الواحدة

كيف تحللت تلك الحارة دقيقة بدقيقة بتحلل قيمة كبارها أولا والسعار المادي ثانيا وكيف تفككت رويدا رويدا.

يرصد المسلسل المهم – الانتاج بشركة مراد السعودية والتنفيذ في ستويديوهات عجمان في الإمارات – رحلة ٣ شباب في مقتبل عمرهم لعبد أدوارهم يحيى الفخراني وفاروق الفيشاوي ومجدي وهبة، يصلون القاهرة للمشاركة في مسابقة عمل في شركة نسيج حكومية، ومسار كلا منهم في الرحلة التي بدأوها سويا.

يكشف كيف تخلت  ميرفت “صفاء السبع” عن خطيبها مالك “مجدي وهبة” من أجل مال البترودولار والذي غير من سلوك صاحبة البيت لتبني برجا يصاب بالشروخ ويقترب من الانهيار في نهاية المسلسل.

يعالج بطريقة طوباوية كيف انكشف الصديق الفاسد في النهاية وتلقى عقابه بينما ازدهر الأبرأ ولاقى الأنجح الطيب شريكة حياته وطريقته.

وعلى الرغم من كونه في الثانية والثلاثين من عمره لعب عهدي صادق دور طالب في الثانوية العامة لكنه نجح في تقديم الدور ببراعية شديدة مع القدير عبد العزيز أبو الليل وكذلك محمود أبو زيد ومعهم محمود حافظ والقديرة وداد حمدي.

يرصد المسلسل كيف تقطعت الصلات بين الرغبة في الثراء والغربة عن المدينة وانهيار المثل والأعراف.

كيف تخلت الحارة المصرية عن صبغتها لتصبح مسخا ينتج بلطجية وجوعا.

كيف تخلت عن تماسكها وسيطرتها من أجل أحلام فردية أنهت العصبة الجماعية واستغنت عن السمات من أجل الدولارات.

إقرأ أيضا

“رؤية مغايرة للاسم المشهور” هل فعل المعز لدين الله ما يستحق أن تُنْسَب القاهرة لاسمه؟

مسلسل  ثلاثة في قطار أنصح بمشاهدته إن كنت عزيزي القاريء مازلت ترفض مغادرة القطار

التقييم ٧ من ١٠

شكرا أحمد المحمدي كاتب المسلسل وعلية ياسين مخرجته.